نقطة ضعف!
أخطر ما يقع فيه الإنسان، المشاهدة بعين أمانيه وحاجاته لا بعين الحقيقة!
ولذلك كانت الشورى جبر ضعف، والزمن درس وتربية.
ألا يكلك إلى نفسك!
هناك شعرة دقيقة بين الحقيقة والوهم!
وشعرة دقيقة بين الأمن والخوف.
كله يعتمد على كيف ترى وتفكر .. وكله يقوم على فضل الله عليك وهدايته لك للأفضل!
فاللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين!
من أجل النعم ..!
أن يهديك الله لما خفي عنك،
فيهتز قلبك وينبت حمدا وشكرا وتقديرا عظيما لربك سبحانه!
وأجمل تعبير عنه (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ)
في كل تفاصيل حياتك هذه محطة تستوجب التدبر والشكر.
الفضل كله لله وحده
بقدر ما ترى فضل الله عليك تُعظم شكره والامتنان له تعالى ..
فكل ما حباك الله تعالى من نعم ومزايا كسرعة بديهة وعقل وفهم وبصيرة .. ليس “بطولة فيك” بل محض فضل وتوفيق من الله تعالى يستوجب الشكر قولا وعملا.
ومن يرى في ذلك تفوقا وسبقا على غيره جهل، وأوكله الله لحظ نفسه.
الكبر والعجب دلالة جهل.
علاج الفقد
كل ما تفتقده في الآخرين وتتمنى أن تجده ليكن فيك أنت قدوة ومثلا،
فإن كنت محبا للمروءة فكن صاحبها،
وإن كنت محبا للوفاء، فكن الوفي،
وإن كنت محبا للأمانة، فكن الأمين،
وإن كنت محبا للصلاح، فكن الصالح،
وهكذا، ما فقدته لا تجعل غيرك يفقده معك، وفي ذلك تربية وفقه وبصيرة، وبعد نظر يرجع عليك بالحسنات والبركات.
حقيقة العلاقات
تنفر الأرواح الطيبة من الخبيث بحسب حجم خبثه!
فكلما اشتد خبثه طالت المسافة بينها وبينه وتعذر الانسجام.
وأما مع الطيب، فهي تقترب منه بحسب حجم طيبته!
فكلما اشتدت طيبته، قصرت المسافة بينها وبينه إلى درجة الالتحام.
وما أسرع انسجام الطيبين إن لم يعترضه عارض من خبث أو لؤم!
ولا تزال الطيبة والخبث أهم عامل مؤثر في ثبات العلاقات وإخلاصها بين الناس!
ومع ذلك لا تكفي الطيبة لوحدها لحفظ العلاقات فلا بد أن تُصان بحكمة وفقه.
عن الشغف
متى ينطفئ الشغف في القلب؟!
ينطفئ حين تتلاشى القيمة والجدوى،
وحين تُجهل مرتبة الأجر والفضل،
وحين تتدخل حظوظ النفس،
وحين يتمكن الإرجاف،
وحين يتفشى البخس،
وحين تُفتقد البركة،
وحين تنكسر النفس لمصاب جلل،
وحين تموت الهمة بإهمال أسباب قوتها،
وحين يتراءى الأفضل،
وحين تتبدل التصورات والقناعات والأهداف،
وحين يضعف الإيمان واليقين،
وحين تهدمه الصحبة ورفقة الطريق،
وحين تتبدل الأولويات،
وحين يدخل الحسد والتنافس غير الشريف،
وحين تستحل النفس الغش،
وحين تتراكم الذنوب،
وأهم ما يصون شغفك، أن تجعله فيما يرضي الله مولاك، وتحفه بالاستعانة والتوكل، وابتغاء الدار الآخرة. تتلاشى كل المخاطر وتتذلل العقبات ولا يضيع لك جهدا!
سبح بحمد ربك
سبحان الله الذي جعل الابتلاءات لتصفيك وتنقيك وتقيمك على الجادة، فتسجد خاشعا منيبا منكسرا، معترفا أن الحكمة تمام الحكمة في ما اختاره لك الله جل جلاله.
ومن فضل الله على المؤمن أن تشد صلبه الضربات القوية وتبعث فيه التعظيم لربه، قد أدرك أن مولاه هو أحكم الحاكمين سبحانه.
ويكفي منه الدرس الجليل في تحقيق معاني العبودية!
نحن لا شيء لولا لطف الله بنا،
نحن لا شيء لو لا رحمة الله بنا،
فكل ما يختاره الله لك، اعلم يقينا أنه الأفضل لك، فهو الخبير البصير بعباده يعلم السر وأخفى، ويعلم الغيب والشهادة،
ينجيك مما فيه هلالك وأنت مقبل عليه كالأعمى، ويرفعك مرتبة ما كنت تحلم بها، وأنت ضعيف لا حول لك ولا قوة إلا بالله.
فقوّي وصالك بخالقك، واسأله من فضله العظيم وبثه حزنك وشكواك وضعفك ليختار لك ما يرفعك به في الدنيا والآخرة ولا يكلك لنفسك فتشقى!
اللهم إنا نسألك من فضلك العظيم! اللهم لا تحرمنا بجهلنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس، فضلك العظيم!
كن صادقا
أجمل ما تقدمه لغيرك في زماننا ألا تتبدل على من عرفك طيبا صالحا مسابقا،
فحفظ الحد الأدنى من نقاوتك وعلو همتك لهو أجمل هدية تقدمها لمن حولك.
لا يبدلك الزمان ولا المصائب ولا الزخرف والفتن،قد أقبلت مهاجرا .. ونصرت مجاهدا.
والسبيل لتحقيق ذلك، العمل لمرتبة رفقتك فيها السابقون الأولون.
مع من أحببت!
حدث نفسك .. كم سبق من الصالحون على امتداد الأزمنة والعصور!!
كي لا تنافس – مسابقة لله- في عصرك،
بل نافس على امتداد هذا المحور المهيب!
فتبصر حجم نفسك فلا يدخلك عجب،
وتعلو همتك فلا تقبل بدنو!
ولا يفارقك هدي: “فإنك مع من أحببت”.
إن للمعاني أرواحا!
ولوقع المعنى .. دمع أو حتف!