لا تشترط على الله تعالى، ولا تحرم نفسك الخير.
بل اجعل اختياراتك وقراراتك تقوم على إعظام التوكل على مولاك، والتفويض الكامل له وبرضا وارتياح، فهو سبحانه يعلم السر وأخفى.
إن رحمة الله أوسع وفضله لا يحده حد!
إِذا المَرءُ لا يَرعاكَ إِلّا تَكَلُّفاً
فَدَعهُ وَلا تُكثِر عَلَيهِ التَأَسُّفا
بل سر في الأرض واسأل الله تعالى أن يرزقك الصحبة الصالحة والرفقة النبيلة وأن يصرف عنك السوء والخبث، ستكتشف بحسن ظنك بربك، عالما ينبض جمالا وأمانا، لم تكن تعرفه قد حرمته من قبل بمبلغ أمانيك وعلمك القاصر.
ستجد الصدق الذي تفتقده، وعلو الهمة التي تهزك، ومن يؤمن بما تؤمن به، ستجد الوفاء والمروءة في قلب أنصاري أو مهاجر يرجو رحمة ربه .. ستثبت وترتقي وتصطبر مع من يدعو ربه بالغداة والعشي يريد وجهه.
ستختلف نظرتك لكل خيبة وكل فقد، ستنظر للحقائق بعين الصدق لا الأماني والاحتياجات الخادعة. فالله مولاك يهديك للخير بقدر صدق محبتك وإخلاصك.
وهذا من رحمة الله تعالى. يؤيد عباده الذين صبروا وعليه توكلوا سبحانه، بنصره وبالمؤمنين. ومعيته تذهل المتفكر!
فَفي الناسِ أَبدالٌ وَفي التَركِ راحَةٌ
في الناس أبدال، إن أحزنتك الخيبة وأفجعتك الصحبة، لا تقف، بل هاجر في فضاء اليقين، وحسن الظن بالله العظيم!
ستجد حتما من يتفق معك في الأدب والهدف، من روحه جند مجندة فتنساب بمحبة في الله وصحبة إلى الجنة! لا تضيع وقتك في التكلف والعقوق!
أحسن الظن بالله جل جلاله لتعيش معاني المراغمة والسعة، وتدرك أن أرض الله حقا واسعة وعظمة خلقه جدا مذهلة، لا يعجزه شيء جل جلاله!
