لقد ظُلم مفهوم العلم وبُخست قيمته الحقيقية كثيرا جدا في زماننا.
منذ سُجنت هيبة العلم في إطار متطلبات الرأسمالية وعبودية الدنيا وتلك المناهج القاصرة بقصور همم صناعها!
فحرمنا بركات العلم الجليلة وسعة السعي في فضائله المديدة، بإملاءات وافتراضات ما أنزل الله بها من سلطان!
ولا عجب أن تمكن من المسلمين الوهن! لا عجب أن لا يزال تعاملهم مع العلم في حدود رسمت لهم كحدود سايكس بيكو.
فلا يتجاوز الطالب حدود الشهادة الدراسية ومتطلبات الوظيفة، ويقبع حبيس زنازين اللحظة الراهنة وهواجس المستقبل في احتياجات الرزق والمعيشة والراتب واللقب المتعلق بكل ذلك!
لقد أخضعوا عظمة العلم لأصغر الأهداف واحتكروه في دائرتها وحرسوا ذلك بإرهاب فكري يمنع النبوغ والتفوق!
اكسروا قيود الهيمنة الغربية في عمق النفوس وطرق التفكير، فالعلم كمثل هجرة لله تعالى، سياحة في أرضه وسمائه وبحره، فيه مراغمة وسعة، فيه الغنائم والفتح، وفيه التمكين وفضل الله العظيم، فيه شهادة في سبيل الله تعالى.
العلم ليحيا قلب الإنسان عزيزا ويحيي أمته حرة أبية، يختلف عن العلم الأناني وخامل الهمة، الذي لا يتجاوز متطلبات الوهن المنهزمة!
إن أول أغلال يجب كسرها هي قيود الفكر والتبعية المذلة لقالب محدد فرض على الأجيال فرضا لتكون مستعبدة لأعدائها، فقبرت العبقرية وتحجمت مساحة الارتقاء، وبقينا ندور في دائرة استهلاك عبثية!
شرعوا الأبواب لتتدفق آفاق الإيمان والمسابقة، لا ترتضي أيها المسلم أن تكون مجرد نموذج مستغفل، فتعلم كل ما ينفعك في نفسك ونصرة دينك لا ترتهن لمنهاج الاستعباد.
فالمؤمن القوي خير عند الله من المؤمن الضعيف، وقد كان سلفنا يجمعون مهارات العلم المختلفة، فصنع ذلك خامات من القيادة لا نظير لها في البشرية.
وحينها ستعرف الفرق بين العلم الذي تسعد به وبين العلم الذي تشقى به!
نعوذ بالله من علم لا ينفع.