بالاشتراك في النشرة البريدية يصلك جديد الموقع بشكل أسبوعي، حيث يتم نشر مقالات في جانب تربية النفس والأسرة وقضايا الأمة والمرأة والتاريخ والدراسات والترجمات ومراجعات الكتب المفيدة، فضلا عن عدد من الاستشارات في كافة المواضيع والقضايا التي تهم المسلمين.
إن التمرد على جاهلية العصر يصنع منك سهما انطلق ووجهته الجنة لا يحيد عنها! يحرق المسافات بمسارعة، ويتجاوز شراك الشيطان وعلائق الدنيا وحيل الإرجاف. وهذا يتطلب إعدادا عقديا وخلقيا من معين القرآن والسنة وسير الصحابة رضي الله عنهم. فتزودوا..فإنما هي حياة واحدة.. لتكن لله وحده لا شريك له.
لا بد أن لكل فارس كبوة، ولكل مسيرة عقبات، ولذلك جعل الله القرآن أول معين على الاستدراك، ولولا الاستدراك لما تمكن الصحابة من بلوغ مراتب الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. سيقطع طريقك الشيطان وأعوانه بكل الطرق التي لا تخطر على بال، فلا تستسلم، لأن لك الله مولاك لن يضيع صدقك.
لو خسرت كل شيء في حياتك إياك أن تخسر صدقك مع رب العالمين فذاك هو رأس المال وذاك هو حبل النجاة. إن الذين يشغلوك بمناظر الطريق ويحبّبوك في الدنيا، يظلمونك، فأول ما تحمي به نفسك من الكبوات، الصحبة الصالحة فإن لم تجد، فصحبة كتاب وسماء، حكمة وبعد نظر.
إن المواعظ كثيرة جدا لكن لعل أفضل ما يطمئن قلب المؤمن، أن الله لا يتركك تائها أبدا، إذا توكلت عليه واستعنت به، ستذهلك معيته، وسترى بعينك آيات الهداية والنصر، وهل نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير! ومن جعل حب الله ورسوله أعظم من كل شيء في حياته، لا ينال إلا خيرا ولو اجتمعت عليه الدنيا.
لكل مكروب! إن هذه الدنيا لا تساوي جناح بعوضة، فاقتل كربك بالعمل في سبيل الله، فلم أر أعظم مرتبة من مرتبة العمل في سبيله سبحانه، وفي ذلك دلالة يقينك وصدقك. ما من ابتلاء إلا ليفزع المؤمن لربه، لينكسر عنده! وفي ذلك دلالة محبة الله، فهل جزاء المحبة إلا المحبة والتوبة وعجلت إليك ربي لترضى!
إن الاستسلام لمقاييس البشر ورغباتهم السطحية لا يحقق مجدا ولا يحقق مرتبة عالية في الجنة! فقط بالتمرد على كل فكرة تعلّقك بالدنو! ستحلق في سماء الإيمان. كل الآيات تدفعك لهذا الفهم الجليل (سابقوا) (سارعوا) (ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا)
أغلب الأسر المبتلاة بحب الدنيا، تربي أبناءها على المسابقة في حظوظ النفس والدنيا، وقليل من يدفع أبناءه للمسابقة للعلياء! فكل من حرم هذا الحضن البصير، ليستدرك مع نفسه ومع ذريته، ولتكن البداية بالقرآن، تلاوة وحفظا والوقوف عند باب الدعاء حتى يفتح الله، كل مطلب عظيم يستوجب وقوفا يليق به.
بئس الحياة التي لا يكون لك فيها إيمانك أعظم ما تملك! تفديه بالنفس والنفيس، حتى إذا ما لقيت ربك! قلت اللهم لو أعدتني فيها ما عملت بأكثر مما عملت! وهذا الفهم هو الذي يدحر الشيطان ويكفر الذنوب ويطمح به العبد لرفقة النبي صلى الله عليه وسلم، واسأل المجربين كيف هو أداء من آمن وسابق ومن تأخر!
يختم المسابق (من البقرة إلى التوبة) في جلسة!! ولا يتعب! بينما الذي قلبه مبتلى بحب الدنيا، يصل لأول حزب في البقرة ويعجز! إذا رأيت نفسك تتعثر في القرآن فتب إلى الله وتقرب إليه بالصدقات والأعمال الصالحة حتى يفك كربك وسترى كيف يمن عليك بتوفيق عظيم في العبادة، وكذلك أوصى ابن القيم بالذكر.
قال ابن القيم رحمه الله:”إن الذكر يعطى الذاكر قوة، حتى إنه ليفعل مع الذكر ما لم يطق فعله بدنه، وقد شاهدت من قوة شيخ الإسلام ابن تيمية فى مشيته وكلامه وإقدامه وكتابته أمراً عجيباً فكان يكتب فى اليوم من التصنيف ما يكتبه الناسخ فى جمعه أو أكثر وقد شاهد العسكر من قوته فى الحرب أمراً عظيماً وقد علم النبى (صلى الله عليه وسلم) ابنته فاطمة وعلياً (رضى الله تعالى عنهما) أن يسبحا كل ليلة إذا أخذا مضاجعهما ثلاثا وثلاثين، ويحمدا ثلاثا وثلاثين، ويكبرا أربعا وثلاثين، لمَّ سألته الخادم، وشكت إليه ما تقاسيه من الطحن والسعي والخدمة فعلمها ذلك وقال (إنه خير لكما من الخادم).. (صحيح) رواه البخاري ومسلم. (الوابل الصيب من الكلام الطيب ص75).
لن تبلغ حتى تتزود وتنكسر وتسابق، وتعرف عظمة الله جل جلاه، ويكون وصالك معه سبحانه أعظم وصال لا يناجزه وصال، ولا يكون ذلك بدون صدق! في القول والعمل والدعاء، فالحرمان تمام الحرمان أن يسبقك قوم لله شعث غبر وأنت في غفلة!
لن تبلغ حتى تخرج كل حب للدنيا من قلبك ويكون ذلك بإخضاع النفس للزهد والورع والكرم والشجاعة، ولا تسمح لأحد أن ينسيك الله! فإن أول النسيان الوقوع في فخ الشيطان، ووالله ما من مؤمن يستهن بسبب من أسباب الثبات حتى يتعلم الدرس الأليم في عواقب الغفلة! ولأن الله خبير بصير بعباده ففر إلى الله.
اجلس بنا نؤمن ساعة! كانت طريقة الصحابة في التواصي بالحق والتواصي بالصبر، فاللهم اجعلنا على خطاهم هداة متقين. اللهم أعنا على حمل أمانة دينك وتبليغه ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين. اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأموات منهم والأحياء ولا تجعل في صدورنا غلا على الذين آمنوا وتقبل جميع أعمالنا.
النشرة البريدية
بالاشتراك في النشرة البريدية يصلك جديد الموقع بشكل أسبوعي، حيث يتم نشر مقالات في جانب تربية النفس والأسرة وقضايا الأمة والمرأة والتاريخ والدراسات والترجمات ومراجعات الكتب المفيدة، فضلا عن عدد من الاستشارات في كافة المواضيع والقضايا التي تهم المسلمين.
جميل جدًا، جزاكِ الله خيرًا..♡