بالاشتراك في النشرة البريدية يصلك جديد الموقع بشكل أسبوعي، حيث يتم نشر مقالات في جانب تربية النفس والأسرة وقضايا الأمة والمرأة والتاريخ والدراسات والترجمات ومراجعات الكتب المفيدة، فضلا عن عدد من الاستشارات في كافة المواضيع والقضايا التي تهم المسلمين.
يهملون الأصل العظيم “التوحيد” في تأصيلاتهم فيجعلونه هامشيا بالاستغراق في تبرير الأحكام الشرعية بالحجج العقلية، لكنهم يثيرون معارك مصيرية على”مصطلح” يكفي تبيان القصد منه وضبطه بالفهم الإسلامي الأصيل لإنهاء الجدال حوله. ونرى البعض يوالي ويعادي على مصطلح فيه سعة ولا يهتز له طرف على التوحيد!
لن ينال المرء حقه حتى يقدم حق الله قبل كل حق. وما دام المرء يقدم حق نفسه على حق الله تعالى، فقد رضي بأن يوكله الله لنفسه. ولذلك من يرسخ مفهوم التوحيد في كل خطاب دعوي، ينصره الله من حيث لا يحتسب وإن كانت بضاعته مزجاة بينما المقصر يعاني كثيرا. إنها قضية فتوحات ربانية تبدأ بالتوحيد.
أيهما أصلح!
خطاب يمهد لإقناع المرأة بحق الرجل في القوامة بتحقيرها وتسفيهها وذكر جميع عيوبها ثم وضعها أمام الأمر الواقع. أم خطاب يحيي التوحيد في قلبها ويبعث الإيمان نابضا بحب لله ورسوله! يعرض عليها الأمر فتستجيب بلا تردد ولا مجادلة!
شتان بين المقامين، شتان بين من يصنع صانعة للأجيال وهادمة لهذه الأجيال!
يحاضرون في ضعف المرأة وقلة عقلها وفهمها أياما طويلة، ثم يحاسبونها على كل جريمة! فكيف سنكلفها الإصلاح وتربية النشء إن كان فاقد الشيء لا يعطيه، وكيف نخاطب الأيامى والأرامل، أم أنهن لسن من مجتمع المسلمين!
نحن بحاجة لبناء نساء كالقلاع ولا يكون ذلك إلا بإشعال جذوة الإيمان في القلوب لا الانتقاص!
لا بد من تدبر عصر النبوة والصحابة رضي الله عنهم، كيف تعامل الإسلام مع نساء خرجن من جاهلية عظمى! كيف صنع منهن قلاعا ومصانع أجيال تدعو للفخر، كيف كانت المرأة تسمع آية الحجاب فتسارع للاستجابة بلا أن يخطر ببالها مجرد تساؤل كيف! هكذا يصنع الإيمان بقلوب النساء، أما طريقة الغرب، طريقة المقارنة والندية والتبريرات العقلية والنفسية وهلم جرا .. فهدم!
لو أن كل متحدث قاس على نفسه الخطاب الدعوي الذي يوجهه للناس، هل يؤثر فيه شخصيا أم لا! لخففنا الكثير من عناء الشرح، أن تدعو امرأة لطاعة الله ورسوله لا يكون إلا بتعظيم الله في نفسها لا تصوير نفسها في مرتبة دنية كي تقتنع أن حكم الله عادل وواجب الاتباع!
ولم نر هذا في خطاب النبي صلى الله عليه وسلم ولا السلف الصالح! إنه أمر محدث!
لن يصلح المرأة إلا الإيمان، لن يصلحها إلا التوحيد لن يصلحها إلا الإقبال على الله جل جلاله موقنة أن الفضل العظيم من الله سبحانه، كل حديث يفقد المرأة شعور الرضا عن ربها جل جلاله جريمة بحق الأجيال قبل كل شيء! لأن المهتزة في داخلها لا يمكن أن تخرج لنا قادة موحدين ولا حماة للدين!
الدين النصيحة، وهي حق وواجب، وأخشى أن يسألنا الله فردا فردا على التقصير والانجرار خلف التريندات والأفكار غير المدروسة ولا الموزونة في ميزان الشريعة، بغية النيل من هذا الفساد، ولذلك أقولها كلمة والله يشهد أنها تخرج بحرقة، أحيوا التوحيد في النفوس لا تقتلوه بقسوة الفكرة الغربية البائسة!
أيها الرجل، خذ بيد ابنتك وزوجتك وكل امرأة تحت ولايتك، وأرشدها لطريق الله، ضعها في وسط نظيف، أسمعها كلام الله، لا تعن الشيطان عليها، أصلحها يصلح الله حياتك وآخرتك، فوالله إنهن أمانة، والقيام بصيانتها هو جوهر القوامة، وليس من المروءة أن تخضعها بتحقيرها، بل بإشعال حب الله في قلبها وذلك الفقه.
على كل امرأة ترجو الفلاح والتوفيق من الله سبحانه الإقبال على القرآن حفظا ومدارسة وتعليما، على سنة النبي صلى الله عليه وسلم على، آثار السلف، لا تنتظري أن يدلك أحد عليها فهي فريضة عليك، ولا تعيقك ذنوبك ولا تأخرك عن درب الصالحين، فوالله إنها جنة الله في الدنيا وفيها الفضل العظيم وطوبى لمن صدقت.
اللهم أصلح حال أمتنا نساء ورجالا، دعاة وطلبة، وفردا فردا.
النشرة البريدية
بالاشتراك في النشرة البريدية يصلك جديد الموقع بشكل أسبوعي، حيث يتم نشر مقالات في جانب تربية النفس والأسرة وقضايا الأمة والمرأة والتاريخ والدراسات والترجمات ومراجعات الكتب المفيدة، فضلا عن عدد من الاستشارات في كافة المواضيع والقضايا التي تهم المسلمين.