لا بد من التنبيه إلى أن النوازل والحوادث التي تزلزل المسلمين هي امتحانات صدق وتصفية لا مناص منها، رأس المال فيها العقيدة!
فمهما سطرت فيها الانتصارات وأحرزت فيها مشاهد الظفر والقوة، ولكن العقيدة لا تزال منحرفة مخالفة معادية، فهي لا تقدم ولا تؤخر لأصحابها ولا تعدو أن تكون حلقة من حلقات تدافع تسير. وإلا لكانت انتصارات الصهيوصليبية تعد إنجازا!
وفي المقابل، وإن مُنيت بالهزائم والإثخان، ولكن العقيدة لا تزال سليمة لا تقبل المساومة عليها، فذلك هو النصر والظفر، وذلك هو سبيل النجاة وسبيل التمكين الواعد، ولنا في قصة أصحاب الأخدود الدرس والعبرة. ولنا في ميراث النبوة والسلف الصالح فوائد جمّة، فالنصر من عند الله تعالى وحده لا شريك له. وما عند الله خير وأبقى.
وما تمر به غزة لا يختلف عن ذلك أبدا،
ولكننا نرى فتنة تطل برأسها من جماعات المقاومة الذين لا يزالون يعولون على الرافضة بعد أن أبيدت غزة، ومسحت معالمها وعاش أهلها الأهوال على يد الكافرين ولا يزالون في حصار جوع وقهر وفجائع.
وبعد أن شهد القاصي والداني على ضعف الرد الإيراني واستعراضاته التي لم تخفض من خسائر أهل غزة ولا حققت لهم أدنى مطلب للسلامة والإنصاف..! ومع ذلك يبجلونهم! على شيء لا يذكر، فكيف لو أنهم قدموا شيئا!
لذلك هذا مقام تذكرة ونداء واجب، لمن يحمل غيرة على التوحيد والسنة وهم بفضل الله كثير في غزة، أن يلزموا ثغور صناعة الوعي وتذكير الناس بواجب المرحلة، الثبات على منهج السنة، وأن فتنة الرافضة تحت بارقة السيوف وخذلان لا يخفى لم ولن تكون مبررا البتة لتحويل أكابر مجرميهم لقادة نبلاء يتسلقون على أشلاء أهل السنة.
لن يكون الرافضة من يحرر الأقصى ليكن هذا واضحا لكل القادة والمفتونين من المقاومة بإيران وميليشياتها، بل لن يحررها إلا من اتقى!
فاتقوا الله ولا تجعلوا من محطة البلاء هذه حجة عليكم لا لكم، وعامل هزيمة لا معية وانتصار مظفرا، بعد كل ما كان وما نرى!!
وإلا فاعلموا أن سنة الاستبدال ماضية وهي محطات اصطفاء أو تمييز ونعيذكم بالله من خذلان أنفسكم بالتعلق بأستار الرفض والانحراف،
وأما وعد الله الحق فتمهد له الأسباب بمشيئة الله تعالى ويستعمل الله له من يشاء سبحانه، وليس بأمانيكم ولا أماني أهل الرفض.
﴿ لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ ۗ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا﴾
والله من وراء القصد.
جزاكم الله خيرا
عذرا، شاركت المقال مع عدد من الزملاء وذلك قبل أخذ الإذن، أرجو المسامحة.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً دكتوره على المجهود وإنارة العقول بما يحدث على الواقع معلومات لن تجدها لا في التلفزيون ولا الجرائد ولا حتى في اخبار البلدان التي تزعم انها مع القضايا الإسلامية