تلقيت رسالة من طالب من شبه القارة الهندية، يلخص فيها جانبا من معاناة الطالب المسلم الملتزم، جاء فيها:
“السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا شاب أبلغ من العمر 19 عامًا من شبه القارة الهندية. أنا طالب طب حاليا في السنة الأولى.
هنا لدينا الاختلاط الحر الذي يكسر قلبي. الحمد لله لا أشعر بأي ضغط من الزملاء فأنا معروف باسم الصارم المسلول بين من يعرفني.
لدينا مدرسات نساء يلقين المحاضرات، ودائمًا ما أنظر إلى دفتر ملاحظاتي بدلاً من السبورة لأنه من المزعج للغاية رؤية امرأة ليست من المحارم. كان لدينا محاضرة عن الإفرازات وألقت المحاضرة معلمة.
لم أتمكن من فهم أي شيء لأنني لم أتمكن من النظر إلى المعلمة التي تقف في الأمام. ثم انتظرت نهاية الدرس حتى أتمكن من حضور صلاة الجمعة.
أبذل قصارى جهدي للبقاء ضد التيارات المخالفة وتحطيم كل من يتحدث عن ديانة أو ينشر أي أيديولوجية سرطانية في أوروبا.
معلمة التشريح لدينا هي أيضًا امرأة مما يجعلني أشعر بعدم الارتياح. لدينا معلمة غير مسلمة في قاعة التشريح وهي تطرح علينا الأسئلة. أجيب أثناء النظر إلى الطاولة أو أي شيء آخر.
معلمتي في العلاج الطبيعي متبرجة ليبرالية للغاية (لا أعرفها وجهًا ولم أطلع عليها أبدًا)، تسألني أسئلة وأجيب عليها دون أن أنظر إليها ثم تبدأ في العثور على أخطاء غير ضرورية في إجابتي وتعطيني أسئلة غير ضرورية محاضرة عقيمة.
هنا لدينا أشخاص من خارج الهند إنهم يتفاعلون بشكل متساهل مع الفتيات المسلمات وهو أمر مفجع للغاية. رجل ذو لحية وهو ملتزم بمعنى أنه يسير مع التيار لتجنب المواجهة أخبرني ذات مرة ” ماذا لو كان لديك مريضة …هل ستقول إنها ليست من المحارم!”.
لقد أجبته وقد وافق على ذلك ولكني أريد فقط أن أشير إلى مقدار التحرر والتماهي حتى بين المسلمين الملتزمين.
تحدث معي أحد كبار الطلاب في السنة الماضية (هنا كبار السن يضللون صغارهم) حول الغرب والعلمانية وما إلى ذلك. قلت إن ديننا يتفوق على كل طاغوت هناك. ثم قال لكننا نفعل أيضًا والغرب متفوق. أجبته وعندما لم يجد أي حجة أخرى قال “لابد أنك سلفي!!”. استمر الحوار وأخيراً وصفني بـ “المتطرف” وهو ما أعتبره لفتة لطيفة.
وهذا هو حال أختنا الفاضلة . لا أستطيع التركيز على السبورة أو الفصل الذي تقوم فيه المعلمات بالتدريس.
ماذا يمكنني أن أفعل؟”.
تلخص هذه الرسالة قصة مجاهدة طالب في الطب في جامعة مختلطة وهو واقع يعرفه كل مسلم يدرس في جامعة من هذا القبيل، يجاهد نفسه على الاستقامة والالتزام.
القضية من منظور عام، حالة متفشية من غربة الدين، وهو أمر معلوم ومما أنبأنا به نبينا صلى الله عليه وسلم، وهذه المعرفة لوحدها تخفف من وطأة الأذى الذي يعيشه الطالب المسلم في وسط يشعر فيه بالغربة.
ولذلك أشدد دائما على واجب قراءة النصوص في فضل العبادة في الغربة، وأحاديث آخر الزمان التي نبأنا بها نبينا صلى الله عليه وسلم فإن فيها ذخائر صبر ويقين وتزود مهمة ومصيرية للمسلمين الغرباء في زماننا. ولأنها تساعد في جلاء الشبهات وتصحيح الرؤى والتصدي لفتن التيارات التغريبية والمداهنة والمتنازلة عن عظمة الإسلام لأجل فتات الدنيا.
لقد سلط الطالب المسلم الضوء على عدة نقاط ألخصها بشكل مرتب:
- الأول، الواقع الجامعي واحد في كل بلاد المسلمين بالاختلاط وسلوك المعلمات المتدني الذي لا يحفظ للمرأة هيبتها وحياءها ومكانتها، فيجعلها تنحدر لتحدي طالب يعف نفسه أو يغض بصره. فلم ينفعها العلم الذي تعلمته في الدنيا وقد انهزمت أمام أول امتحان رقي نفس!
- الثاني، أن المجاهدة للنفس مع قلة المعين والصاحب، يجعل من الطالب اليوم بطلا يعيش ملاحم الثبات في وسط لا يساعد وتيارات عاصفة وفتن تتربص به من كل جانب.
- الثالث، أن الفتن قد جرفت بالفعل الكثير من المسلمين بمن فيهم الملتزمين خشية التصنيف ورجاء ما عند الدنيا! فاستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير وباعوا الإسلام بثمن بخس، كله بحجة مصالح الدنيا ولو كانت مذلة، فكانت الهزيمة قبل بداية المواجهة!
- الرابع، أن مجرد الاستقامة ورفض الانجرار مع تيار التبديل والانتكاس يصنف المسلم “سلفيا”، “متطرفا”، وهذه التصنيفات والتهم تغذيها آلة الإعلام الغربي وأذنابها من الإعلام الوكيل المحلي.
وهذا يدعونا للعودة للخلف قليلا، لماذا يتهم المسلم الغريب اليوم بالسلفي، ولماذا يتهم بالتطرف؟
لأن شراسة الحرب من أعداء الإسلام التي في الواقع لا تفرق بين مسلم ومسلم تستهدف المنهج الذي يقتدي بالسلف، وحين أتحدث عن المنهج هنا فهو ليس اسم جماعة ولا اسم تصنيف أو تيار إنما أتحدث عن الاقتداء بالسلف الصالح كمنهج بعيدا عن التسميات التي نعيشها في الواقع.
فالثبات على ما كان عليه السلف وصية نبوية، والسلف ليس ملكا لأحد أو للاحتكار من جماعة أو جهة، إنه ذخائر العلم والأدب التي نجدها في كتب الأولين وأئمة أهل السنة. ولا يحتاج لانتماء لجماعة أو الانتساب لتيار، بل كن على الجادة وأنت السلفي التقي.
أما التطرف فوصف يطلق على كل من تمرد على “إملاءات” الغرب والهيمنة والتبديل والحرب على الإسلام، فأنت متطرف إن رفضت أن تساس كالرقيق! واستعليت بإيمانك وناديت بشريعة الله تعالى.
لذلك لم يتأثر الطالب المسلم الأبي بالتصنيفات لأنه يعي أبعادها ومقاصدها في قلب صراع وجودي للإسلام مع أعدائه.
هذا الوعي الذي تشكل لدى مسلم يعيش في زاوية بعيدة في شبه القارة الهندية التي تشهد احتلالا هندوسيا ظالما وتعاني من صراع عقدي منذ عقود وتعيش الاضطهاد الأشد للمسلمين، لم يأت من فراغ، إنه من المداومة على القرآن ومعانيه، والتأمل في الواقع الذي يعيشه المسلمون وكيف أن الأحكام في الشريعة والقيم في الإسلام جاءت تماما لتحفظ إنسانية المسلم وتقواه وعزته وكرامته!
وهو ما يتعارض مع أهداف الغرب وكل محتل في بلاد المسلمين من العمل على تغريب المسلم وسلخه عن دينه، وتحويله لفريسة للانحلال والرذيلة وقتل حس الإنكار للباطل والمنكر فيه فيتحول إلى “لا شيء” في هذه الدنيا سوى مستهلك، وخادم وفيّ للنظام الرأسمالي، هدفه، إرضاء سيده المحتل! لاخالقه. يا لها من قصة عار!!
لا يمكن لمسلم عاقل أن يرى هذا البغي والعدوان على استقامة المسلم ويسكن، بل يعد نفسه لإعادة السيادة للإسلام يوما مقبلا ولو بذل سهما واحدا في ذلك وأعذر، ولو توفي قبل أن يشهد تمكين الله لعباده الصالحين.
في الواقع الرسالة حملت الكثير من الأشجان، لأنها كتبت بألم الغربة، وبحنين الأمان والتواصي بالحق والصبر، وهو ما نوصي به الأخ الطالب المجاهد، اثبت فإن الثبات دلالة صدق الإيمان وموجب للفتوحات والتأييد الرباني.
والطالب الذي لا ينهزم لإغراءات الاختلاط وفتن النساء في زماننا حق له أن يقلد وسام مرتبة الشرف وقيادة النبلاء!
والآن كيف يفعل الطالب الذي ابتلي بمثل هذا الواقع البائس،
سألخصها في نقاط مختصرات:
- كن الداعية، وتذكر أنك تمثل أعظم دين في الوجود وخير أمة أخرجت للناس، لا تنهزم ولاتتراجع ولا تخشى أحدا فإن صمدت كنت البطل وإن قتلت فأنت الشهيد! وما دمت صامدا ستبقى نظرة الاحترام لك ترافقك حتى من الخصوم، فما أن تتراجع تصبح مثل الجميع ويختفي النور الذي ينشده باحث الحقيقة.
- لا تتبع خطوات الشياطين، ابتعد قدر المستطاع عن التعاملات مع النساء فهن من أكبر الفتن في زماننا، وضع مسافة احترام بينك وبينهن، بحيث لا يكون هناك انبساط وضحكات وحديث الأخدان والتقارب الجسدي، ليكن هناك هيبة التقوى، بينكم، وبذلك أنت تقدم لهن درسا في الدعوة بدون أن تنخرط فيه بمجرد وضع هذه المسافة. وعلم الطب له مصادره الكثيرة وليس مرتهنا بمعلمة أو أخرى لا تقلق.
- حاول أن تتحسس الحاجة في الوسط الجامعي والعمل على الدعوة بطريقة ذكية لا تجلب عليك الأذى، كأن تنشط في الدعوة لله بنشر العلم بدون أن تتصادم معهم، بإخراج منشورات والنشر على القنوات والكثير من الأفكار الدعوية المؤثرة. فالانشغال بالعمل لله يخفف من وطأة الوسط المخالف، وهو عمل تعذر به عند الله ويجلب لك المعية.
- انتق صحبتك بعناية شديدة وحذر، ولو بقيت لوحدك إن لم تجد من يعينك على الثبات والمواصلة مظفرا! فلتكن صحبتك القراءة النافعة، والمشاهدات المؤثرة فيك إيجابا ورقيا.
- الأفضل للشاب في مثل هذا الوسط الزواج من امرأة صالحة تعينه على أمر دينه ودنياه، فابذل ما استطعت للزواج فإن لم يتيسر لك، فاستعن بالله، واحتسب، إنما هي أقدار وأرزاق، وقد يتأخر رزقك لطفا من الله بك أو رحمة بك من ألم وخسارة، فلا تجعله مبررا لمعصية الله أو الانحدار، فأنت تتقدم صعودا، تذكر!
- ابتعد عن كل وسط يضعفك، ويجعل قلبك هشا، اشغل نفسك بمعالي الاهتمامات والأمور، لأن الانشغال بما يضعفك يعني هزيمتك، فالحديث عن النساء والحاجة للزواج حين تكثر منه -مثلا- يجعلك تضعف لأي امرأة في طريقك ولو كانت فاسقة! فالقلب يتأثر بما تحدثه به، وبدلا من ذلك حدثه عن تسليم الأمر لخالقك هو يختار لك ويدبر لك الأمر، إياك أن تنهزم لحاجاتك وإياك أن تلاحق أوهاما فتصطدم بندم يطول ألمه! واعلم أن لكل أجل كتاب ولا ترض لنفسك دنية.
- أنت في عصر النهوض والعمل لانبعاث الإسلام في مقام السيادة فابحث لنفسك عن موطئ قدم في مسيرة الأمة وإياك والقعود، فالقعود اليوم هو تماما الانصراف عن مهمات الرجال في الدعوة لله أو الجهاد في سبيل الله، فلا تتخلف عن أول ميدان يتيسر لك. فالقعود موجب للحرمان والانتكاس في زمن العمل واستنهاض الهمم الواجب، وتحريض المؤمنين المهيب!
- اجعل من نية دراسة الطب إعلاء كلمة الله ونفع المسلمين وسد ثغر بهذا العلم لا مجرد تحقيق راتب ووظيفة ومنافسة غير مجدية، بهذه النية، يمكنك أن تنتظر تأييد الله لك بإذن الله ثم لا تنحرف عن مقاصدك الجليلة فتهوي في مستنقعات الشهوات والتيه والعبث ولا تخرج إلا مثخنا وبخسائر تؤخرك!
- اليوم العالم الإسلامي مثل قرية صغيرة، ليمد شباب المسلمين الجسور بينهم، ليتفقوا على تخفيف العزلة التي يعيشونها في واقعهم وليجتمعوا على مشاريع بناءة ونافعة، تطوعية هادفة، دعوية ملهمة، والبركة التي يحدثها مثل هذا الاجتماع لكفيلة بأن تضمن استمراريته ونجاحه لمن أقبل بصدق وإخلاص.
- الغربة تستوجب التزود، فإياك أن تنزل عن مستوى من العبادات والذكر كي لا تتراجع ويشمت فيك المنافقون والكافرون، وكلما قوي قلبك، كنت الأكثر تأثيرا فيمن حولك واطمئن، فسنن الله ماضية وسيكون هناك مرحلة تحتاج الأمة لمثل قلبك، فأعده لساعة لا يخذلك فيها ولا يخذل أمته!
- ابتعد عن المصادمة مع من حولك، لأنهم باطل كثير وأنت مستضعف، ولكن ارتقي عليهم بحسن خلقك واستقامتك ليتعلموا منك ومنهجك في ذلك (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [سورة الأعراف:199، 200].
- كلما تقدم بك العمر ورأيت نفسك تنضج وتتأدب أكثر بآداب الإسلام العظيمة نظرت لما سبق بنظرة الامتنان لله تعالى لفضله العظيم عليك، فأدم الشكر بالقول والعمل، وإياك والتوقف عن عبادة التدبر والتفكر في نفسك وما حولك، وربط كل تفاصيل حياتك بربك سبحانه، ستعيش الحياة بطريقة مختلفة، ستكون طيرا محلقا فوق ركام الجاهليات ولن يقدر أحد على حرفك عن سبيل المؤمنين، لأنك سهم انطلق، ولن ينزل لجاهلية ولا لما يهدم النفس والأهداف السامقة!
- حدث نفسك عن الموت، فكم من شاب لقي ربه في شبابه، ولكن حدث نفسك عن الشهادة عند ذكر الموت لكي لا يكون ذكرا فارغا من الشوق للقاء الله تعالى ولا يكون خاليا من المقاصد الجليلة وابتغاء أسمى المراتب. حدث نفسك عن الشهادة وكن الشهيد الذي يمشي على الأرض وقلبه عند العرش ينتظر لحظة اللقاء المهيب! فإن لم يرتق في نزال، ارتقى بنيته محسنا الظن بربه، إياك أن تترك ثغرة في مقاصدك!
- هيء نفسك وأعدها كفارس من فرسان الإسلام، بلياقة بدنية ولياقة روحية وعقلية، وهذا يتطلب إعدادا مستمرا ووعيا متناميا، لأنه موجب للاستعمال، ودلالة صدق لا تخفى! ليكن جدول أعمالك اليومي يليق بمسلم يدخل في وصف الله تعالى (وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ).
- دوّن أفكارك وخواطرك فإن في ذلك ما يساعدك على إيجاد الحلول وإلهام الغرباء مثلك، ولو كان مجرد دفتر لنفسك، تضع فيه فوائدك الأهم التي تعتز بها من قراءاتك وبحثك إلى أفكارك التي تخطر على قلبك والتي قد تتحول لمشاريع عمل مباركة.
- استعن بالصبر والصلاة، والذكر، وإياك والتفريط في أذكار الصباح والمساء، هي درعك الذي تقاتل به، وتتقدم به، وكن من الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون فهناك معادلة رهيبة للإيمان، كلما تقدمت بصدق بلا تردد، نلت من الفتوحات ما يذهلك. فلا تبخل على نفسك ولا تتأخر.
تصلني رسائل يومية من بلدان مختلفة من العالم الإسلامي، لكن شبه القارة الهندية كان لها وقعها الخاص، فهي فلسطين المنسية، ومن يقرأ تاريخها كما لخصته في قسم السلسلة التاريخية.
يدرك كم مر على المسلمين من نوازل ومصائب وكروب، وكم تعرضوا للاضطهاد والظلم والتهميش، بل ونالهم من أصناف الأذى ما فاق ما عاناه أهل فلسطين.
فالهندوس واليهود وجهان لعملة واحدة ولا عجب أن تحالفوا في حربهم على غزة وفي بغيهم وعدوانهم على الإسلام والمسلمين في كل مكان حتى في مواقع التواصل الاجتماعي.
فرد هذا العدوان الصائل فريضة وله ينبري النجباء. والله مولاهم وناصرهم.
وفي الختام أقول لكل طالب في جامعة مختلطة، اتق الله ما استطعت ولا تؤتى من قبل ما يراد لك أن تنغمس فيه فتتحول لمجرد “لا شيء” تخدم أهداف أعداء الإسلام .. بل كن اللبنة الواعدة في بنيان الإسلام القادم لا محالة مدركا لحجم التحديات وخطورة قطاع الطريق. واجعل حرقة الأمانة واليقين تدفع خطواتك مستعليا بالإيمان لا تفتر!
(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)
(وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً)