خذ مسافة!
خذ مسافة دوما، لا تحكم وأنت المنغمس في المشهد.
كم ستصفو لك المشاهد وأنت تنظر من على بعد مسافة!
ستصفو لك صور الناس واللحظات والمواقف والتدافع.
ستشاهد التفاصيل مجتمعة وأنت هادئ النفس متبصرا.
ستتخلص من عبء أمانيك التي تحرمك وضوح الرؤية وقصور الاستعجال والاندفاع بحسن ظن أو سوئه.
ستتخلص من كثرة الغبار الذي تثيره لحظة الإعجاب الأولى ولحظة الصدمة التي تقع!
ستتخلص من عبء طيبة غير محصنة وإحاطة غير كافية وتخفف خسائرك بهامش خاطئ أكثر دقة وواقعية.
خذ مسافة وتريث،
فكم من المشاهد خادعة ومضللة، وكم من الشعارات جوفاء وكاذبة، وكم من النفوس تسلقت على المعاني الجليلة وهي في داخلها خواء وهزيمة!
خذ مسافة لن تخسر شيئا، ولكنك ستكسب قوة بصيرتك وسداد أحكامك وأمان خطواتك .. لن تمشي في درب ملغوم ومسدود، ولن تزل قدمك في مستنقع ظاهره مخضر وداخله الطين والعفن!
لن تغامر في شرف مع وضيع ومحتال ولا في صفقة مع بائع وهم!
خذ مسافة، لأجل كل لحظة صدق ينبض بها قلبك ومحبة لله ترجو منها الخير والارتقاء، لأجل أن ترفع البناء لا تهدمه بضعف نفس وقلة السند والحكماء!
لتعزز أمانتك بقوة وفراسة فلا تأسى!
خذ مسافة، فقط من أخذوا مسافات قادوا ببراعة المسافات!
