تذاكر بحبر التفكر


أخذ الكتاب بقوة .. مثل ادخلوا عليهم الباب!

مفتاح القيادة الراشدة لنفسك .. ومفتاح الظفر والنصر والثبات والتمكين.

ولو أدرك الناس موجباته وبركاته .. لما تخلف أحد!


انتصارك في معركتك مع سلطة الثقافة الغالبة المحاربة .. موجب للفتوحات التي تنتظر وتتمنى!


أكثر الناس سكينة وسعادة:

من يعطي دون انتظار مقابل
من يحسن التوكل والاحتساب
من يردد عند كل كارثة (إنما تقضي هذه الحياة الدنيا)
من سلم صدره على المؤمنين تحدوه (ويدرءون بالحسنة السيئة)
من لم يدخر جهدا في المسابقة ووقود مسيرته (وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا)

وبها يتمايز المؤمنون.



كلما أبصر قلب المؤمن النور .. على امتداد أفق اليقين. حمل عتبا يحفه الدمع الحار في قلبه.

عتب على خسارة كل دقيقة ولحظة لم تبذل في سبيل ربه جل جلاله، قد ذهبت هدرا!

ثم عتب على كل ما أطال المسافة بينه وبين لحظة البصيرة وموجباتها وإن كانت مسافة قصيرة!

ولكنه في الوقت نفسه، يستحضر فضل الله العظيم عليه، فيستذكر كيف انتشله الله تعالى من عبث العابثين ودنيا الغرور، وصنعه مؤمنا محسنا متوقدا عزيمة، قد أضحى أكثر إدراكا لقيمة النعمة التي هو فيها، قد أدرك الفارق مع دقائق الفقد!

فيسجد قلبه يذرف شاكرا حامدا وأكثر محبة وشوقا ورجاء، لحكمة ربه التي لا تقدر كلمات أن توفيها حقها من التعظيم! يخشى الغفلة والتفريط كما يخشى على نفسه الموت متخلفا!

فالحمد لله على تدبيره لنا، الحمد لله على حكمته وكل قدر كتبه لنا. فما دمت تسير إلى الله، فأنت في أمان وفضل!

في قصة كل مؤمن ومؤمنة، حكمة مهيبة، تسقى بإخلاص لا ارتياب فيه، ودماء الجهاد والمجاهدة لآخر رمق.

فالحمد لله حمدا مباركا لا ينقطع.


ستخرج أيها المؤمن من فواجع الدنيا مختلفا هذا قدر أكيد.

ستخرج مختلفا في نظرتك وتحليلك، في تقبلك وتسليمك، في تفاعلك ومواقفك، وفي تقديرك للأمور واختياراتك للأشياء!

ستكون أكثر نضوجا وتأدبا،

لن تستغفل ولن تبتذل أياديك!

ولكن الأصل فيك يبقى أصيلا، ولا يبصره إلا متفرس خرج مثلك من فواجع الدنيا مختلفا!

ولا يقدره إلا من عرف ثمن الثبات، وتكلفة الطيبة، وضريبة الصدق والمراغمة!

ولذلك كلما تقدمت مسيرة المؤمن، عرفت من الصقل والتصفية والفراسة، ما ينتهي به مع خيرة الصحبة وأصدقها، وأكثر الاختيارات ذكاء وحكمة، وأبلغ المواقف وأحسن الأداء، وإن حفتها قسوة تبدو، وغيرة تُزدرى، وحرقة لا ترخص في نفس الأمين.

فاحمد الله أيها المؤمن على كل فجيعة تجعلك لله أقرب، وتدفعك في ملاحم المراغمة أشرس، وفي مقامات النبل الأوفى!

فرب فجيعة غيرتك، وحصّنت نقاط ضعفك، فصنعت فيك العزوف عن الدنيا والمسابقة لمنازل الخالدين، هي سر الارتقاء ومن موجبات الفضل!

وسبحان من جعل فجائع المؤمنين مفاتيح خير وفتح!

وعجائب فضائل الإيمان لا تنقضي !!


وما النجاح إلا معرفتك بربك، توجب لك الخشية والمحبة والرجاء الأوفى.

ومعرفتك بنفسك، توجب لك الصدق والاستقامة وعلو الهمة وسداد العزيمة.

ومعرفتك بمن حولك، توجب لك اليقظة والإنصاف والعدل وقوة الحق!

وغير ذلك تخاريف بشر!




حين تكتب روح العالم المتمرس لفنون المراغمة، أنصت!

فإن ما يخرج منها في لحظة التفكير بصوت مرتفع، أداء الولاء للمؤمنين وأمانة التواصي بالحق والصبر.

ولا تكتب الروح التي استقت من معين العلم وأدبتها ملاحم المراغمة، إلا أمانة وحياة!

وأما الموت ففي نفوس ارتمت على عتبات الدنيا، لم تزل تتزلف لفتات يفنى! ولو رفعت رأسها للسماء قليلا، لأذهلها وعد الله الحق!

فطوبى لمن تصيد مجالس العلم المخضب بالمراغمة.

والمراغمة ثمرة العلم ودلالة الصدق.

سلام الله على أئمة العلم والجهاد.




إن تدبر آيات القرآن العظيم ومعايشة معانيها، من موجبات القوة.

قوة القلب والجوارح والعزائم والأعمال.

وسبحان من جعل السر في دقائق التفاصيل!

فجلسة تفكر في خلق الله تعالى تفعل في قلب المؤمن مفعولها المتفرد، ولكأنه على باب الجنة!

ولعل مما يجدر التواصي به، عبادة التأمل والتفكر في الخيول والحكمة من ذكرها في كتاب الله العزيز.

ففي القرآن آيات جليلة تذكر فيها الخيل، تستوجب التدبر والمعايشة.

قال الله تعالى:

﴿ وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ﴾ (الأنفال: 60)

﴿ وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً ۚ وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (8) وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ﴾ (النحل: 8 – 9)

﴿ وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَـٰكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ (الحشر: 6)

وإن المتفكر في خلق الخيل، وفي حكمة ذكر الخيول في القرآن العظيم، ليجدن سعادة تنير قلبه، وعزة تنسجم مع تفاصيل ما يشاهد ويؤثر فيه. ويدرك لماذا يهتز طربا لصوت الصهيل وتشرق معه روحه!

وقد جعل الله العزة صفة مرتبطة بالخيول،لارتباطها بعبادة الجهاد في سبيل الله تعالى، لذلك كان أثرها في النفس المؤمنة العزيزة عجيبا.

فمن منّ الله عليه بهذه العبادة بالتفكر في خلق الخيل، وفي تذوق صوت الصهيل المهيب، ليكثر الحمد وليهدي هذا الشعور لأحبته، فإنه (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)

وحيث يكون العز .. تستوطن النفس.

تقدم أيها المؤمن في كل شيء ولا تلتفت للخلف إلا في حب الخيل، وحب تفاصيل ما يحب النبي صلى الله عليه وسلم،

ارجع للخلف، لعصر النبوة. ففيه أسرار التمكين لهذا الدين فيما هو آت، على منهاج النبوة!

شارك
Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x