دكتورة أرجو الإجابة هل هذا يعني أنه من الصحيح أن نوالي مجاهدي فلسطين، رغم موالاتهم لإيران والرافضة؟ وإن لم نواليهم فبمن نعلق آمالنا بالنصر؟؟
حياكم الله وبارك بكم،
بداية أنوه إلى أن تقييم أداء جماعة بعينها يتطلب دراسة وافية مكتملة الأركان، برصد نشأتها وأدبياتها وطبيعة فكرها ومنطلقاتها وتطورها على امتداد محور الزمن وتقييم أداء قاداتها من خلال تصريحاتهم وأفعالهم وبياناتهم الرسمية والخاصة، وتأثير هذه القيادات على فكر الجماعة ونشاطها، ورصد النشاط السياسي والعسكري، من خلال الواقع، وكل ما يتصل بهذا الشأن، حتى نصل إلى خلاصات وافية منصفة ودقيقة، لكنني في هذا المقام سأقتصر على مساحة السؤال تحديدًا، هل من الصحيح موالاة المقاومة الفلسطينية في غزة على الرغم من موالاتهم لإيران والرافضة؟ وإن لم نواليهم فبمن نعلق آمالنا بالنصر؟
وأقول بداية ” ثبت العرش ثم انقش”[1]، هل المقاومة الفلسطينية بجميع مقاتليها يحكم عليهم بموالاة إيران والرافضة، وهل هي موالاة مخرجة من الملة، وهل هي توجب تحريم نصرتهم في الإسلام؟ أي هل موالاة المقاومة الفلسطينية للرافضة ثابتة على الإطلاق بين كل أفرادهم، ولا تجيز نصرتهم، أم أن الأمر يتطلب تفصيلا وإبانة؟!
وهنا سأضطر لبسط المفاهيم بعيدًا عن الإفراط والتفريط والمصالح الحزبية والأهواء والإطلاقات غير التقية التي تعصف بالساحة، من تيارات متناحرة وخصومات والكثير من الفتن، حتى نصل لخلاصات منصفة مرضية متينة على ضوء الكتاب والسنة. لا مجاملة فيها ولا إسراف!
مفهوم الولاء والموالاة في الإسلام
الولاء والبراء أصل عظيم من أصول الإيمان والدين، يقول ابن تيميَّة – رحمه الله : “(الولاية) ضد العَداوة، وأصل الولاية المحبَّة والقُرب، وأصل العداوة والبعد، وقد قيل: إنَّ الولي سُمِّي وليًّا من موالاته للطاعات؛ أي: متابعته لها، والأول أصَحُّ، والولِيُّ: القريب، فيقال: هذا يلي هذا؛ أي: يقرب منه، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: «ألحقوا الفرائض بأهلِها، فما أبقت الفرائض فَلأَوْلَى رجلٍ ذَكَر» [1]؛ أي: لأقرب رجل إلى الميت، فإذا كان ولي الله هو الموافق المتابع له فيما يحبه ويرضاه، ويبغضه ويسخطه، ويأمر به وينهى عنه كان المعادي لوليه مُعاديًا له؛ كما قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ﴾ [الممتحنة:1]، فمَن عادى أولياء الله فقد عاداه، ومَن عاداه فقد حارَبَهُ، فلهذا قال: «ومَن عادى لي وليًّا، فقد بارَزَنِي بالمُحَاربة».[2]
لقد حذر الإسلام بشدة من مولاة أعداء الإسلام، ومن مظاهر هذه الموالاة أشكال كثيرة منها ما هو كفر ومنها ما هو كبيرة، ومنها ما هو دون ذلك. وليست كل موالاة محض كفر.
وتدور الموالاة حول ثلاثة أصول:
- الحب والمودَّة: قال تعالى: ﴿لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ﴾ [المجادلة:22].. يقول ابن تيميَّة رحمه الله: “ونظائر هذا في غير موضعٍ من القرآن، يأمُر سبحانه بِمُوالاة المؤمنين حقًّا، الذين هم حِزْب الله وجُنده، ويُخبر أنَّ هؤلاء لا يُوالون الكفُّار، ولا يوادونهم”[3].
- النصرة: قال تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا﴾ [النساء:76]. وقال سبحانه: ﴿وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾ [الأنفال:72] . وعن جبير بن مطعم رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ليس منَّا مَن دعا إلى عصبيَّة، وليس منَّا مَن قاتَلَ على عصبيَّة، وليس منَّا مَن مات على عصبيَّة»[4]. وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَن خَرَج من الطاعة، وفارق الجماعة فمات، مات ميتة جاهليَّة، ومَن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبيَّة، أو يدعو إلى عصبيَّة، أو ينصر عصبية فقُتل، قُتل قتلة جاهلية»[5].
- الاتِّباع: قال تعالى: ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى الله هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ الله مِنْ وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ﴾ [البقرة:120]. عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لتتبعُنَّ سنن مَن كان قبلكم، شبرًا بشِبْر، وذراعًا بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضبٍّ لسلكتموه»، قُلنا: يا رسول الله: اليهود والنصارى؟ قال: «فمَن؟»[6]، وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ. فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ . وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ﴾ [المائدة:51-53]. وقال سبحانه: ﴿لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [المجادلة:22]،
صور الموالاة ومظاهرها
قال محمد بن سعيد القحطاني في كتابه بعنوان: “الولاء والبراء في الإسلام” في الفصل السابع بعنوان صور الموالاة ومظاهرها:” وأحب أن أنبه في هذا المقام على أنني لم ألزم نفسي بتتبع الحكم الشرعي في كل صورة من هذه الصور، وذلك لصعوبة القطع بالحكم في كل قضية، لأنه – كما يقول أهل العلم – قد يكون القول أو الفعل كفراً ولكن هناك ما يصرفه عن ظاهره فيما بين العبد وبين ربه، ولكن على العموم فهذه الصور تتفاوت من كون فاعلها خارجاً من الملة كمن يحب الكفار لأجل كفرهم إلى الكبيرة من الكبائر كتعظيمهم والثناء عليهم (8) . وذلك أن (مسمى الموالاة يقع على شعب متفاوتة منها ما يوجب الردة كذهاب الإسلام بالكلية، ومنها ما هو دون ذلك من الكبائر والمحرمات)( 9).
ولخص المؤلف بعض الصور التي تخرج من الملة ذاكراً الأدلة على ذلك، وسأنقل الصور لتحري الاختصار ويمكن الرجوع للمرجع نفسه لمزيد تفصيل:
(1) الرضى بكفر الكافرين وعدم تكفيرهم أو الشك في كفرهم أو تصحيح أي مذهب من مذاهبهم الكافرة (10).
(2) التولي العام واتخاذهم أعواناً وأنصاراً وأولياء أو الدخول في دينهم وقد نهى الله عن ذلك.
(3) الإيمان ببعض ما هم عليه من الكفر، أو التحاكم إليهم دون كتاب الله.
(4) مودتهم ومحبتهم. وقد نهى الله عنها.
(5) الركون إليهم.
(6) مداهنتهم ومداراتهم ومجاملتهم على حساب الدين.
(7) اتخاذهم بطانة من دون المؤمنين.
(8) طاعتهم فيما يأمرون ويشيرون به (11).
(9) مجالستهم، والدخول عليهم وقت استهزائهم بآيات الله
(10) توليتهم أمراً من أمور المسلمين: كالإمارة والكتابة وغيرها والتولية شقيقة الولاية لذلك فتوليتهم نوعاً من توليهم. وقد حكم الله أن من تولاهم فإنه منهم. ولا يتم الإيمان إلا بالبراءة منهم. والولاية تنافي البراءة فلا تجتمع البراءة والولاية أبداً.
(11) استئمانهم وقد خونهم الله.
(12) الرضى بأعمالهم والتشبيه بهم، والتزيي بزيهم (12).
(13) البشاشة لهم والطلاقة وانشراح الصدر لهم وإكرامهم وتقريبهم. (13)
(14) معاونتهم على ظلمهم ونصرتهم.
(15) مناصحتهم والثناء عليهم ونشر فضائلهم. (14)
(16) تعظيمهم وإطلاق الألقاب عليهم مثل: السادة والحكماء ومبادأتهم بالسلام.
(17) السكنى معهم في ديارهم وتكثير سوادهم. (15)
(18) التآمر معهم، وتنفيذ مخططاتهم والدخول في أحلافهم وتنظيماتهم والتجسس من أجلهم، ونقل عورات المسلمين وأسرارهم إليهم والقتال في صفهم (16)، وهذه الصورة من أخطر ما ابتليت به أمتنا في هذا العصر.
(19) من هرب من دار الإسلام إلى دار الحرب بغضاً للمسلمين وحباً للكافرين. (17)
(20) من انخرط في الأحزاب العلمانية أو الإلحادية كالشيوعية والاشتراكية والقومية والماسونية وبذل لها الولاء والحب والنصرة (18).
ما يقبل من الأعذار وما لا يقبل
وبعد عرض صور الموالاة، لخص المؤلف، ما يقبل من الأعذار وما لا يقبل في هذه الصور.
وقال في المرجع نفسه، صفحة: 136:” قد يعتذر بعض الموالين للكفار بأنهم يخافون على سلطانهم وأموالهم ومراكزهم وغير ذلك من المخاوف التي لا تصح، ولا يعتبرها الله، عذراً لهم فيعذرهم من أجلها. لأنها من تزيين الشيطان وتسويله، وحب الدنيا والطمع في زينتها.
والله سبحانه وتعالى لم يقبل عذراً لأحد في إظهار موالاته للكفار وطاعتهم وموافقتهم على دينهم إلا عذراً واحداً هو: الإكراه: قال تعالى:
﴿مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَـكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ {106} ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّواْ الْحَيَاةَ الْدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ﴾ [سورة النحل: 106 – 107].
وقال سبحانه: ﴿لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً﴾[سورة آل عمران: 28].
والإكراه لا ينفع أحداً فيما يتعلق بالرضى القلبي، والميل الباطني إلى الكفار لأنه غير مأذون فيه على أية حال لقوله تعالى (وقلبه مطمئن بالإيمان) ولأن الإكراه لا سلطان له على القلوب. فإنه لا يعلم ما في القلب إلا الله.
فمن والى الكفار بقلبه ومال إليهم فهو كافر على كل حال.فإن أظهر موالاته بلسانه أو بفعله عومل في الدنيا بكفره وفي الآخرة يخلد في النار، وإن لم يظهرها بفعل ولا قول وعمل بالإسلام ظاهراً عصم ماله ودمه وهو منافق في الدرك الأسفل من النار (19)“.
هل الرافضة كفار؟
“أما الرافضة : فقد اختلف العلماء في كفرهم على أقوال :
أ. فمن العلماء من يرى أن كفرهم أصلي وأنهم لم يدخلوا في الإسلام أصلاً؛ لأن الشهادتين لهما معنى غير ما في الإسلام، والقرآن لم يؤمنوا به، والدين الذي أوصله لنا الصحابة لا يرونه إلا كفراً وضلالاً، وعند أصحاب هذا القول: لا فرق بين عامي وعالِم، وحكم عوامهم كحكم عوام اليهود والنصارى، ومن أبرز من قال به: الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله .
وظاهر حالهم، وعقائدهم المنحرفة، وضلالاتهم، مما يتوافق مع هذا القول .
ب. وذهبت طائفة أخرى من العلماء إلى التفريق بين عوامهم وعلمائهم، وقالوا: إن عوامهم لا يكفرون إلا بإقامة الحجة عليهم، وأما علماؤهم فيكفرون؛ لأن الحجة مقامة عليهم بما يعرفونه من نصوص القرآن والسنَّة، ومن أبرز القائلين بهذا التفصيل قديماً : شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وحديثاً: الشيخ الألباني رحمه الله .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – عن الرافضة – :
وأما تكفيرهم، وتخليدهم: ففيه أيضاً للعلماء قولان مشهوران: وهما روايتان عن أحمد، والقولان في الخوارج، والمارقين من الحرورية، والرافضة، ونحوهم، والصحيح: أن هذه الأقوال التي يقولونها التي يُعلم أنها مخالفة لما جاء به الرسول: كفر، وكذلك أفعالهم التي هي من جنس أفعال الكفار بالمسلمين هي كفر أيضاً، وقد ذكرت دلائل ذلك في غير هذا الموضع؛ لكن تكفير الواحد المعين منهم، والحكم بتخليده في النار: موقوف على ثبوت شروط التكفير، وانتفاء موانعه، فإنا نطلق القول بنصوص الوعد والوعيد، والتكفير والتفسيق، ولا نحكم للمعين بدخوله في ذلك العام حتى يقوم فيه المقتضى الذي لا معارض له، وقد بسطت هذه القاعدة في ” قاعدة التكفير “، ولهذا لم يحكم النبي صلى الله عليه وسلم بكفر الذي قال : ” إذا أنا مت فأحرقوني ثم ذروني في اليم فوالله لإن قدِر الله عليَّ ليعذبني عذاباً لا يعذبه أحداً من العالمين “، مع شكه في قدرة الله، وإعادته، ولهذا لا يكفِّر العلماء من استحل شيئاً من المحرمات لقرب عهده بالإسلام، أو لنشأته ببادية بعيدة؛ فإن حكم الكفر لا يكون إلا بعد بلوغ الرسالة، وكثير من هؤلاء قد لا يكون قد بلغته النصوص المخالفة لما يراه، ولا يعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم بعث بذلك، فيطلق أن هذا القول كفر، ويكفر متى قامت عليه الحجة التي يكفر تاركها، دون غيره ، والله أعلم .[7]
” غير أنه ينبغي الانتباه هنا إلى أمرين مهمين :
1 . الخلاف بين العلماء في سب الصحابة لا يدخل فيه من اعتقد فسق عامتهم، أو اعتقد تكفيرهم، أو تكفيرهم إلا نفراً قليلاً منهم، فمن اعتقد من الرافضة كفر ذلك: فلا ريب في كفره، بل إنه يكفر من شكَّ في كفرهم .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – :
وأما من جاوز ذلك إلى أن زعم أنهم ارتدوا بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام إلا نفراً قليلاً يبلغون بضعة عشر نفساً، أو أنهم فسقوا عامتهم: فهذا لا ريب أيضاً في كفره؛ لأنه كذب لما نصه القرآن في غير موضع: من الرضى عنهم، والثناء عليهم، بل من يشك في كفر مثل هذا: فإن كفره متعين؛ فإن مضمون هذه المقالة: أن نقلة الكتاب والسنَّة كفَّار، أو فساق، وأن هذه الآية التي هي ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) آل عمران/ 110 ، وخيرها هو القرن الأول: كان عامتهم كفاراً أو فساقاً، ومضمونها: أن هذه الأمة شرُّ الأمم، وأن سابقي هذه الأمة هم شرارهم، وكفر هذا مما يعلم باضطرار من دين الإسلام .[8] وبمثله تماماً قال الشيخ العثيمين رحمه الله..
2. قذف عائشة رضي الله عنها بما برأها الله به: كفر مخرج من الملَّة، وقد نُقل الإجماع على ذلك” [9]
وبغض النظر عن بعض الاختلاف هنا، لا يشك في كفر قادة وأئمة الرافضة عاقل!
مناط التكفير في الموالاة والتولي
“فالموالاة المطلقة تعني الموالاة التامة الكاملة من كل وجه، ومطلق الموالاة يعني أصل الولاية، وأقل ما ينطبق عليه اسمها، قال البدراني في كتابه الولاء والبراء والعداء في الإسلام: الأصل حملُ الألفاظ الواردة في الكتاب والسنة على الولاء المطلق، وهو الولاءُ التام الكامل، لا على مُطلق الولاء ما لم يقترن به ما يدلّ على خلاف ذلك. اهـ.
والمعروف في هذا الباب من التفريق: هو تفريق بعض أهل العلم بين مصطلح الولاية، ومصطلح التولي، جاء في كتاب الولاء والبراء والعداء في الإسلام: لفظ الموالاة أعم من التولي، حيث إن الموالاة هي المحبة، بغض النظر عن درجة هذا الحب ومرتبته، فكل من أحببته وأعطيته ابتداءً، من غير مكافأة، فقد أوليته وواليته، والمعنى أي: أدنيته إلى نفسك…
أما التولي: فهو الموالاة المطلقة، أي: بمعنى تقديم كامل المحبة والنصرة للمُتولَّى، بحيث يكون المتولّي مع المُتولَّى كالظل مع الجسم، فهي ذروة الموالاة ومُنتهاها… فالتولي إذن بمعنى الاتخاذ والاتباع المطلق، وهو يعني الانقطاع الكامل في نصرة المتبع، وتقريبه، وتأييده… وعلى هذا؛ فالتولي أخص من الموالاة، فكل تولٍّ داخل في مفهوم الموالاة، وليس كل موالاة داخلة في مفهوم التولي كما أسلفنا. اهـ.
ثم عقد بحثًا للفرق بين الموالاة والتولي في المفهوم الشرعي ومناط التكفير فيهما، وقال: اختلف أهل العلم في الفرق بين الموالاة والتولي، فمنهم من يرى أن التولي مرادف لمعنى الموالاة سواء بسواء، كالشيخ عبد الرحمن بن سعدي ـ رحمه الله ـ ولذلك فهو يستعملهما على أنهما لفظان مترادفان، فيقول عن التولي عند تفسيره لقول الله تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَوَلهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ (الممتحنة: 9) إن الظلم يكون بحسب التولي، فإن كان توليًا تامًّا كان ذلك كفرًا مُخرجًا عن الإسلام، وتحت ذلك من المراتب ما هو غليظ وما هو دونه…. ومنهم من يرى أن هنالك فرقًا بين الموالاة والتولي… يقول الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن: إن الموالاة تنقسم إلى قسمين:
أولًا: موالاة مطلقة عامة، وهذه كفر صريح، وهي بهذه الصفة مرادفة لمعنى التولي لأجل الدين، وعلى ذلك تُحمل الأدلة الواردة في النهي الشديد عن موالاة الكفار، وأن من والاهم فقد كفر.
ثانيًا: موالاة خاصة، وهي موالاة الكفار لغرض دنيوي، مع سلامة الاعتقاد، وعدم إضمار نية الكفر والردة، كما حصل من حاطب بن أبي بلتعة في إفشاء سر رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزو مكة، كما هو مذكور في سبب نزول سورة الممتحنة، ومثل كلام الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن في تقسيم الموالاة إلى مطلقة وخاصة، كلام القرطبي، وابن العربي، وسليمان بن عبد الله بن عبد الوهاب، والشيخ حمد بن علي بن عتيق، وعلى قول هؤلاء جميعًا: أن الموالاة المطلقة العامة مرادفة لمعنى التولي، وهي بهذا الوصف كفر وردة، ومنها ما هو دون ذلك بمراتب، ولكل ذنب حظه، وقسطه من الوعيد والذم، بحسب نية الفاعل وقصده… انتهى.
وقال الرازي في تفسيره عند قوله تعالى: ﴿ لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ ﴾ (آل عمران: 28) قال: اعلم أن كون المؤمن مواليًا للكافر يحتمل ثلاثة أوجه:
أحدها: أن يكون راضيًا بكفره ويتولاه لأجله، وهذا ممنوع منه؛ لأن كل من فعل ذلك كان مصوبًا له في ذلك الدين، وتصويب الكفر كفر، والرضا بالكفر كفر، فيستحيل أن يبقى مؤمنًا مع كونه بهذه الصفة….
وثانيها: المعاشرة الجميلة في الدنيا بحسب الظاهر، وذلك غير ممنوع منه.
والقسم الثالث: وهو كالمتوسط بين القسمين الأولين، هو أن موالاة الكفار بمعنى الركون إليهم، والمعونة، والمظاهرة، والنصرة، إما بسبب القرابة، أو بسبب المحبة، مع اعتقاد أن دينه باطل، فهذا لا يوجب الكفر إلا أنه منهي عنه؛ لأن الموالاة بهذا المعنى قد تجره إلى استحسان طريقته والرضا بدينه، وذلك يخرجه عن الإسلام، فلا جرم هدد الله تعالى فيه فقال: (ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء).
فإن قيل: لم لا يجوز أن يكون المراد من الآية النهي عن اتخاذ الكافرين أولياء بمعنى أن يتولوهم دون المؤمنين، فأما إذا تولوهم وتولوا المؤمنين معهم، فذلك ليس بمنهي عنه، وأيضًا فقوله: (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء) ـ فيه زيادة مزية لأن الرجل قد يوالي غيره ولا يتخذه مواليًا، فالنهي عن اتخاذه مواليًا لا يوجب النهي عن أصل مولاته، قلنا: هذان الاحتمالان وإن قاما في الآية، إلا أن سائر الآيات الدالة على أنه لا تجوز موالاتهم، دلت على سقوط هذين الاحتمالين. اهـ.[1]
الرافضة محاربون ومعتدون!
ولم يقتصر الأمر على كفر أئمة الرافضة وقاداتهم، فإذا أضفنا على ذلك أن أئمتهم وقاداتهم هؤلاء محاربون للإسلام والمسلمين ويجمعون ويمكرون لهم، ويصولون على ديار المسلمين في العراق والشام ويسفكون دماء أهل السنة ظلمًا وعدوانًا، ولهم أذرع مفسدة في غير منطقة في العالم الإسلامي، ويتوعدون أهل السنة بالوعيد الشديد، فقد تأكد أنهم جمعوا بين ضلالهم وبين محاربتهم لأهل السنة!
والمحارب يستوجب القتال والدفع. وإيران، أشد كفرًا وضررًا على المسلمين.
قال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَنۡهَىٰكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ قَٰتَلُوكُمۡ فِي ٱلدِّينِ وَأَخۡرَجُوكُم مِّن دِيَٰرِكُمۡ وَظَٰهَرُواْ عَلَىٰٓ إِخۡرَاجِكُمۡ أَن تَوَلَّوۡهُمۡۚ وَمَن يَتَوَلَّهُمۡ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ﴾ [الممتحنة:9]،
وإيران وأذرعها بما فيهم النظام النصيري في سوريا والحوثي في اليمن وميليشياتها في العراق وفي لبنان، قاتلوا المسلمين في ديارهم وأخرجوهم من أرضهم وظاهروا على إخراجهم وتحالفوا مع الأمريكيين والروس لسفك دماء أهل السنة.
فموالاتهم لا تجوز ولا يمكن تبريرها!
وعلى ذلك يا أيها المسلم يا أيتها المسلمة لا تنتظر شيئا من الرافضة ولا تواليهم مهما ارتفعت شعاراتهم ورنّت.
لماذا لجأت المقاومة الفلسطينية إلى الرافضة؟
بداية سألخص معطيات مهمة لفهم المشهد الفلسطيني:
تعاني فلسطين احتلال اليهود منذ 75 سنة، وشهدت خلاله خذلانًا وتهاونًا في واجب نصرتها وإقامة الجهاد لتحرير هذه الأرض المسلمة التي تضم مقدسات الإسلام.
ولا خلاف في أن الشعب الفلسطيني يعيش الاستضعاف والحصار والعدوان ويسومه الاحتلال سوء العذاب مع عجز واضح في انتشالهم من هذا الوضع وأن الجهاد في فلسطين جهاد دفع وهو فرض عين ولا يشترط في جهاد الدفع شرط، يقاتل فيه البار والفاجر، كما أجمع العلماء.
وقد لجأت المقاومة الفلسطينية التي أقامت فريضة جهاد الدفع، لإيران التي طرقت بابها تزلفا، لعجزها عن تحصيل دعم من دول العالم الإسلامي، ولاستغلال إيران لوضعها المحاصر والمستضعف، فأغرتها بالمساعدات لتلميع صورتها في ما يسمى “محور المقاومة” الذي أقيم خصيصًا على جماجم أهل السنة بهدف تمكين الرافضة في العالم الإسلامي وإنشاء دولة صفوية ممتدة. لقد كانت مساعدة إيران للمقاومة مقابل هذا التسلق!
ولا خلاف عند أهل العلم في جواز أن يأخذ المسلمون في حلالة الاستضعاف والضرورة من الكافر السلاح والمال، لما يساعدهم في قتال الكافرين ودفع أعداء الإسلام، وقد ثبت ذلك في قصة النبي ﷺ مع صفوان بن أمية يوم حُنين، قال ابن القيم رحمه الله: “وفيها: أن الإمام له أن يستعير سلاح المشركين وعُدَّتهم لقتال عدوه، كما استعار النبي – صلى الله عليه وسلم – أدرع صفوان وهو يومئذ مشرك”[1].
قال ابن باز عن المقصود في الاستعانة في رد على سؤال: التفصيل في حكم الاستعانة بالمشركين:”والمقصود أن الاستعانة تختلف فإذا كانت الاستعانة ليس فيها خطر كاستعانة بدروع أو بمدافع أو بدبابات أو برصاص أو بأشياء تنفع الغزو لا بأس أن يستعين بمشرك بهذا إذا رأى المصلحة في ذلك والحاجة في ذلك؛ لأنه بعيد عن المسلمين ولا يضرهم وجوده، والمال الذي أخذ منه من الدروع والمدافع والطائرات ونحو ذلك تنفع المسلمين وتعينهم على عدوهم، وكذلك إذا بعث من يدلهم على الطريق على بعض الحصون على بعض المدن من أناس معروفين بالدلالة ومأمونين لا يخشى منهم على المسلمين فهذا شيء آخر لا يعارض هذا الحديث الصحيح”.
الاستعانة في التاريخ
ومن يتأمل في فصول التاريخ يجد أن الخوارج وهم من شرار المبتدعة، قاتلوا مع علي رضي الله عنهم، وقاتل الرافضة والشيعة مع صلاح الدين الأيوبي، ولم ينكر عليه أئمة الإسلام حينها، وقاتل ابن تيمية ضد التتار مع المماليك، على فساد في عقيدتهم وكان معهم فرق مخالفة لأهل السنة. بل وقاتل المسلمون في أفغانستان ضد الاحتلال السوفيتي واستعانوا بأسلحة ومساعدات أمريكا. ولم يعارض ذلك علماء الأمة بل كانوا يحرضون المؤمنين على القتال وتقدم لهم التسهيلات للقتال في أرض أفغانستان على الرغم من وضوح الدعم الأمريكي للمسلمين في هذه الحرب.
ولكن كل ما عرضناه هنا من أمثلة في التاريخ كانت مجرد استعانة لا ولاء فيها ولا ضرر فيها على المسلمين بل كانت لأجل صالح المسلمين ونصرتهم!
لكن الاستعانة بإيران رافقها مظاهر ولاء للرافضة من بعض قادة حماس أو عناصرهم، كما رافقها الضرر على المسلمين الذين اكتووا بنار الرافضة في العراق وسوريا، فضلا عن خطر فتنة المسلمين وتضليلهم من حيث تلميع الرافضة المحاربين، بزعم نصرة فلسطين، وهو ما يتعارض أساسًا مع معتقداتهم الضالة وأهدافهم الخبيثة.
والواقع، أن ما يعيشه العالم الإسلامي اليوم نازلة ثقيلة جدًا، تحالفت فيها الأحلاف على المسلمين وتداخلت مصالحهم في وسط حالة وهن مزمنة وخذلان مرير للمسلمين في كل قطر مصاب! فكان التحقيق أمرا مهما، والإنصاف حلة الأشراف.
الاستعانة التي فيها إضرار بالمسلمين
قال تعالى: ﴿لَّا يَتَّخِذِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلۡكَٰفِرِينَ أَوۡلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۖ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ فَلَيۡسَ مِنَ ٱللَّهِ فِي شَيۡءٍ إِلَّآ أَن تَتَّقُواْ مِنۡهُمۡ تُقَىٰةٗۗ وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفۡسَهُۥۗ وَإِلَى ٱللَّهِ ٱلۡمَصِيرُ ﴾[آل عمران:28]. قال الطبري في من يوالي أعداء الله من الكفر وأهل البدع على حساب الإضرار بالمسلمين: “فقد برئ من الله وبرئ الله منه، بارتداده عن دينه ودخوله في الكفر، “إلا أن تتقوا منهم تقاة”، إلا أن تكونوا في سلطانهم فتخافوهم على أنفسكم، فتظهروا لهم الولاية بألسنتكم، وتضمروا لهم العداوة، ولا تشايعوهم على ما هم عليه من الكفر، ولا تعينوهم على مُسلم بفعل”.[2]
فتأمل دقة وصف الإمام الطبري لهذا النص!
خلاصة مهمة
بعد هذه المقدمات المهمة، وصلنا لخلاصة جامعة ألخصها في نقاط:
- لا تجوز موالاة الرافضة، فهي من المولاة المحرمة في الشرع.
- تجوز الاستعانة بأموالهم وأسلحتهم عند الضرورة والاستضعاف على أن لا يكون فيها إضرار بالمسلمين.
- الاستعانة التي تؤدي إلى الإضرار بالمسلمين، تحل بقاعدة المفاسد والمصالح، فهل مفسدة هذه الاستعانة أعظم أم أقل في حال فلسطين؟! وذلك لكون المفسدة الأعظم تدفع بالمفسدة الأقل، ويرتكب أقل المفاسد دفعا للمفسدة الكبرى.
وفي الواقع هذا سؤال مؤرق، فإن ترك المقاومة في فلسطين بدون دعم يعني استيلاء اليهود على فلسطين بشكل كامل واستباحتهم لديار المسلمين بلا قيد، واستمرار طغيانهم بلا ردع، وتعطيل لفريضة جهاد الدفع، ونحن نرى درجة الخذلان والتواطؤ التي يعيشها المسلمون في فلسطين بل وفي كل قطر تعرض لعدوان كافر، وكيف يسومهم الاحتلال سوء العذاب ويتمادى كل يوم، وأيضا ترك هذه المقاومة تستعين بالرافضة، يعني فتنة المسلمين ببدعة الرفض! لأن الرافضة معلوم أنهم أهل تسلق وخيانة، وهم يستغلون قضية فلسطين للتصدر في المشهد وما هم بأهل له!
والمتبصر في المشهد يرى أن هذه الإشكالية لا تحل إلا بأن تكون استعانة مرحلية مؤقتة مشروطة، بدون موالاة، استعانة بدون تلميع ولا تساهل في عبارات التعظيم للرافضة! استعانة لغاية تحقيق اكتفاء ذاتي وإيجاد مصادر أنقى وأتقى، وهو للأسف ما لم تصل له بشكل تام حماس.
موقف قادة حماس وتصريحاتهم بشأن إيران
لا خلاف لكل مراقب في كون تصريحات عدد من قيادات المقاومة في فلسطين، لم تخلو من تأطير لإيران المحاربة وثناء عليها، وتراوحت بين شكر عابر وبين إظهار المودة والموالاة والمحبة والتبجيل والتعظيم لأئمة الكفر والإجرام من الرافضة كالهالك قاسم سليماني، برفع صورهم وشعاراتهم وتسمية صواريخ لهم بأسماء أكابر المجرمين فيما يسمى فيلق القدس التابع للحرس الثوري المجرم.
ولكن لم يكن ذلك موقف جميع قادة حماس للإنصاف ولمن يعرف حال أفراد الجماعة من الداخل! بل إن من يسري بفرية أن حماس رافضية يسري ببهتان وإفك مبين، ومن ينساق له عليه أن يتبيّن ولا يكون إمعة يصدق كل ما يتم تناقله بسذاجة، وهنا أنقل تصريحا مهما من أحد أبرز قادة حماس، خالد مشعل، الذي أكد في تصريح سابق له، أن الشكرٌ لما تقدمه هذه الدولة كائنة من كانت ولا نوافقها على ما تفعله في بلادنا العربية المسلمة، وليس فيه إظهار مودة ولا غيره، كالقوافل التي كسرت الحصار على غزة فيها من فرنسا ومن بريطانيا ومن كل الدول، فلا يسعنا إلا أن نشكرهم.[3]
تفريغ للقاء خالد مشعل مع روتانا الخليجية
السؤال: العرب يرون أن مجرد تحالفك مع إيران ضمنيًا هو ضد المنطقة وضد العرب وضد السعودية وضد مصر.
خالد مشعل: جيد دعني أستفيض فيها شوي،
في عز علاقتي بمعنى في قمة علاقتنا مع إيران ومع سوريا وحزب الله، أبوابنا كانت مشرعة للعرب لمصر رغم الخلاف معها، للسعودية لدول الخليج لشمال أفريقيا نحن كنا نطرق باب العرب يعني بمعنى اسمح لي أقول لك، إيران كانت تدعونا في الماضي لزيارات متلاحقة، هم يطرقون يعني، العرب نطرق بابهم بعضهم يستجيب بعضهم لا يستجيب والاستجابة تأتي متأخرة ومن البعض وليس من الكل، والإيرانيين هم من يطرق الباب.
بينما الإيراني كانوا بذكاء وشاطرين يتعاملوا معنا بأريحية وبدعم ويرحبوا بنا ! العرب طرقنا بابهم طرقنا بابهم في الماضي ونطرق بابهم اليوم وسأطرقه في المستقبل ما في حد صاحب قضية يتكبر ، هل أتكبر على أهلي؟! أنا لا تسمح لي أنا الأصدقاء لا أتكبر عليهم فكيف أتكبر على العرب؟ اسمحلي،
العرب طرقنا بابهم ومازلنا نطرق الباب ،بعض أحد المسؤولين العرب في جلسة أريحية بدون … قلت له … قال لي يا أخي علاقتكم مع إيران.. قال بس ؟!
قلت له إيران نعم تدعمنا وأنا أطرق بابكم لماذا لا تدعمون؟ قال لا نستطيع ! قال بس إيران تستفيد قال معقول إيران تدعمكم مجانا؟!
⁃ قلت لا ليس مجانا،
⁃ وإيش كان الثمن؟
⁃ قلت نعم في ثمن بس الثمن مش من قرارات وقال إيش ؟ قلت الثمن الأول إيران عندما تدعم حماس الفلسطينية السنية بالتعبير الديني، هي هذا يجمل صورتها أفضل في العالم العربي اللي معظمه سنة.
الثاني؟ والثانية أنها أمام الغرب تقول لهم أنا علاقتي مع حماس قوية ماذا تريدون من فلسطين أنا جاهز !اسمح لي فابتسم المسؤول العربي ! قلت ايش رأيك أنتم تفعلون مع الغرب قلت على فكرة قلتها مع سابقا وفي أشهر الماضية زرت عدد الزعماء العرب.. قلت يا فلان يا صاحب المسؤولية الفلانية ..ما عنديش معنى تروح للغرب والشرق وتقول لهم فلسطين نستطيع لا تفاهم مع حماس ومع فتح مش حماس وحدها مع حماس ومع فتح مع كل القوى الفلسطينية احنا مستعدين نتعامل، يعني أشعروهم إنه حماس العرب ممكن يتفاهموا معاه بس يتفاهموا معاه مش أي تفاهم، احنا لا نسعى للتسوية احنا بدنا حقوق الشعب الفلسطيني المهم… هذا المسؤول العربي قبل سنوات لما قلته لماذا حضرتك أنت وفلان وفلان سميته بعض العرب روحوا قولوا احنا نقدر نتفاهم مع حماس قال : ما أقدر ! قلت ليش ما تقدر ؟
⁃ قال إيران مش سهلة بس احنا تفرق معانا”.
وهنا يتضح من خلال تصريح خالد مشعل أنهم طرقوا الأبواب ولم يجدوا لهم مخرجًا وسقطوا في شباك الرافضة! ومعلوم ان الاحتلال اليهودي لا يقل إجراما وفتكا وقد صال في فلسطين وعاث فيها فسادًا.
ثم من الناحية الميدانية، فمصادر موثوقة تؤكد وهي مجتمعة، على أن المقاتلين في كتائب القسام يبرأون إلى الله من جرائم إيران وميليشياتها، وأنهم في حالة اضطرار ويقومون على ثغر جهاد دفع، فليس لهم من حل إلا أخذ الأسلحة والأموال والعمل على دفع العدو اليهودي، ومن انتهج هذا النهج مضطرًا له، لا يتعدى كلمة الشكر إن اضطر لها، مظهرًا براءته من جرائمهم ومنكرًا الموالاة للرافضة، فهذا لا يقع في الموالاة المؤدية إلى الكفر. ويحكم عليه بحسب ما يعتقده. وهذا هو العدل مع من في حماس، فكل من أنكر موالاة الرافضة وأبغضهم واضطر للاستعانة بأموالهم وأسلحتهم فلا يجوز تكفيره.
ولكن كل من ذهب إلى الإعلان الصريح عن موالاته للرافضة، كما رأينا من تصريحات بعض قادة حماس، التي منها: “أن علاقتنا مع إيران ليست علاقة ضرورة ولا علاقة تقية ولكنها علاقة محبة وعقيدة أو نحو هذا التعبير[4]، وأن دمشق كانت عاصمة المقاومة وستعود.
وكل من يشجع حركة التشييع كما نقلت العدسات صور توزيع الوجبات التي فيها صورة السفاح المجرم قاسم سليماني في غزة للمحتاجين، بل وتعليم الأطفال الهتافات الشيعية والترحم على سليماني، وإقامة الحفلات والتعازي وغيرها. فهذا يدخل في قوله تعالى ﴿ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين﴾ (المائدة: 51)
العدل والإنصاف منهج أهل السنة
لذلك من المهم جدًا التفريق بين من يظهر الموالاة بلا خجل، وبين من يكره على الاستعانة وليس له من بدّ إلا الاستعانة بمال وسلاح الرافضة وهو في جهاد دفع قد خذله كل من حوله، فهناك فرق بين الموالاة والاستعانة في حالة الاضطرار، وعلى هذا فإن حماس فيها ممن أظهر الموالاة المذمومة والمنكرة للرافضة، وهذا نبرأ إلى الله منه، ومنهم من هو في حالة اضطرار لا يزال يحفظ دينه وعقيدته ويبرأ إلى الله من الرافضة، فهذا لا نجمعه مع الرافضة. كما أن منهج الجماعة أساسا لم يقم على الولاء للرافضة كما يزعم خصومهم بل هي جماعة سنية، على الرغم من أخطائها.
وقاعدة الإنصاف هذه لا تروق لمن منهجه الإطلاقات غير التقية، والتكفير بالجملة، ومنهج أهل السنة العدل والتقوى.
ومما نعلمه عن مقاتلي كتائب القسام، والتي تحمل كتائبهم اسم الشهيد كما نحسبه الشيخ عز الدين القسام رحمه الله كقدوة ومعروفة سيرته ومنهجه السنيّ في الجهاد في فلسطين، أنهم على هذا النهج من البراءة من الرافضة. وأحذر من الإطلاقات التي ينتهجها البعض نصرة لجماعته وتعصبا لها وتقديما لمصلحتها على مصلحة الإسلام، حتى بلغ الأمر ببعضهم بالدعوة إلى تعطيل فريضة جهاد الدفع كله بحجة تكفير حماس بالجملة، وهذا لجهل بعظم فريضة جهاد الدفع وفقه الجهاد بشكل عام وفقه الأولويات في الإسلام الذي يجيز القتال مع البار والفاجر، ولا شك أن تعطيل فريضة جهاد الدفع نتائجه كارثية على المدى القريب والبعيد.
وفي فلسطين لا يوجد جماعات بكل المواصفات الواعدة، فالدخن موجود والأخطاء موجودة، لطبيعة التجربة البشرية وضعف حركة الإصلاح في خضم حالة الحصار وحرب شرسة على كل جماعة تقيم فريضة الجهاد في زماننا، في ظل عجز الثقة وجلدة الفاجر! وقلة المعين وكثرة المرجفين والمخذلين، وهذا باب خطير للدعوة للقعود والركون للظالمين يتسلل منه المرجفون والمنافقون وعباد الدنيا، فالمقاتل الذي فرض عليه الجهاد لا يمكنه تبرير القعود بفساد في قيادة حماس، بينما العدو الكافر يصول على ديار المسلمين! قال جل جلاله (فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ ۚ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ عَسَى اللَّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلًا) وكل يبعث على نيته وما يدبن به لله جل جلاله، والله ينصر هذا الدين بالرجل الفاجر.
ثم إن الوضع في فلسطين يتطلب معرفة بفقه الواقع وتقديرًا لحالة الاضطرار والإنصاف والعدل، وهدي “وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا” وما نعلمه عن حال المقاتلين في الخنادق أنهم على منهج أهل السنة والبراءة من الرافضة ولقد وصلنا من تأييد الله لهم في المعارك ومن الشجاعة والتوفيق والثبات ما لا يعطى لرافضي! ولا يخفى على متجرد للحق محب للصدق، والله تعالى يتولى الصادقين منهم، فمن أظهر غير ذلك، فقد وقع في الخسران المبين ولا يلومن إلا نفسه.
ولا ينكر صادق منصف يخشى الله تعالى، مشاهد التوحيد التي نقلت من غزة، ومواقف النصرة للدين على منهج السنة، ولم نر من يذكر الرافضة بخير ولا من يستنجد بهم بل رأينا البراءة منهم في عدة مناسبات، من أهل غزة. كما رأينا تنصل الرافضة من طوفان الأقصى والنأي بأنفسهم عن العمل العسكري برمته، وذلك يكفي لتبيان أن مقاومة فلسطين في معزل عن محور المقاومة الرافضي، ولله الحمد والمنة، فلم يجعل الله لهم نصيبا في هذا الشرف..
وفي مثل هذه المعركة التي نرى فيها درجة طغيان اليهود والنصارى فإن من يدعو إلى القعود وعدم القتال مع القسام مجرم بحق دينه وأمته، وخائن لأمانة الدين والأمة، وجشع جاهل لا يفكر إلا في حظ نفسه، والأجدر به أن ينصح في الله ويذكر في الله لتستقيم الصفوف على نور من الله، لا أن يفرح بشماتة الكافرين في ثغر مسلم! ويتمنى هزيمة القسام ليشفي غليل حقده وتعصبه الظالم لنفسه!
بهذا نكون قد شخصنا حالة جماعة حماس في باب الموالاة للرافضة، ونخلص إلى أن إطلاق حكم موالاة الرافضة على كل عناصر حماس ظلم، والقول بأن الجماعة رافضية في منهجها إفك وبهتان، والقول أنها موالاة مطلقة للرافضة إفك آخر مدحور، مع التشديد على أن من أظهر الموالاة من عناصر حماس للرافضة فهو منهم ونبرأ إلى الله منه، ومن أخفاها في سريرته ولا نعلمها نبرأ إلى الله منه. أما من تبرأ منهم واضطر للاستعانة بأموالهم وأسلحتهم ولم يظهر مولاته للرافضة، فنسأل الله أن يغنيه من فضله ويرزقه بما يكفيه شر الرافضة وتسلقهم وشر كل مطرقة وسندان لا يرحم!
ماذا عن النصرة للمقاومة الفلسطينية مع هذا الدخن؟
القول قول فقه الجهاد في حالة جهاد الدفع، في المغني لابن قدامة – موفق الدين عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي الجزء 9 ، صفحة 166: “ويغزى مع كل بر وفاجر ( يعني مع كل إمام) . قال أبو عبد الله وسئل ، عن الرجل يقول : أنا لا أغزو ويأخذه ولد العباس ، إنما يوفر الفيء عليهم ، فقال : سبحان الله ، هؤلاء قوم سوء ، هؤلاء القعدة ، مثبطون جهال ، فيقال : أرأيتم لو أن الناس كلهم قعدوا كما قعدتم ، من كان يغزو ؟ أليس كان قد ذهب الإسلام ؟ ما كانت تصنع الروم ؟ وقد روى أبو داود ، بإسناده عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :”الجهاد واجب عليكم مع كل أمير ، برا كان ، أو فاجرا” وبإسناده عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :”ثلاث من أصل الإيمان : الكف عمن قال : لا إله إلا الله ، لا نكفره بذنب ، ولا نخرجه من الإسلام بعمل ، والجهاد ماض منذ بعثني الله إلى أن يقاتل آخر أمتي الدجال ، والإيمان بالأقدار } ولأن ترك الجهاد مع الفاجر يفضي إلى قطع الجهاد ، وظهور الكفار على المسلمين واستئصالهم ، وظهور كلمة الكفر ، وفيه فساد عظيم ، قال الله تعالى (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض )“.
ونخلص إلى أن حق النصرة لمن يدفع عن المسلمين في هذا المقام هو لكل جيش المسلمين، الذي يقاتل الغزو اليهودي الصليبي، الذي يتربص بقطاع غزة، ليخضعه لمشروع ما يسمى “دولة إسرائيل الكبرى”. وأن الفرح بانتصارات حماس وكتائب المقاومة، لهو فرح فطري في المؤمنين، وقد فرح صحابة رسول الله بانتصار قوم كافرين كما في سورة الروم، لأن فيه مصلحة للمسلمين. فكيف بجيش فيه من الصادقين من يبذل روحه فداء لدين الله تعالى كما نحسبهم.
وكم من معارك التاريخ انتصر فيها المسلمون وكانت جيوشهم بدخن لا يخفى لكنهم كانوا أمام عدو كافر صائل ظالم فأخذوا بأسباب النصر فنصرهم الله تعالى!
ونقول إن كانت حماس اليوم هي التي تدفع العدو الصائل وفيها البار والفاجر، فإننا لا نسمح للرافضة بأن يتسلقوا على هذه القضية بما نراه ونعلمه من شدة تعقيدات الوضع، وحتى لا تكون فتنة، فإننا ننصر كل صادق في أرض فلسطين المباركة ونعلم أن فيها من الصادقين الكثير، ونبرأ إلى الله من كل من يوالي الرافضة ونعلم أنهم قليل. ونفرق بين البار والفاجر لا نطغى في كل حال فكيف بحال المدلهمات والنوازل!.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”ومَن خَرَجَ علَى أمتِي بسيفِهِ يضربُ برَّهَا وفاجِرَهَا لا يُحَاشِى مؤمنًا لإيمانِهِ ولا يَفِي لذِي عهدٍ بعهدِهِ فليسَ مِن أمتِي”. أخرجه مسلم والنسائي وابن ماجه وأحمد واللفظ له.
وقال ابن تيمية رحمه الله:”وليعلم أن المؤمن تجب موالاته وإن ظلمك واعتدى عليك والكافر تجب معاداته وإن أعطاك وأحسن إليك؛ فإن الله سبحانه بعث الرسل وأنزل الكتب ليكون الدين كله لله فيكون الحب لأوليائه والبغض لأعدائه والإكرام لأوليائه والإهانة لأعدائه والثواب لأوليائه والعقاب لأعدائه. وإذا اجتمع في الرجل الواحد خير وشر وفجور وطاعة ومعصية وسنة وبدعة استحق من الموالاة والثواب بقدر ما فيه من الخير واستحق من المعادات والعقاب بحسب ما فيه من الشر فيجتمع في الشخص الواحد موجبات الإكرام والإهانة فيجتمع له من هذا وهذا؛ هذا هو الأصل الذي اتفق عليه أهل السنة والجماعة”[5].
ومن عصا الله فيك وهو مسلم لم يخرج من ملة الإسلام، فلا نعصي الله فيه!
وأهل التوحيد والسنة يحكمون بتقوى وحق وعدل لا يداهنون في دينهم ولا يبغون في الأرض بغير حق. قال الله عز وجل (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا ۚ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ).
ولا نزال في هذا الزمان بين بدعتي الغلو والإرجاء، بين إفراط وتفريط يغذي بعضهما البعض، وهو ما يسري به المرجفون اليوم من غلاة ومرجئة، فبين من يكفر حماس على الإطلاق ويسقط جهادها، ويفرح بانتصارات اليهود عليها وهذا اتهمه في دينه، لأنه لا يفرح بمصاب المسلمين في غزة إلا مريض قلب حسود! وإما أن يكون مرجئ معطل لفريضة الجهاد، فهؤلاء لا ينصرون إسلاما ولا حقا ولا أمة ولا أرضا، ومعلوم دوافعهم ومناهجهم التي تناسب تماما الهيمنة الغربية،
قال ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين:”ما أمر الله بأمر إلا وللشيطان فيه نزغتان: إما إلى تفريط وإضاعة وإما إلى إفراط وغلو. ودين الله وسط بين الجافي عنه والغالي فيه كالوادي بين جبلين والهدى بين ضلالتين والوسط بين طرفين ذميمين”.
والإرجاف وما أدراك من جريمة الإرجاف، فهي تأتي حين التحام الصفوف، لأجل دعم معسكر اليهود والنصارى الصائل على ديار المسلمين، ويكتمون ما في الكتاب ويحسبونه هينا وهو عند الله عظيم!
حتى لا تكون فتنة: خطر تداعيات الاستعانة بالرافضة وتلميعهم
وحتى وإن عذرنا المقاتلين في فلسطين بجواز الاستعانة بالرافضة في حالة استضعاف دون أي موالاة لهم، فلا يمكن مطلقا تبرير التلميع الذي تتلقاه هذه الفرقة المجرمة المحاربة لله ورسوله خاصة مع توالي ظهور التصريحات من قادة فروع إيران وتحركات إقليمية ترصد، جاءت متأخرة بعد أن كادت الإبادة أن تنتهي في غزة، وجاءت محبطة لمن كان يعول عليهم، فإن أكبر جريمة ارتكبها قادة حماس، هي تلميع أكبار المجرمين، وإلصاقهم بالقضية الفلسطينية والغلو في إمام الكفر قاسم سليماني وهو فساد عظيم يتطلب حزما وتطهيرا في صناعة الوعي وتمييزا بين الخبيث والطيب حتى لا تنخدع الأجيال في فلسطين وغيرها بهذا التدليس والضلال المبين.
ولقد جاءت الأحداث الأخيرة لتظهر لنا حقيقة نصرة الرافضة لفلسطين، فلم نر تحركًا يليق بحجم الضرر والإبادة التي تعرض لها أهل غزة، بل رأينا تماطلا واستعراضات باردة رخيصة وتهديدات من قبيل “خذوهم بالصوت لا يغلبوكم”، ودماء الآلاف تسفك وهم يتفرجون! ولاحظنا أيضا إحباط قادة حماس من ردة فعل الرافضة! ولعل في هذه الأحداث ما سيخلصهم من التعويل على الرافضة إلى الأبد وبعض الدروس لا ترسخها ألف نصيحة، إلا التجربة. بل لاحظنا اضطراب السياسيين في حماس من صنيع العسكريين، ولعل هذا يكشف فوارق بين الجناحين السياسي والعسكري.
فإيران لم ولن تكون حامية لفلسطين حتى وإن قدمت المال والدعم العسكري للمقاومة، ببساطة لأن غايتها من هذا الدعم هي التسلق وتحقيق مشروعها الذي يحتل بلد أهل السنة ويسفك دماءهم.
وقادة إيران المجرمين لم يكونوا يوما أهل جهاد وتضحية وفداء، وهو تضليل عظيم وجرم أكبر بحق أهل السنة.
ويخشى من ذلك فتنة المسلمين المستضعفين بالدعاية إلى إيران ومنهج الرافضة واعتقاد أنهم أهل الحق الذي يجب اتباعهم ومناصرتهم في وقت خذلهم المحسوبون على أهل السنة، الذين حالفوا ووالوا، أئمة الكفر من اليهود والنصارى المحاربين أيضا للمسلمين. وهذا باب ولاء يخجل من فتحه، الكثيرون ممن تراهم يلمزون الآن حماس ويكفرونها بالموالاة المطلقة للرافضة! وينسون أن أسيادهم غارقون في ولاء الكافرين من اليهود والنصارى المخرج من الملة!
ولا يخفى على متابع يقظ، كيف تتسلل الأفكار الشيعية وتحاول حركة التشييع استغلال ما يسمى محور المقاومة والعداء المزعوم لليهود وأمريكا. على مستوى العالم الإسلامي، مع تداعيات خذلان المقاومة في فلسطين وتصدر الرافضة بخطاباتهم الخادعة، ولا شك أن في الأمة ضعاف نفوس يميلون لتمجيد من ينصر أهل غزة ولو بالكلمة، كما رأينا الناس تفرح لموقف مناصر من دولة كافرة هنا أو هناك ولو كان حتى مجرد تصريح عابر لا يؤثر كثيرا في مشهد الصراع والتدافع على الأرض! لهول ما رأوه من إبادة تجري على قدم وساق في غزة!
وقد أدت استعانة المقاومة الفلسطينية بإيران إلى خروج قادة يوالون الرافضة موالاة كاملة، وهو من الاستهانة بدماء أهل السنة والاستهانة بالوعيد الشديد لمن تولى الظالمين وركن إليهم ووالاهم ونصرهم على المسلمين.
وما الذي يمنع الشيعة من دعوة أهل فلسطين للتشيع! وما الذي يمنع المقاومة الفلسطينية من التساهل مع دعوات التشييع التي رصدت في فلسطين ولا أقول القطاع لوحده!
وأضيف إلى خطر فتنة المسلمين ببدعة الرفض، خطر فتح الباب على مصراعيه للاستعانة بالكافر المحارب! فكيف لو الآن لجأت الجماعات المقاتلة الأخرى لاستعانة بكل قوة كافرة محاربة، وتم التساهل في الموالاة في هذا الباب، فكيف لو استعان السوريون والعراقيون باليهود! أو الأمريكان؟! فلا يختلف إجرام اليهود والأمريكان عن إجرام الرافضة، بل هما وجهان لعملة واحدة،
ولو أجرينا مقارنة منصفة فما تكبده أهل السنة من الرافضة أضعاف ما تكبدوه من اليهود،
فلنا أن نتخيل لحظة واحدة ما شعور قادة حماس الذي كانوا يبجلون سليماني المجرم وإيران المحاربة لو أننا فقط قمنا بتغيير الأسماء في عباراهم المخزية وجعلنا مكانها، نتنياهو والاحتلال اليهودي؟!
لا يختلف عاقلان أن حماس ستندد بشدة وتعتبرها خيانة وخنجرا يغرز في الصدر وليس في الظهر!
ولو فتح هذا الباب من الاستعانة بالظالمين فإن مفاسده أكبر من مصالحه! وسينتهي لأن يتحول المسلمون إلى لعبة في يد القوى الكبرى! وبأسهم بينهم شديد! والتفرقة بينهم أشد نظرا لتشابك وتعقيدات مشهد الصراع.
ثم إن تلميع إيران يصنع في قادتها مزيدا من الغرور والإعراض عن الحق، بتصويرهم في موقف البطولة في نصرة فلسطين، ويا ليتها كانت حقا نصرة! إنما التسلق الخبيث. وهذا يبرر لهم ما يسمونه “بطولاتهم” التي هي محض مجازرهم في العراق وسوريا واليمن وهلم جرا من جرائم تخدم أهداف تمددهم في مناطق أهل السنة. وسيزكمون أنوف أهل السنة بشعارات الموت لإسرائيل الموت لأمريكا الخادعة! والأمريكي يبتسم في خلفية المشهد!
وأحمد الله أن خذل الرافضة في طوفان الأقصى، وكشف أقنعتهم الزائفة، وأسقطهم من عيون من كان يعول عليهم، ولعل في ذلك حكمة عظيمة على الرغم من حجم الخذلان، فمن يعول بعد اليوم على الرافضة! (ليقضي الله أمرا كان مفعولا).
مفارقات
في الواقع إن الأمة المسلمة على الرغم من استنكارها الشديد لتصريحات قادة حماس ورفضها الكامل والقاطع لتلميع الرافضة، إلا أنها وقفت وقفة رجل واحد في نصرتها لفلسطين، وفي ذلك رسالة لقادة حماس، أن خسارة حاضنتهم الشعبية السنية عامل من عوامل انهيارهم وانكسارهم وفشلهم. ووجب عليهم الأخذ بعين الاعتبار أن منهج الرافضة خسران مبين، ومنهج أهل السنة موعود بالنصر والتمكين والعاقل لا يضع يده في يد خاسر! بل يتقرب من أهله وأمته ويصنع التحالفات مع القوى المؤثرة والله مولاه وناصره.
ومع كل ما أظهره بعض قادة حماس من موالاة منكرة للرافضة، لم يزل المسلمون وفي مقدمتهم أهل سوريا والعراق المكلومين، ينافحون عن المقاومة الفلسطينية ويدعون لها بالنصر! ووالله إن في هذا لدرسا عظيما لكل من اختار أن يكون مطرقة وسندان مع الاحتلال اليهودي الصليبي. بفتح ملفات النيل من المقاومة وتأليب المسلمين عليها في لحظة جهاد دفع يعلم كل عاقل أن النصرة فيه للمسلمين فريضة ودفع العدو الصائل أولوية، ولوكان في جيش المسلمين فاجر ولو كان يناصر هذه المقاومة فجار! فنسأل الله أن تدفع هذه الأحداث إلى مراجعة كاملة وتصحيح شامل، وتلاحم بين أهل السنة مهيب واعد!
لذلك أحذر من خذلان الجهاد في فلسطين ومن تحقيق أماني الشيطان فينا والكافرين! فإن الأحب إلينا هو نصحهم وتصحيح أخطائهم واستدراكها وتبيان الأعداء بينهم وإنقاذهم من الفتنة، وتوضيح المعالم والأصول ( لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ ۗ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ).
توصيات
في الختام، الكثير من التنظير سهل حقيقة، لكن الإصلاح والتصحيح هو الأهم، ولي هنا مجموعة توصيات عسى الله أن ينفع بها:
- لا بد من تصحيح كامل لمنهج المقاومة الفلسطينية وضبطه على ضوء الكتاب والسنة والاستفادة مما جرى في طوفان الأقصى لكسب الدعم الشعبي السني، وربط الجسور مع أهل العلم والقوى المؤثرة ومصادر القوة، التي تولد من الشعوب لا الحكومات، وأعتقد أن المقاومة قد بلغت مرتبة من التمكين في الصناعات العسكرية تؤهلها للاستقلال عن الرافضة، وأما المال فالأمة لا ينقصها المال، وعلى المسلمين توفير كل أشكال الدعم الممكنة لتخليص المسلمين في فلسطين من سطوة الرافضة وحرمناهم فرصة التسلق على قضية من أهم قضايا الأمة المسلمة.
- وأعتقد أن المقاومة قد تعلمت من الدرس الأخير أن التعويل على إيران مجازفة كبيرة، ومهما صدرت من ردود فعل فهي يتمية وضعيفة، مع حجم الإبادة التي نرى.
- فعليهم أن يفكروا جديا في الاستقلال التام عن معونات الرافضة أو أن يستخدموا مصالحهم أيضا في الضغط على الرافضة بمنع أي تبجيل للمجرمين وإعلان البراءة من ظلمهم. ولا شك أن الاستفادة من التوازنات الدولية حكمة لكن لا يجب ان يكون ذلك على حساب ثوابت الإسلام العظمية.
- وعلى القادة الأتقياء في حماس أن يطهروا صفوف القيادة من كل موالٍ للرافضة، ويقصوه تماما، من صفوفهم، حتى تتطهر من كل لوثة رافضية. وعلى الأتقياء منهم أن يرسموا مسار الجماعة بعد طوفان الأقصى مستقيما نقيا.
- والأصل أن المسلم قوي معد نفسه لقتال أعدائه ولا يلجأ للاستعانة بكافر ومجرم، إلا في حالة ضعف شديد، وحالة الاضطرار كأكل الميتة، فإن أكلت المقاومة الفلسطينية الميتة اضطرارا لحين، فلا يجب أن تستمر في أكلها كل حين!! فحتى لو كانت حالة اضطرار فهي مرحلية مؤقتة ولا يجب أن تستمر، وإلا فإن مستقبل هذه المقاومة أصبح كله مرهونا بإيران! وهو مما لا يقع فيه أي قائد عاقل يحمل استراتيجية قوية! وأهدافا شرعية!.
- بقيت أخطاء ومآخذ على حماس، ولا جماعة تخلو من أخطاء، ليس هذا مقام بسطها حتى لا نتشعب في الطرح ولتكون الإبانة مخصصة بمساحة السؤال، وهي في محصلتها تتعلق بطبيعة الواقع المعقد الذي تعيشه غزة وفلسطين، وتأخذ بعين الاعتبار استمرار وجود الصادقين والدخن! وأهمية ضبط المصطلحات والمفاهيم على ضوء الكتاب والسنة بلا انهزام لمجتمع دولي كافر، وتصل للتوصيات نفسها بضرورة الاستدراك وتصحيح الأخطاء حتى تستمر المسيرة موفقة مباركة دون تعطيل لفريضة جهاد الدفع.
وخلاصة القول،
إن الاستعانة بالكافر في حالة استضعاف لا يجب أن تتحول إلى موالاة، وما جرى مع المقاومة في فلسطين أن من أفرادها من اكتفى بالاستعانة لحالة الاضطرار والضرورات تقدر بقدرها، قال تعالى (فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) ومنهم من توسع إلى الموالاة المنكرة والتي لا تجوز شرعا مع المجرم الظالم المحارب للإسلام والمسلمين. فتجاوز حد الاضطرار إلى الموالاة وهذا مخرج من الملة.
وأنتهي من هذه الطرح بضرورة توخي العدل والإنصاف، والابتعاد عن الإطلاقات في واقع شديد التعقيد والتشابك والفتن، والنصح للمسلمين واستبانة سبيل المجرمين.
فإننا نبارك كل نصر على اليهود والرافضة، ونبرأ إلى الله من كل موالاة لكافر أو محارب، ونسأل الله أن يصلح حال مقاومة فلسطين بتصحيح منهجي كامل وشامل بعد هذه النازلة، وأنا على ثقة أن فيهم من الصادقين من يستجيب للنداء ومن يتوق لمثل هذه الغاية، ومن يرجو استدراك طوام القادة السياسيين وضبط المسيرة على نور من الله تعالى.
وإلى حين يحدث ذلك فنحن كمسلمين في واقع نازلة ومدلهمات، وفي وقت تداعت فيه الأمم علينا، وتفشى الوهن، ودعوات الجاهلية والظلم والجهل والبغي، فإننا ندعو لنصرة ودعم جهاد الدفع في فلسطين، بكل ما يمكن، لأنه فريضة وهو معلوم في نصوص الشريعة وواضح كوضوح الشمس. قال ابن تيمية رحمه الله: “إذا دخل العدو بلاد الإسلام؛ فلا ريب أنه يجب دفعه على الأقرب فالأقرب،إذ بلاد الإسلام بمنزلة البلدة الواحدة، وأنه يجب النفير إليها بلا إذن والد ولا غريم”.
وإننا والله لنبصر مكامن القوة في الأمة ونرى خيرا في كل ما يجري، فانبعاث القلوب موحدة، والعقول واعية، وعودة الحديث عن فريضة الجهاد المهيب، كل هذا من بركات طوفان الأقصى، ورؤية وعد الله وآياته في الذين ظلموا، أيضا من مبشرات الخير لهذه الأمة، قال جل جلاله (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ)
والتأدب مع سنن الله ومشيئته من الإيمان والتقوى.
ولا بد أن أنبه لنقطة مهمة جدًا في ختام هذا الطرح حتى لا تيأس النفوس ولا تنهار ولا تتعلق بكافر أو ظالم وتنشده، أن غزة مجرد نقطة في محور ممتد نريد أن نخرج منه بأكثر قدر من الغنائم والفوائد، وأن الامتحان الذي يجري الآن إنما هو ليميز الخبث من الطيب ويطهر الصفوف ويصقل النفوس، لماهو آت، وهو عظيم جدا، يتطلب الإعداد المهيب واليقين الذي لا ينهزم!
قال جل جلاله (إِن يَمْسَسكُم قَرحٌ فَقَد مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)
ليعلم الذين آمنوا!
ويتخذ منكم شهدء!!
والله لا يحب الظالمين!
فلا تخرج من هذا الامتحان إلا تقيا منصفا، شديد الخشية من الله والوجل، منكسرا منيبا لربه، يرجو رحمته وقبوله والاستعمال! يترفع عن الظلم والبخس والغمط، مستمسكا بمنهج التوحيد والسنة، ليطمع في معية الله تعالى وتوفيقه. ففضل الله ونوره لا يؤتى لمن عصاه ولم يقدره حق قدره! ومنحه جل في علاه لمن استقام كما أمر، لا تعدلها منح في الأرض! والعاقبة للمتقين!
في من نعلق نصرنا؟!
نعلق نصرنا بالله وحده لا شريك له! ولا نعلقه في أحد من مخلوقاته، فكل ما نشاهده هي امتحانات صدق، فمن صدق في تلك المعارك وقتل، فقد نال الشهادة، ومن بقي حيا، فقد ظفر بالاستعمال، ومن انتكس على عقبيه فقد خسر خسرانا مبينا ، وهكذا هي مسيرة الأمة، نحن مع جيش المسلمين اليوم في فلسطين الذي يرد عدوا صائلا ننصره بدعائنا وبصلواتنا وبتبرعاتنا وبتخذيل الكافرين وبقطع طريق المرجفين لأننا نريد الهزيمة للتحالف الصهيوصليبي، وهذه امتحان لتسجيل المواقف، ستنتهي هذه النازلة وقد تتسع الحرب وقد تنحسر، فلا تكن في صف مرجف ولا ظالم ولكن تقيا مؤمنا بوعد الله حق، عاملا من عوامل انبعاث الأمة على التوحيد والسنة بلا إفراط ولا تفريط.
(ليقضي الله أمرا كان مفعولا) (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).
هذا وقد حاولت الاختصار قد المستطاع، فما كان من توفيق فمن الله وحده لا شريك له وما كان من خطأ أو نسيان فمن نفسي ومن الشيطان، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والله من وراء القصد والله الموفق. (إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ).
[1] «زاد المعاد في هدي خير العباد» (3/ 595).
[2] «تفسير الطبري = جامع البيان ط دار التربية والتراث» (6/ 313).
[3] كما نقلت دراسة بعنوان: الموقف الشرعي من تصريحات وأدبيات المجاهدين في فلسطين حركة حماس والجهاد الإسلامي فيما يخص دولة إيران
[4] وتصريحاتهم المخزية أشهر من أن تذكر.
[5] مجموع الفتاوى 209/28
[1] إسلام ويب: تقسيم الولاية إلى ولاية مطلقة ومطلق الموالاة
[1] رواه البخاري: (٦٧٣٢/ كتاب الفرائض)، ورواه مسلم: (١٦١٥/ كتاب الفرائض).
[2] رواه البخاري: (٦٥٠٢/ كتاب الرقائق/ باب: التواضع).
[3] “اقتضاء الصراط المستقيم” ص48، (ط. دار الحديث)
[4] (رواه أبو داود،[4/5121])
[5] رواه مسلم: ( [3240] / كتاب الإمارة/ باب: وُجُوب ملازمة جماعة المسلمين عند الفتن).
[6] متَّفق عليه: رواه البخاري: ( [732] / أحاديث الأنبياء/ باب: ما ذكر عن بني إسرائيل)، ورواه مسلم: ( [2669] /العلم/ باب: اتباع سنن اليهود والنصارى).
(8) الدرر السنية (7/201) والهدية الثمينة للشيخ عبد الله السليمان بن حميد (ص17) .
(9) الرسائل المفيدة للشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ (ص43) .
(11) انظر نواقض الإسلام في مجموعة التوحيد (ص129) مطبعة الحكومة بمكة .
(12) مجموعة التوحيد (ص 117) .
(13) مجموعة التوحيد (ص 117) .
(14) مجموعة التوحيد (ص117) ورسائل سعد بن عتيق (ص 101) .
(15) الرسائل المفيدة للشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ (ص 64) .
(16) الإيمان . حقيقته . أركانه . نواقضه للدكتور محمد نعيم ياسين (ص 147) .
(17) الردة بين الأمس واليوم (ص33) .
(18) المصدر السابق (ص40) .
(243) انظر الإيمان للدكتور محمد نعيم ياسين (ص 147 – 148) .
[7] مجموع الفتاوى ” ( 28 / 468 – 501 ) باختصار .
[8] الصارم المسلول على شاتم الرسول ” ( 1 / 590 ) .
[9] إسلام ويب: الفرق بين ” البُهرة ” و ” الرافضة ” ، وهل يكفر أتباع الطائفتين ؟
[1] ) “مرقاة المفاتيح” (٤٢/١)
جزاكم الله خير الجزاء على هذا المقال الرائع الماتع
وسبحان من وفقكم لكتابته
ونسأل الله أن ينصرنا على الرافضة، وأعوانهم في سوريا وينصر أخواننا في غزة على اليهود وأعوانهم