القرآني المجاهد


سالم مولى أبي حذيفة.. القرآني المجاهد

من شباب الصحابة من المهاجرين الأولين، رضي الله عنهم.

قال عنه الذهبي في السير: “سالم مولى أبي حذيفة من السابقين الأولين البدريين المقربين العالمين”.

كان استشهاده في معركة اليمامة في قتال مسيلمة الكذاب وبني حنيفة، وكان واحدا من أبطالها وحامل لواء المسلمين فيها.

قال ابن كثير: (لما أخذ الراية يوم اليمامة بعد مقتل زيد بن الخطاب رضي الله عنهم أجمعين، قال له المهاجرون: أتخشى أن نؤتى من قبلك؟ فقال: بئس حامل القرآن أنا إذا) (البداية والنهاية 6/337).

أهل القرآن هم أهل الثغور وأهل السبق في الدفاع عن الإسلام وإعلاء كلمة الله تعالى، فلا يليق بحامل القرآن التخلف!

ولذلك كان وقع آيات الله تعالى في قلوبهم أشد زلزالا وفتحا وأثرا وشهادة ممن يتلونه في تخلف عن مهماتهم العظيمة.

*******


افتح مصحفك واقرأ تفاصيل واقعك بمعاني القرآن العظيم ..

إياك أن تقع في فخ الحداثة! فخ تمويه الحق وهدم معالمه، والتعايش مع نكبة العقل وموت القلب!

إياك أن تصدق أنه قانون دولي، وشرعية نظام عالمية، وترهات حقوق الإنسان وإغاثة إنسان!

فخلف هذا المشهد عصابات لأكابر المجرمين، وحلف كافر لا يرقب في مؤمن إلا ولا ذمة، وذيل ردة، يمدهم بما يهدم الإسلام بخسة!

خلف هذا، مشهد من غزة وأخواتها أبلغ من ألف خطبة ودراسة وموسوعة عن إجرام الكافرين ومكائدهم لديار الإسلام.

خلفه ضباع ترقص على جثث أسود! وعبيد شيطان بصفاقة وصلف لا قاع له!

افتح مصحفك، وشخّص حال أمتك بمصطلحات القرآن العظيم، ولا تخجل منها، فإن الأوغاد لا يخجلون من صليبيتهم وصهيونيتهم وطغيان حلفائهم .. ولا سلاسل جرائمهم التي لم تعد تسعفهم ألف آلة إعلامية لتزيينها أو إخفائها.

تلعنهم المشافي .. ومدارس الأطفال .. ومخيمات اللاجئين وخيامهم .. وتلعن كل متواطئ يرعد صوته بمكافحة الإرهاب! ويخنس أمام طغيانهم!

لا تخجل من علاجها بمصطلحات القرآن العظيم فهو الشرعية الوحيدة ولا شرعية غيره وإن رغمت أنوف!

وإن أبيت إلا أن تؤمن بنظامهم ومنظوماتهم .. فإياك أن تقف في وجه من يأباه لنفسه وللمسلمين! لأنك ستجني الخزي والعار الذي لا يُمحى وتدوسك لعنات ثأر لا يزال يعظم بركانا.

وستمضي أيام البؤس وتعقبها أيام العز .. (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) (يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار ).

*******


حِكم الله عز وجل أعظم من أن تسعها أوصاف كلمات ولا عبارات ولا مجلدات!

تدبيره جل في علاه، تعجز عن إيفائه حقه عظمة أقلام كل الأدباء والعلماء مجتمعة!

ولطفه سبحانه .. تذرف له القلوب ساجدة قد تصدعت إجلالا وتقديرا لخالقها.

فمن تأمل في تفاصيل واقعه اليوم .. ذهل من حضور معالم الحق .. والتدافع .. ومعية رب العالمين .. رغم كمّ التشويش والتضليل وتمكنه!

يعجز عالم كفر كامل قد بلغ من الإجرام والطغيان مبلغه، أن يخلع الوعد الحق من قلوب المسلمين تحت استضعاف وتداعيات طوله، ولا سلبهم حنينهم الجارف لأفق التمكين رغم كمّ الأشلاء والدماء والهدم، ومهما طغى وكاد وتجبر، لا يزيدهم إلا اشتعالا وحنينا لدينهم وسيادته.

فلا تحسب هذه الجموع التي التهبت مقلها وتحرقت أكبادها من سطوة الظالمين بلا أثر .. بل هي الجمر الذي يغطيه الرماد حتى يهيأ الله لهذه الأمة مدد الفوارس الذي لا يقف، وأسباب التمكين التي تجتمع، وحينها الويل لكل من كذب وارتاب!

شارك
Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x