لا تزال التجارب الواقعية أقرب للقلوب وأكثر ملامسة لمشاعر الناس ومخاطبة لواقعهم من التنظير الجاف أو حديث الأهواء! وهذا ما حدث مع مقالة نشرتها قبل أيام بعنوان: بعد سنة من الاستشارة: من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، لخصت فيها الأخت الفاضلة تجربتها مع فرض رغبتها في التوقف عن الدراسة في الجامعة المختلطة وتحقيق حلمها في الزواج والأمومة وعرضت في ذلك التحديات وبركات المعية لمن استمسك بحق في سبيل الله تعالى!
لقد رأيت في الردود والرسائل التي وصلتني -تعليقا على المقالة المذكورة-، أمثلة ناجحة لمسلمات أبيات لم يزهدن في مراتب الاستقامة ولم يبخسن صبرهن في سبيل مرضاة الله تعالى مهما كانت التكلفة مؤلمة، وأيضا رأيت جانبا من المعاناة التي تستمر حتما وتتسبب في الكثير من القمع والاضطهاد لنساء اخترن طريق الله تعالى والاستماع للقول واتباع أحسنه! وهو صوت مهمش يئن، يجب العناية به والاهتمام به ومحاولة التخفيف عنه، وإلا فهي حياة مطرقة وسندان، مطرقة جاهلية لا ترحم وسندان التهميش والإهمال!
فهذه الشريحة غير معتبرة في مجتمعاتنا لأنها تطالب بالاستقامة لكن لو كانت مطالبها دنيوية بحتة لربما وجدت عشرات المنابر ترفع صوتها وتدعم مطالبها.
سأعرض فيما يلي التعليقات التي وصلتني على المقالة لنلاحظ كيف تعاني المرأة المسلمة اليوم في ظروف واقع لا يراعي فطرتها ولا حاجاتها للاستقرار والزواج والأمومة:
“أنا في كلية طب الأسنان وقطعت نفس الشوط الذي قطعته أختي هذه وأعاني كثيرا خاصة عندما أرى إنجازات أصدقائي والحالات التي عالجوها وأقارن ذلك بنفسي عندما يسألني أحد في طب الأسنان ولا أستطيع إفادتهم بشيء، أشعر أني سأضيع الكثير، تبقت سنة ونصف فقط وسأعرف كيف أساعدهم وأعالجهم بإذن الله، لكن كلما تذكرت المخالفات في جامعتي والاختلاط وما لا يقبله أبدا قلب مسلم لجأت إلى الله ليثبتني وسبحان الله كنت مذبذبة جدا منذ قليل، فأمي الحبيبة خلعت أحد أضراسها وتعاني بشدة وتسألني كثيرا جدا وتطلب مني محاولة معالجتها بالقدر الذي تعلمته لكنه لا يكفي ابدأ، فكرت كثيرا في العودة وإكمال دراستي ووهم نفسي بما يقال لي (ليس لك دخل بالاختلاط، تجنبيهم، حاولي، لا تضيعي نفسك، شهادتك سلاحك، أكيد ربنا هيسامحك، توبي بعد الجامعة من الاختلاط) وهكذا.
فقررت إلى الله ودعوته واستخرت ثم بعد الإنتهاء مباشرة ظهر لي هذا الإشعار،،
اللهم ثبتنا،
اللهم عوضني خيرا وهب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة عين واجعلنا للمتقين إماما،،
ادعي لي أن يقر الله عيني بالزواج الصالح والذرية الصالحة”.
اللهم أقر عينها بالزوج الصالح الذي يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله تقر عينه ويقر عينه وارزقهما ذرية قرة عين للمؤمنين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أختي ليلى حدث لي مثل ماحدث للأخت تقريبا والله جزاك الله عني خير الجزاء لن أنساها لك ما دمت حية، استشارتك كانت جد نافعة لي بالتباث هذه الشهور الماضية لما انقطعت على إتمام الدراسة في سلك الماستر في الهندسة البرمجيات ولبست النقاب الشرعي كما هو لأصبح أول فتاة في عائلتنا تغطي وجهها، الكل يناديني بالمغفلة والغبية وعديمة الشفقة التي أذهبت جهود والديها لسنين، ولكن لم أهتم لأنني أعلم لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق والحمد لله ما درسته في هندسة البرمجيات نفعني الله به لأخدم أهل القرآن وفتح الله عليا أبواب العلم كثير والله لو لم أدرس العقيدة لكان من الصعب اتخاذ قرار كهذا ولكن الحمد لله وهذا بفضل الله والمضحك في هذا أننا قبل هذه الفترة كنت أنتظر الشيخ أن يختبرنا ولم يتيسر له وبعد شهرين اختبرني ربي.
ها أنا الحمد لله أدرس ديني وأحفظ قرآني وبحجابي الكامل وأرجو من أهلي أن يزوجوني لأنشأ بيت مسلم ونرجو من الله أن يرزقنا الإخلاص واتباع كتاب الله وسنة نبيه.
أسأل الله أن يفتح عليك ويبارك فيك ويحقق أمانيك ويرفع درجتك في الدارين.
“السلام عليكم دكتورة ليلى أنا شابة أيضاً وأريد الزواج حقاً وأنا أدعو الله أن يرزقني بالزوج الصالح منذ سنتين، ليس لدي مشكلة في تأخر الإحابة لكنني أشعر أنني أصبحت متعلقة بفكرة الزواج جداً ولا أرى ذلك من السوية النفسية، أشعر أن الموضوع يستهويني وأفكر فيه كثيراً ، أريد حلاً ونصيحة منك دكتورة ليلى”.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، تذكري دائما: الزواج قدر ورزق وامتحان، سيأتيك حين يأذن الله تعالى، ومطلبك فطري وطبيعي جدا وحاجة تحتاجها النفس لا يمكنك التهرب منها، بل أرى أن عليك السعي في تلبيتها، وإعظام التوكل على الله تعالى وسؤاله الأفضل لك، زوجا صالحا يأخذ بيدك إلى الجنة ولا يفتنك في دينك. فانظري الأسباب المتوفرة لديك من إقامة علاقات وساطة مع أسر أهل العلم والفضل في محيطك ليذكروك عند الخاطبين الصالحين، ولا بأس من الاستعانة بمبادرات الزواج الإسلامية على الشبكة بالضوابط الشرعية، وفقك الله وفتح عليك. وأوصيك: البداية من الدعاء في مواطن الإجابة رابطي عليها.
كما وصلتني رسائل أثارت الأشجان عقب المقال المنشور، وأضع منها هنا:
“السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة كنت أدرس الهندسة المدنية وأرى ما فيها من الاختلاط وانظر لحالي كيف تغيرت وأصبحت قليلة الحياء مقارنة بما كنت عليه، ثم شاهدت حلقة للدكتور إياد القنيبي وهداني الله أن أترك الجامعة، طبعا كل الناس وقفوا ضدي وكنت أتعلم العلم الشرعي وكنت أخاف دائما من أندم وبعدها تزوجت وأنجبت طفل ثم لكثرة المشاكل مع الزوج وأهله تطلقت وعاد الناس للومي على ترك الجامعة وأن علي أن أعود من أجل ابني، ستكون أمه مهندسة، سأنفق عليه، لن أحتاج أحد، وبالأخص أنه ليس لدي أب أو أخ وعدت وأنا أرتدي اللباس الشرعي وأحاول ألا أختلط بأحد أبدا، ولكني لم أستسغ عودتي ولا اختلاطي في المواصلات وفي الجامعة ولا إضاعة وقتي على دراسة ما لا أنتفع منه ولا على تركي لابني لأمي أو أختي لتهتم به بينما أدرس ثم تركتها وعاد الناس ليتحدثوا عني ويلومونني، والله لقد كرهت الجامعة وكل شئ يخصها، والآن أنا الحمد لله أتممت حفظ كتاب الله وأحفظ ابني، والله ما ندمت أبدا وسعادتي كلها في المكوث في البيت”.
أحيي فيك هذا الفقة وهذه البصيرة، فاللهم اجعلها من أهل القرآن، أهل الله وخاصته، وابنها، اللهم أقر عينها به وعينه بها وارزقهما من حيث لا يحتسبان.
“السلام عليكم ورحمة الله وبركاته…
لا أدري إن كانت رسالتي ستثبتُ إحداهنَ ولا أرى نفسي أنني واجهت الكثير ….
اهتديت بفضل الله في سنتي ثانية ثانوي وكنت أريد ترك الاختلاط والقرار في البيت، لبستُ الجلباب والقفازان، تعرضت لكثير من النقد عليه، حتى كانت البنات في الصف يسألنني، هل أنت مخطوبة؟ وخطيبك فرض عليك هذا؟ أم ماذا …؟ حتى عندما كنتُ أتكلم عن إشكاليات الاختلاط وحرمته بين أهلي وأقاربي كانو يعيدون نفس الكلام وأنَّ المرأة سلاحها شهادتها، وكلما تكلمنا عن دورها الحقيقي يجلبون لي كل قصص زواج السلفيين الفاسد وأنهم أناسٌ لا يتعاشرون، من سوء أخلاقهم …… وكثير من المواقف التي أدت بي إلى البكاء … غير التبرير المستمر من الأهل عن كل ما أفكر به، حتى أنهم فكروا في قطع النت عني عندما أخبرتهم بفكرة أريد القرار في البيت، ظنوا أنني منظمة إلى إحدى الجماعات الإ ر ه ابية!!
المهم أكملت السنة الثانية وانتقلت إلى السنة الثالثة وكنت أدعو الله عز وجل في صلواتي، في أوقات استجابة الدعاء في يوم عرفة ان يخلصني من هذا العام الأخير في الثانوية، وكنت بحاجة إلى معجزة تخرجني من وضعي وسبحان الله اللطيف، كان يعرض ما يعينني على الدعاء، وتفريج الذكريات من كثرة الذكر والصلاة على النبي ﷺ، وكنت قرأت مقبولة لشيخ ابن عثيمين رحمه الله أن المرأ يدعو وهو متيقن بالإجابة أن الأمر حاصل حاصل، لا أخفيكِ أنه كانت تتبادر إلى ذهني أنه لربما لن يحصل وكنت أدفعها بما استطعت….
إلى قريب من دخول العلم الجديد تقدم لخطبتي أحدهم، من طرف صديقتي من بلد آخر، والأمر كان أشبه بالمستحيل أن يحصل، لأن أبي صعب …. وكثير عوائق حتى من طرف بيت جدي، لم أجد واحد ساندني، والحمد لله تمت خطبتي بعد محاولات مع أبي، وعرقلات، والحمد لله بعدها سبحان الله ربي شاء أن وافق أبي على عظم الكمال هذه السنة، بدون تخطيط سبحان الله، كنت أرى لطف الله بشكل عجيب جداً، حتى أنني يوم رزقت القرار في البيت حلت على قلبي فرحة قلت وكيف أعد الله لعباده المؤمنين في الجنة؟ لدرجة ما مسح على قلبي وقرت عيني وأول خروج لي بعد موافقته على القرار أخذت بطرف جلبابي ولبستُ النقاب وكنت خارجة مع أني لم يكن الاتفاق أن البس النقاب بعد الزواج، أختي لم توافق على هذه الفكرة وبدلا من ذلك قامت بالمحاولة معي! ثم خرجت وسكتت أمي ورضيت واستغربت جداااا والحمد لله، لم أحب أن أؤجل الخطوة حتى اشتري النقاب لأن في الغالب لن أتمكن من ليسه بعد حين والحمد لله، أتذكر أن أناس كانو يقولون لي وكيف ستجدين هذا الزوج وأنت بهذه الأفكار؟ كنت أقول لهم الذي رزق يونس في بطن الحوت سيرزقني أنا أيضا والحمد لله رزقني حرفيا وبيننا محيطات وقارات والحمد لله زوجي ذو دين وخلق وعلم وحكمة وقلب طيب وسعيدة معه جداً، الحمد لله وهو أفضل مني شهادة، مهندس ويتكلم بعدة لغات وزار بلدان عدة ولم أجد منه ما يخوفني منه كأن سينظر إلي بدونية أنه وأنه وأنه، دائما كان مقدرا لي منصت لأفكاري داعما لي والحمد لله رب العالمين….
وهذا لا يعني عدم وجود البلاء بعد ترك الدراسة أو أنك ستعيشين في جنة الدنيا لكن شتان بين ألم له جزاء جنة الفردوس، وبين ألم يكون هباءا منثورا ويعقب ألم في الدنيا الأخرى ! فاختاري ألمك…..
ملاحظة: زوجي كان متزوجا من قبل وعنده طفل وأكبر مني ب 20 سنة. والحمد لله مع أنه الكثير لو يرى من بعيد أنني تعيسه وماذا فعلت بعمري لكني سعيدة جدا الحمد لله”.
أشكرك على مشاركتك أخواتك قصتك الملهمة، اللهم أقر عينها بزوجها وارفع مرتبتهما في الدنيا والآخرة وارزقهما الذرية الصالحة المباركة.
“السلام عليكم
والله يا دكتورة دائمًا ما تثبتني مقالاتك ومنشوراتك
أنا منذ فترة استشرتك أن أترك طب الأسنان وكانت والدتي رافضة لذلك
الآن أنا المفترض سنة ثالثة
بعد أن استشرتكِ زادت معارضة أمي لي
بقيت فترة لا ترضى أن تكلمني
تتكلم مع الجميع وتضحك وحين أحضر تعبس ولا تتكلم وإن ألححت عليها قد ترد بإيجاز وقد لا ترد
مع العلم علاقتي بها كانت ممتازة كنا سابقا تمر سنوات ولا نختلف أبدا
أخواتي استهزأن بي استهزاء لم يسبق لي أن رأيته منهن
وما زاد الطين بلة أن أختي الأصغر داخلة الآن أولى جامعة وتريد دخول الطب
المسار ذاته الذي فررت منه بعد إضاعة سنوات من عمري فيه تريد أن تخوضه
لم أستطع أن أراقبها تذهب إلى الجحيم وأنا صامتة
ما كان مني إلا أن نصحتها لكنني قوبلت من العائلة بالإهانات التي لم أسمعها من قبل وبالصراخ وما شابه
منعتني أمي من نصح أختي مجددا كي لا “ألعب بعقلها” ولا أن أتكلم بهذا أمام والدي لأنه حتماً إن علمَ سيمنعها من دخول الطب
مع ذلك عاودت نصحها سرًا ولكنها بقيت مصرة…
أوضح لهم رأيي وأريهم الفتاوى التي اعتمدت عليها فلا يقبلونها وليس لديهم رد عليها، فيذهبون إلى يوتيوب يبحثون عن فتوى تبيح ذلك الاختلاط كي يفحموني بها، يقولون اسمعي الشيخ هذا يقول يجوز، أنتِ لا تريدين اتباع الحق وتتبعين فتاوى (أكل هوا وحكي فاضي!).
لكِ أن تتخيلي وقد انتقل مني لقب “دكتورة العيلة” وما يحوي من تقديس ونظرة إعجاب إلى أختي، التدليل والدعة كله صار لها، وأنا بنظرهم “خيبت أملهم”!
يقولون يجب أن تحملي شهادة فربما لن تتزوجي، وحين تقدم لخطبتي شاب أعرفه ولا يمانع أن أترك الكلية أخذوا يخوفونني أنه إن تمت الخطبة سيتركني ويتزوج أخرى “دارسة”، وعندما قدر الله ألا تتم الخطبة صاروا يقولون هذا لأنكِ لا تريدين إكمال الدراسة تراجع عن الخطبة!
الآن ما زلت على قراري وأتعلم ما أرجو أن ينفعني عن طريق النت وتمنيت أن أتعلم الخياطة والتطريز لكن أمي ترفض وتقول (حلو والله… من الطب للخياطة!)
الآن “يخافون” على أختي أن تذهب إلى الجامعة وحدها بعد أن قصصت عليهم ما كان يحصل في ذهابي وإيابي للجامعة، فيدفعونني لأرافقها في ذهابها وإيابها!
يعني أنصحهم لا تدخلوها فرعًا يحتاج دوامًا فيرفضون ويستهزئون، ثم يرسلونها ويريدون أن أرافقها!
والله ضاقت نفسي من هذه الدنيا بما رحبت وأتمنى أن أعيش كما أحب أو أموت أفضل من العيش في غربة قاسية هكذا…
كل هذا التحمل والجهاد فقط لكي نقر في البيت ونمتنع عن الاختلاط؟!
هل باتت الواضحات تحتاج توضيحًا لهذه الدرجة؟!
أنا والله أحب أهلي ولا أرغب بمعارضتهم لولا أنهم يعارضون الشرع بأمرهم هذا، ووالله أمي رائعة وتبذل الكثير لأجلي، ولكن قلبي يتقطع حزناً على أنها ترسلنا للجحيم وتظن أن هذا هو الصواب…
ولا أبالغ إن قلت أنني أعيد التفكير بشكل شبه يومي في قراري حتى مللت من التفكير به ولكنني لا أستطيع أن أصرف تفكيري عنه.
أرسل إليكِ هذا الكلام لتعلمي يا دكتورة كم أن منشوراتك تبث فينا أملًا وتثبتنا خاصة آخر مقال، ومقال وظائف للقارات في البيوت كان رائعًا.
ولا أرجو منكم سوى الدعاء بأن يؤنسنا الله به في هذه الغربة ويجعل لنا من عنده فرجًا ومخرجًا. والسلام”.
تذكري دائما، أن من ترك شيئا لله عوضه خيرا منه، وأن نبذ الاختلاط من أجل مقامات التقوى والاستقامة، ثبتك الله وأقر عينك بزوج صالح وذرية تسعد قلبك في الدنيا والآخرة. وأنصحك بالقراءة في أجر العبادة في الغربة فهي بلسم للقلوب المؤمنة ووسيلة تثبيت ملهمة. اللهم آنس وحشتها وأقر عينها في الدنيا والآخرة وأيدها بنصرك وبزوج صالح تقي وبذرية مؤمنة مجاهدة.
“السّلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته
دكتور ليلى إذا سمحتِ
عندي نفس المشكلة التي تحدثت عنها الأخوات
أنا فتاة عمري 24 عامًا ولم أُرزق بزوج إلى الآن طبعًا أدرس إلى الآن انتهيت من جامعتي بتقدير فأكملت مسار الماچستير وها أنا الآن المفروض أن أكمل هذا الطريق إلى النهاية وصراخة قلبي يؤلمني اتجاه هذا الأمر جدا، لا أريد أن أكمل، أريد التوقف كم كنت أريد أن يكون معي الآن أطفال…!!
والآن أهلي والجميع الجميع رافض تماما لفكرة تركي لطريق تحقيق الدكتوراة وبالأخص والدتي.
وأدعو اللّه كثيرًا أن يبصرني في هذا الأمر…وما زلت إلى الآن ورقي مقيد في الجامعة وأخاف من فكرة سحبه كثيرًا أخاف من الندم بعد ذلك”.
أعتقد أن الوقت ليس للدكتوراه! بل للزواج، فابذلي الأسباب لتحقيق ذلك وتحقيق حقك في الأسرة والأمومة. وهذا هو الذي تحتاجينه اليوم، وليس تكديس الشهادات على حساب أجمل سنوات عمرك وأهم أولويات حياتك فطرة ودينا.
لا يهم ما يراه الناس ومن حولك، المهم أن تسكن نفسك في علاقة زوجية وتنطفئ معها كل هواجسك ومخاوفك، فحاولي أن تبحثي في هذه السبيل معظمة التوكل على ربك. وأرى أنك قد وصلت مرحلة يمكنك فيها فرض رؤاك واختياراتك كل ما في الأمر أنك بحاجة لقوة قلبك وجدية في الطرح وذكاء في المساومة لتحصلي على حقوقك، ولا تنهزمي أبدا لمطالبهم فهي في الأخير حياتك أنت، وقد عاشوا حياتهم فكيف تسلميهم حياتك أيضا يفعلون بها ما يريدون! هي حياة واحدة لتكن لله وليكن لك موقف إباء وثبات لن تندمي عليه أبدا. وإياك والتعامل في مقامات إحسان الظن بالله تعالى بالتردد والريبة والبخل فهذا سبب الفشل الأول، بل بقدر إقبالك موقنة بمعية ربك وتوفيقه لك، لاختيارك ما يقربك منه تعالى، تنالين من بركات الاستقامة، ولا يمكننا الجمع بين رغبة في الدنيا والآخرة معا، فإما نسخر دنيانا لآخرتنا أو آخرتنا لدنيانا لا حل ثالث فما جعل الله لامرئ من قلبين في جوفه! اللهم ارزقها زوجا صالحا وذرية طيبة مباركة، وثبتها وأيدها بنصرك وبالمؤمنين.
“السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أتابع مقالات حضرتك من القناة
والحمد لله من الأسباب التي أثبتت بها كثيراً
أنا طالبه بكليه الصيدلة، جامعة خاصة، دخلت بناءا على رغبة ـهلى وخاصة أن معظم العائلة أطباء وكيف لي أن لا أدخل كلية طبية، هكذا تفكيرهم، حاولت كثيرا أن اعترض ولكن كانوا يتظاهرون بعدم السماع لى.
كل سنه ـرسب في مادة أو اثنين وأخفي عنهم ذلك خوفاً منهم وضميرى يأنبنى كثيرا بسبب المصاريف بجانب أن لا يستطيع أبي تزويج إخوانى الشباب بحجة مصاريف الجامعه الخاصة التي يدفعها لي.
ليس هذا ما أعاني منه فحسب! الذي أعانى منه هو أني انتكست بعد أن تذوقت حلاوة الإيمان والغنى بالله لسنوات كنت أقيم الليل لساعات وبكاء
أنا الآن أصلى الفرض بعد مجاهدة
حاولت البكاء أمامهم وعزمت على الجلوس بالبيت لكن أبي مرض في هذه الليلة وخاصمني لمدة أسبوع.
وأنا الآن ابحث عن طبيبة نفسية لأن أصبحت مريضة نفسيا ومع ذلك كل ما يقدمه إلى أهلي هي كلها أسباب دنيوية حتى أقسمت لهم أنني لم أسامحهم وسأطلب القصاص منهم أمام الله يوم القيامة على مخالفتهم لشرعه تحت أمور كلها دنيوية كالزواج وغيره من كلام الناس علينا.
أريد نصيحتكم”.
هذا ابتلاؤك أخية، ولا يوجد حياة للمؤمن والمؤمنة بدون ابتلاء، وهي حالة عمّت في زماننا فكثيرات مثلك يعانين المشكلة نفسها وجاهلية منغصة مؤلمة، لذلك نصيحتي لك أن تضعي أهلك أمام خيار، أنك مستعدة لإنهاء الدراسة بشرط أن يسمحوا لك بالزواج لتعفي نفسك، ثم بعد الزواج لكل حادث حديث، يمكنك مساومتهم على هذه الشهادة بتحقيق ما تريدينه سواء كان لباسك الشرعي أو الزواج، وهكذا تحاولين أن تحصلي على شيء مقابل هذه الدراسة التي يتمسكون بها لدرجة يحرمون إخوانك من الزواج! وهذا يدل على درجة فساد المفاهيم التي يعيشون عليها.
حاولي الاستمرار في الصبر والصلاة والدعاء والإلحاح على الله تعالى أن يجعل لك مخرجا، ولا تقبلي إلا بزوج يخاف الله فيك ويأخذ بيدك للجنة ويؤمن بأن شريعة الله تعالى فوق كل اعتبار. وفقك الله وأقر عينك وعوضك خيرا كثيرا.
بالنسبة للمرض النفسي، أعتقد أنها ضغوط وحالة تصيبك بسبب ما تعشينه من نوع اضطهاد يرافقه حاجة للسكن والاستقرار النفسي بالزواج، وإن أنت سعيت في الزواج لن تحتاجي بإذن الله لذلك، وخير العلاج القرآن ليكن لك نصيب من الحفظ والتدبر يوميا، ستتعافين بإذن الله رب العالمين.
“السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك يا دكتورة
قرأت اليوم مقالة رأيتها في قناتك
لفتت انتباهي عن الفتاة التي تركت الدراسة من أجل الزواج
فأحببت أن أخبرك بقصتي وبفضل الله علي الذي إلى الآن لا أستوعب أني فعلا قد حصلت على هذا العوض الجميل من الله
لقد كنت أدرس في البكلوريا
وكنت أحلم أن أكون طبيبة
ودرست بجد ومن ثم حصلت على معدل عالي بتوفيق الله
وفرح أهلي بشدة
وقيل دخولي الجامعة عرفت أن الاختلاط محرم
وصارت معركة في داخلي ومع أهلي يطول جدا شرحها كي أترك الجامعة
ولم أستطع
فدرست الصيدلة لعامين
وكنت أريد أن أرتدي الجلباب الإسلامي
كانت أكبر أحلامي أن أترك الدراسة وأن البس الجلباب وأتستر
وكنت أدعو كثيرا ولا سيما في رمضان
بفضل الله
دعوت كثيرا أن يرزقني الله الزوج الصالح التقي
الذي يأخذ بيدي إلى الجنة
ولم أكن قد خطبت من قبل
فجاءت إلينا جماعة تطلبني لابنها
وقبل دخول الشاب للرؤية الشرعية
أخبرتهم بأني لا أرضى بتشغيل الموسيقى يوم زفافي
فقاموا ورجعوا ورفضوا
والحمد لله
ولم يمض شهر على ذهابهم
إلا وتتصل بي امرأة من محافظة تبعد عنا ٣٠٠ كيلو متر وأكثر تطلبني لابنها
وتقول لي أنها كانت تبحث عني منذ زمن
أنا كنت قد تعرفت على معلمة على تلغرام للقرآن من تلك المحافظة وتكلمت لها عن وضعي وأني أريد ترك الدراسة
فأخبرت صديقتها التي هي حماتي الآن
والتي كانت قد تعبت قي البحث عن عروس لابنها
ولما سمعت أني أريد ترك الدراسة
فرحت بذلك واتصلت بي فورا
ولا تسألي عن الأحداث التي دارت بيني وبين الأهل ورفضهم للبعد
أمور كثيرة حصلت
رفض أبي واقتنع على امتعاض
ثم جاءوا إلينا ورجعوا لا يريدون لأسباب
ثم عاودوا المجيء
وحصلت مشاكل في المهر
ومشاكل كثيرة
ولو تعرفي ماذا كانت النتيجة
كانت إن جاءوا يوم الجمعة
عقدنا القرآن يوم السبت
وبقوا إلى الثلاثاء
ثم ذهبت معهم متزوجة
والله أحداث لا تخطر ببال
ولا يمكن استيعابها
وتركت الدراسة وارتديت الجلباب من يوم السبت الذي انخطبت فيه بفضل الله عز وجل
وزوجي كان في إجازة وهو يعمل في الإمارت
وكان يخطط لأخذي لعنده في الشهر الثاني أي الشهر القادم
لكن حصلت أحداث أيضا جعلتني آتي إليه في الشهر العاشر
من ٣ أشهر
من الله علي كثيرا
ورزقني زوجا لم أكن أتخيل ان أرزق بمثله
لقد كان عوضا جميلا من الله
كلنا نعرف حديث من ترك شيئا لله أبدله الله خيرا منه
ولكن حصول الأمر يختلف عن معرفته فقط
وأنا الآن عند زوجي في دولة الإمارات
لقد تزوجت منذ حوالي 5 أشهر بفضل الله عز وجل
وقبل أشهر قليله كنت أعاني في الدارسة المختلطة ولباس غير شرعي
لقد من الله علي كثيرا
وأردت إن أخبرك بقصتي
وأنا لا زلت لا أستوعب فعلا أن الله قد أكرمني هذا الإكرام”
الحمد لله رب العالمين، هذا أمر إذا أراده الله فسيمضيه، مبارك عليكما، وأقر الله أعينكم بذرية صالحة وبعيشة طيبة وخاتمة يغبطكم عليها الأولون والآخرون. شكرا لقلبك الطيب فنصيحتك وصلت بشكل تجربة ملهمة، أجزل الله لك الأجر والمثوبة.
“السلام عليكم
بالنسبة للمقال الذي عن الأخت التي تركت الكلية..
جاء هذا المقال في وقته حقيقةً فقد كنت قبل ساعتين على وشك أن أدعو بأن يأخذني الله إليه فاستغفرت الله وحاولت أن أصبّر نفسي..
أنا موقنة بعطايا الله وألا نستعجل الإجابة وأن الله الذي ابتلانا هو الذي يصبرنا فكما في كثير من الأوقات وصلت لمرحلة ظننت أنني بعدها لن أصبر فصبّرني الله ومضت..
ولكن تأتيني تساؤلات وحزن أحياناً أنني منذ سنتين وبضعة أشهر تبت إلى الله من كل تواصل لا يرضيه وحذفت كل مواقع التواصل وغيرت رقمي ولدي تلغرام فقط فحتى اليوتيوب لا أحمله إلا للضرورة وأحببت أن أنقي نفسي وأعيد لها حياءها وفطرتها، ويسر الله لي ورغم المحاربات أصبحت أذهب للاختبارات فقط في المدرسة نهاية كل فصل، ومدرستنا ليست مختلطة لكن بها فتن كثيرة وهناك علاقات بين الفتيات تصل إلى حد الفاحشة والعياذ بالله، غير السيجارة والحشيش وكل هذا سمعته بأذني، فعندما كنت في الصف السادس كانوا يتحدثون بأحاديث لا يمكن وصفها ويتصلون بالشباب في وضعيات مخلّة، فكيف بالمرحلة الثانوية، كما أنه أحياناً خلال الأسبوع قد يضطر الأمر أن يوصلني سائق لأن محارمي يكونون في دواماتهم..
ارتديت النقاب والخمار والجلباب والقفازات بعد عناء أيضا والحمدلله ثم ارتدته أختي بعدي وأمي التي كانت ترفض بشدة ولا زالت لا ترتديه أحيانا أمام الأقارب..
أمي وأبي دكاترة في الجامعة وهذا يجعلهم يضغطون علي جداً أن لابد أن أعمل و و و، مجتمعنا فيه أنه لا يتقدم لكِ أحد إلا بعد الجامعة، فكيف بي وقد تغطيت بالكامل ولا أكاد أخرج من البيت إلا شهر وشهر..
أدرس في الأكاديميات وأصاحب القرآن وأقوي نفسي في جوانب البرمجة والتلخيص والحياكة وبعض المهارات ما استطعت..
كل ما كان من توبة ومجاهدة فإني لا أمن على الله به بل له سبحانه المنة علي أن هداني وتاب علي.. وهناك بين هذا الكلام تفاصيل كثيرة من معاناة مع أبي المصاب بالسحر وغير ذلك الكثير والحمدلله رب العالمين، ولكن يأتيني تفكير أنه أدعو منذ سنتين أقوم الليل يومياً تقريباً ولا تضيع علي صلاة … أحاول أن أأمر بالمعروف وأنه عن المنكر وأثبت في مواقفي ولا أضعف..
لا أحب الضعف ودائماً أقول لصديقاتي نحن نريد إنشاء رجال يقفون أمام طغاة العالم فلابد أن نحتمل الوقوف أمام الأهل والمجتمع وغيره بالانتباه للأدب والإحسان للوالدين خصوصاً مهما كانوا ومهما فعلوا، وأني لاقيت منهم كثيراً ولكن بر الوالدين مهم ولا طاعة في معصية مع الإحسان..
لا أقول هذا لأظهر نفسي ولكن والله لا أدري ماذا أفعل، دعوت في يوم عرفة في ثلاثة سنوات وادعو منذ سنتين يومياً في قيام الليل وربما أتخلف بضع أيام، أوقات ومواضع الاستجابة أتحراها، أدعو لإخوتي في ظهر الغيب.. ولكن يأتيني شعور أنني أدعو منذ أكثر من سنتين وأجاهد ولم يحصل شيء وأخشى أن يستمر أكثر من ذلك فالضغط علي من نفسي أولاً ثم ما حولي يزداد..
إنني على يقين أن الله هداني أن أدعو كل تلك الفترة وكل تلك الأدعية لأنه سيجزيني بها خير وكلما طالت المدة وزاد الدعاء يكون العطاء أعظم لأنه الكريم..
أحياناً أشك أنني في طريق خاطئ أقول لربما أنني متشددة، أنظر لمن حولي من الصديقات الملتزمات وكذا، لا أدري والله هي شكوك في هذا القلب اسأل الله أن يطمئنه، ودوماً تأتي ويذهبها الله فالله المستعان، ولعلي أتي إليكم بالبشرى قريباً”
أسأل الله لك الثبات وتأييد الله والمؤمنين، وأحب أن أنبهم لأمر مهم جدا يغفل عنه الناس، نحن مطالبون بتحقيق مقامات العبودية لله جل جلاله، والبقية لا نخشى شيئا، فثباتك على الاستقامة واستجابتك لأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم هو أولى وأهم أهدافك في الحياة، ثم بعد ذلك تأتي التفاصيل الأخرى، بما فيها الزواج الذي قد يكون امتحانا وابتلاء وليس دائما سعادة! وحتى الذرية هي هبة ونعمة ليس دائما إنجازا أو سبقا، وكل شيء يهون في سبيل هذه الاستقامة، فهي سبيل الفلاح المبين، أما الدنيا فرحلة عابر سبيل قد يكون الفقد في الزوج أو الابتلاء بزوج، أو بحرمان ذرية أو بفسادها من أسباب علو مرتبتك إن ثبت على سبيل المؤمنين، ولذلك لا تحملي نفسك ما لا تقدر عليه من التفكير، وحاولي أن تسعدي ببركات الاستقامة، ولتكن المرحلة لترقية معرفتك ورصيدك العلمي والخلقي وتحقيق أكبر قدر من الحسنات والأعمال الصالحة، قدر المستطاع، حتى يأذن الله تعالى للاستعمال في ثغر أسرة مباركة. وأحسني الظن بالله تعالى مولاك واستعدي لملاحم الحياة، فالحياة عقيدة وجهاد وصبر والعاقبة للمتقين.
وفقك الله وفتح عليك، وإياك والارتياب والتردد فإنما البيعة على سلعة الله الغالية! وفداها كل الدنيا!
“السلام عليكم ورحمة الله
أنا وأختي أجبرنا أهلنا على دخول جامعات مختلطة (هندسة معماري – هندسة حاسوب ومعلوماتية) مع علمنا بحرمتها لكن أهلنا جدا تختلف أفكارهم عنا عقديا وفكريا وفقهيا (كلهم علمانيين نسويين ووالدي أشعري وأخي لا ديني)…ولم يتقدم لنا أحد فقط قلة عن طريق النت كلما أخبرهم عن شخص يرفضوه لأنه أقل من “مستوانا” كما يقولون..لأنه من قرية أو حي شعبي أو فقير وهكذا..
نحن أغنياء وأغلب أقاربنا أطباء ومهندسين
وأشعر أننا لن نتزوج لأسباب أخرى أيضا..
كلما يفتح موضوع الدراسة والعمل يصرخ والدي علينا ويقولون كلام مؤذي! يريد إما أن نعمل أو نتزوج لا يتحمل قعودنا في البيت ولا يريد ينفق علينا ويغضب، وأمي كذلك (هي تعمل)
لا أعرف ماذا أفعل…لا أريد أقضي حياتي فيما لم أخلق له
لكن البعض يقول لنا نحن حالتنا استثنائية فلا بأس أن نعمل وربما نستغل ذلك في الخير وهكذا…
نحن نخاف من أهلنا جدا في هذه المواضيع لو نقول لهم كفرنا أهون عندهم من أن نقول لهم نريد ترك الجامعة، وقالت أمي لو تضربوني بطلقة أهون من أن تجلسوا في البيت.
لكن أخاف أكون ضعيفة ضعفا مذموما، ضعيفة في الحق وفي طاعة الله وأخادع نفسي بذلك الكلام…
عندما قرأت رسالة الأخت التي تركت الكلية فكرت بالأمر.. وليحصل ما يحصل
لكن أخاف من أهلي أكيد سيضربوني بشدة ويأخذوا الجوال (وتقريبا ليس هناك طريقة للزواج بالنسبة لي إلا عن طريقه)
كذلك أختي إذا تركت معي سيكون الأمر أشد جدا علينا…
أنا أيضا منذ صغري حلمي أن أتزوج صغيرة وأنجب الكثير من الأطفال، هذا كل حلمي وهمي وكم خططت وفكرت..
الحسرة والأسف يمزقوني وأنا أرى هذا الحلم يذهب بعيدا كل يوم….
ثم يمزقني أكثر كلام أهلي عن نيتهم في إجباري على العمل…والله الموت أهون من أعيش حياتي في الوظيفة
هذا الكلام والشكوى أكرره من سنين، فالحمدلله أنا بدأت الالتزام بسن 12 سنة وفارقت أهلي بأفكارهم، وبقيت وحدي على هذا سنين وعشت غربة وشدة من أهلي وضرب وضغوطات..لم يتسير لي أي صحبة طيلة هذه السنين إلا أختي قبل سنة تقريبا…
لا أعرف إلى متى سأبقى أكرر هذا الكلام لعل أحدا ينصحني أو يساعدني….
ولا حول ولا قوة الا بالله”
هذا ابتلاؤك وهذا قدرك حاليا، لكن دوام الحال من المحال، وأرى أن تستمري في بحث أسباب الزواج، وتجعليه شرطا في إتمام الدراسة كي يرضخ الأهل له، وبعدها لكل حادث حديث، والله تعالى أرحم بك فهوني على نفسك وتمسكي بمصحفك والدعاء في مواطن القبول، ولاتيأسي، فلكل أجل كتاب! وستهون، لكنك تعلمت درسا باهظا أن لا تكرري الأمر نفسه مع أسرتك المستقبلية بإذن الله فإياك وزوج لا يعينك على الاستقامة، وإياك وزوج لا يأخذ بيدك إلى الجنة، أحسني الاختيار منذ البداية كي تبني أسرتك على نور من الله تعالى، حفظك الله وبارك بك، وعوضك الخير بما تبكي له عينك شكرا وتعظيما لعطاء ربك تعالى.
وأختم هذه المتابعة بكلمة قالتها صاحبة التجربة التي أثارت كل هذه المشاعر والآلام،
حيث قالت:”إنصحيهن دكتورة ليلى أن يعملن أو يتعلمن أشياء تعينهن عند نوائب الدهر من البيت وأعمال مشروعة ومباحة ولا يوجد بها ما يخالف الشريعة
المجتمع ليس قائما على الشريعة ولا التكافل المجتمعي
لذا ستجدين أغلب تخوف الأهالي بسبب هذا الأمر خصيصا، أنه إن مات عنها زوجها _حفظهم الله جميعا وأطال في أعمارهم بالخير والبركة_ أو اضطرت في أي ظرف أن تعمل وتنفق على نفسها وأولادها فتكون قد أخذت بالأسباب بالفعل
وهذا لا يتعارض أبدا مع التوكل على الله بل إنه من أصل التوكل”.
“والله كان حلمي وكان من أهم أهدافي بعد أن يثمر ذلك في أبنائي أن تكون تلك التجربة مثال حتى تنظر إليها الخائفة وتقول غيري فعلتها بإذن الله أستطيع أن أفعلها
اللهم اجعله عملا خالصا لوجهك جزاكم الله خيرا”.
وفي الختام ما شاهدناه في هذه العينة من الردود والرسائل على تجربة مسلمة مع القرار في البيت ليست إلا مشهدا من مشاهد الصراع بين الفطرة والواقع الجاهلي، ومعركة بين الاستقامة ودعوات الأهواء والتضليل والمعصية.
فالانتصار فيها فتح! والانهزام خسارة كبيرة!
لذلك إن كان من نصيحة لكل امرأة تعيش هذا العذاب، فهو استحضار مقامات العبودية لله جل جلاله، فالاستقامة في سبيل المؤمنين هي تمام النصر والظفر مهما كانت مكلفة ومهما جلبت عليك من العدوانية والتوحش والجاهليات، لأن الدنيا تمر وتنتهي ولا يبقى فيها إلا إنجازاتك في ميادين المراغمة والثبات في أوقات الشدة فهي أحسبها أهم محطات حياتك التي يمكنك الطمع في أن يرفعك الله بها تعالى لأعلى مراتب الجنة.
فاتق الله ما استطعت، وسددي وقاربي يا مؤمنة ولا تتراجعي عن مبادئك ولا ترتابي أبدا في أمر لك فيه القربى من ربك واقتداء بالسلف الصالح، فهذا هو ثغر جهادك، وأنصحك بالتشبث بلباسك الشرعي والتزود بالقرآن حفظا وتدبرا وبالأعمال الصالحة والابتعاد عن الاختلاط والسعي للزواج، ولو كان بالدعاء فقط.
اللهم اجعل لهذه الأمة فرجا، وأقمها على شريعتك مستعلية بإيمانها مجاهدة فاتحة.