بعيدا عن كل الخطابات التنظيرية، ما يسمى “تحرير المرأة” في كل مكان في العالم رافقه ارتفاع كبير في نسب: التحرش، الاغتصاب، العنف، الأمراض، التفكك الأسري، الشذوذ، الاستغلال، الأمهات العازبات، اللقطاء، الأمراض النفسية، الانتحار.
إخراج المرأة لمستنقع، يعني استعبادها.
وتحريرها لا يكون إلا بصيانتها.
أكبر مصادمة يقع فيها دعاة “تحرير المرأة” هي مصادمة فطرتها وطبيعة العالم الذي نعيش فيه، فمحاولة تجاوز حقيقة أن إخراج المرأة لمزاحمة الرجال والاحتكاك بهم بدون أي قيد سوى عقاب القانون! يعني تعريض هذه المرأة للأخطار التي تتولد تلقائيا من الاختلاط المفتوح.
ألق نظرة على نخبهم لتدرك الحقيقة.
أكبر مشاكل النساء من عنف واستغلال وأمراض تجدها أينما وجد ما يسمى “تحرير المرأة”، لن تجد نسب هذه المؤشرات مرتفعة في المناطق التي حافظت على الفطرة، بل حتى مؤسساتهم الحقوقية ترتفع فيها شكاوى النساء من المدراء والمحاضرين في الحقوق!
إن تأمل منحنيات العنف ضد المرأة في بلاد الغرب يكفي لتحطيم كل تنظيراتهم عن “تحرير المرأة”، كيف تقدم المرأة سلعة رخيصة وبدون أي حماية لنفسها ثم تتوعد من يلمسها بالعقاب بالقانون، هذا استهتار كبير واستخفاف بقيمة المرأة. لذلك كان الإسلام الأكثر صيانة لهذه المرأة، فالوقاية خير من العلاج.
وياليت الأمر توقف عند المرأة، فاليوم أكبر ضحية في الغرب هم الأطفال، إنهم يظلمون ظلما عظيما، ويسحقون منذ ولادتهم بل وهم في بطون أمهاتهم. يعاملون معاملة المرتزقة لتحريك عجلة الرأسمالية أو كلعبة لنزعات مريضة بهيمية.
كان منطقيا جدا أن يكون الأطفال هم الضحية التالية واليوم أعينهم على أبنائنا.
إن أخطر ما في الفكرة الغربية الظالمة للمرأة والطفل، أنها توهم الضحية أن هذا هو “الأفضل”، وأنه هو “المطلوب والمنشود”، “لحياة أكثر سعادة”، بينما يستيقظان على فجيعة أنهما الضحية! لن تجد إعلاما ينقل لك نهايات ضحايا الغرب من النساء والأطفال، لأنه إعلام حربي، ينشر الخداع ويكتفي بالتدليس.
نحن اليوم أمام حرب على الفطرة، وليس على الإسلام فقط، وانتصارنا فيها انتصار لكل البشر، ولن ينقذ هذه الجموع من شراك الشيطان وأتباعه إلا الدعوة لله، بالقرآن والسنة، بحسن الالتزام وتقديم المثل والقدوة،
أذيعوا القرآن واشرحوه بكل لغات العالم، فإن أثره في النفوس عظيم جدا وكم من معتنق أسلم بفضله.
حفّظوا أبناءكم القرآن، بصّروهم بعيوب الغرب وتخبطه، إياكم أن ترسموا صورة تعظيم وتبجيل لهذا الغرب، قدموه بحجمه الحقيقي لمن حولكم، لا تتركوا الانهزامية تكون سببا لحرماننا الصعود. فوالله ما عندنا خير مما عندهم، ووالله إن عظمة الإسلام لحري أن يتعلمها كل البشر.
في كل يوم نتصفح أخبار النساء في الغرب، نتعجب من درجة ضلال ساسته، بدل أن تصان وتحفظ تدفع لمزيد تصدر وانحلال! لتستباح! ثم يهدد كل مجرم بالقانون بعد أن يصل لمبتغاه.
كم أنت رخيصة أيتها المرأة في حياة الغرب، كم أنت بحاجة لتحرير!
اليوم أمراضهم تتعدى لكل زاوية في الأرض، ما يوجب الدعوة عالميا.
ليس عجيبا أبدا أن تكون أكبر نسبة للمعتنقين للإسلام من النساء، لكن الأعجب، أن تنبهر نساؤنا بحياة الغرب! وترسمها في ذهنها أمنية وحلما. وهي ترى كيف ينال من عرضها وشرفها في أول مساحة انحلال تتاح لها، بالألسن والأفعال! ألقوا نظرة على أول من يتأذى في حفلاتهم الماجنة! وأول من تهان كرامتها! المرأة.
لكنهم لم يكونوا أغبياء، فقبل أن يخرجوها من سترها، أقنعوها أن الشرف والكرامة هي أن تستباح! وهكذا بلعبة مصطلحات، أصبحت الإهانة كرامة، والإذلال عزة، والاستعباد حرية. ولا يمكن أن تنجر لهذه الحفر إلا من انتكست فطرتها وانطمس نور بصيرتها، فأصبحت ترى الفاسد مطلوبا والشر محبوبا والطهر عيب!
قال الله جل جلاله (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ) إن السبيل الوحيد للتحصن من كيد الشيطان ووعيده، هو الاستقامة كما أمر الله والاستعانة به سبحانه. فوالله إن كيده ضعيف وإنما سلطانه على الذين ارتضوه قدوة وقائدا لحتوفهم وهلاكهم.
نعم صدقتم بارك الله فيكم