بالاشتراك في النشرة البريدية يصلك جديد الموقع بشكل أسبوعي، حيث يتم نشر مقالات في جانب تربية النفس والأسرة وقضايا الأمة والمرأة والتاريخ والدراسات والترجمات ومراجعات الكتب المفيدة، فضلا عن عدد من الاستشارات في كافة المواضيع والقضايا التي تهم المسلمين.
إظهار الفرحة المبالغ فيها لنجاح الأبناء في امتحانات التوجيهي، لا يعكس إلا حالة الخوف التي تعيشها الأسر!
ولو نظرنا لعدد الخريجين الجامعيين العاطلين عن العمل، لاعتدل التفاعل مع هذه الامتحانات.
مجتمعاتنا مليئة بالتناقضات والمسلم لا يجب أن ينهار لفشل في امتحان، فالخيارات في يده كثيرة.
ومن دلالات القهر الذي تعاني منه الشعوب، المبالغة الصارخة في مشاهد الاحتفال عند أي مناسبة، وكأنها فرصة لإخراج الكبت الذي في الصدور!
ثم محاولة ربط النجاح في التوجيهي على أنه مصيري لمستقبل الطالب مشكلة بحد ذاتها، فهو يختزل كل الخيارات للنجاح في هذه الدنيا في هذا الامتحان، وكأن الإنسان لا يمكنه أن ينبغ وينجح بدونه، حتى شاهدنا انتشار “فوبيا التوجيهي” بين الطلاب وبناء على نتائجه يكرم المرء أو يهان، والعاقل لا يقع ضحية ذلك.
في الوقت الذي ينشغل الناس بتهنئة الناجحين، يحزن الراسبون! أيها الراسب مستقبلك ليس رهن النجاح في هذا الامتحان، إنما في إرادتك على صناعة الهمة والوعي وتحديد الوجهة التي تسير فيها، فيك أنت تحديدا من يستطيع أن يصنع مستقبله بنفسه بما تيسر له من أسباب، فالمسلم لا يعرف البطالة ولا يعجزه فقد.
أغلب عظماء التاريخ لم يدرسوا في مدارس نظامية. قوتهم كانت في إرادتهم، في إعدادهم الشخصي وفي علو هممهم. من المهم لكل مسلم ومسلمة تصحيح المفاهيم التي ربيت عليها الأجيال طيلة عقود من الاستضعاف والحكم الجبري، فأخرجت لنا أجيالا عاجزة مكتئبة ومنهزمة فاقدة لحرية التفكير والقدرة على تغيير واقعها.
“تحصيل الرزق” له عده أسباب وطرق وليس حكرا على طريق “الشهادة الدراسية” فالرزق مكتوب، وأسبابه موجودة لمن سعى لها بشهادة وبدون شهادة، بل الكثير من أثرياء العالم لم يتموا دراستهم، وأكثر الأغنياء اشتغلوا في التجارة والكثير من الموظفين لم يعملوا بشهاداتهم التي تخرجوا بها. فلا يضيق صدر مؤمن!
الرسوب الحقيقي هو في ترك الصلاة، والانحراف عن طريق الاستقامة، ودنو الهمة.
ليخرج الناس من سجن فكرة أن العلم والنجاح يقتصر الوصول إليهما على الدراسة الجامعية، بل العلم بحر لا ساحل له، والرزق له أبوابه وطرقه، لمن سعى. فلا تحرموا الناس رحمة الله تعالى ولطفه بهم. وأرض الله واسعة ورزقه سبحانه مكتوب. ومن رسب في الامتحان لديه فرصة النبوغ فيما يحب بعيدا عن إملاءات قاصرة وإلزامات محدودة وضيق أفق منهزم.
بالاشتراك في النشرة البريدية يصلك جديد الموقع بشكل أسبوعي، حيث يتم نشر مقالات في جانب تربية النفس والأسرة وقضايا الأمة والمرأة والتاريخ والدراسات والترجمات ومراجعات الكتب المفيدة، فضلا عن عدد من الاستشارات في كافة المواضيع والقضايا التي تهم المسلمين.