الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة

ذكر أبو هلال العسكري في كتابه (الأوائل): كان أول من ركب الخيل هو إسماعيل عليه السلام، قال: وكانت الخيل قبل ذلك وحشاً فأخذها وصنعها، فأنست وتعلم ولده صنعتها منه، فبقي علمه فيهم، ولهذا اختصت العرب بالمعرفة بها، وهي مما يمتدح بارتباطها.

قال أحد فرسان بني عامر عن الخيل:

متى تكرموها يكرم المرء نفسه  وكل امرئ من قومه حيث ينزل

وقال إسماعيل بن عجلان فيها:

ولا مال إلا الخيل عندي أعدُّه       وإن كنت من حمر الدنانير موسرًا
أقاسمها مالي وأطعم فضلها عيالي وأرجو أن أعان وأؤجرا
إذا لم يكن عندي جوادٌ رأيتني     ولو كان عندي كنز قارون معسرا

وقال الربعي:

وقلت لقومي أكرموا الخيل إنني أرى الخيل قد ضمت إلينا الأقاصيا


والمتأمل في ما كتبه الشعراء عن الخيل، يجدها من مصادر الحكمة وموجباتها لمن تدبر.

“أعز مكان في الدنى سرج سابح وخير جليس في الزمان كتاب”.
“لم تزل تسمع المديح ولكنّ  صهيل الجياد غير النهاق”.

قال الجاحظ: “لم تكن أمة قط أشد عجبًا بالخيل، ولا أعلم بها من العرب، ولذلك أضيفت إليهم بكل لسان، ونسبت إليهم بكل مكان، فقالوا فرس عربي، ولم يقولوا هندي، ولا رومي، ولا فارسي”.

وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: “الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة”.

ومعنى عقد الخير بنواصيها أي ملازمته لها كأنه معقود فيها، والمراد بالناصية الشعر المسترسل على الجبهة قاله الخطابي وغيره قالوا، وكنى بالناصية عن جميع ذات الفرس يقال: فلان مبارك الناصية ميمون الغرة أي الذات.

وفي سنن النسائي من حديث أبي سلمة بن نفيل السكوني أن النبي صلى الله عليه وسلم “نهى عن إذالة الخيل، وهو امتهانها في الحمل عليها واستعمالها”،

وأنشد أبو عمر بن عبد البر في التمهيد لابن عباس رضي الله عنهما:

أحبوا الخيل واصطبروا عليها فإن العز فيها والجمالا
إذا ما الخيل ضيعها أناس ربطناها فأشركت العيالا      
نقاسمها المعيشة كل يوم ونكسوها البراقع والجلالا


وقال الإمام عمر بن الخطاب رضي الله عنه: عليكم بإناث الخيل، فإن بطونها كنز وظهورها حرز،
وقد روي هذا مرفوعا.

واجمل ما تقرأ عينك في الرثاء، قول مالك بن الريب:

تَذَكَّرتُ مَن يَبكي عَلَيَّ فَلَم أَجِد سِوى السَّيفِ وَالرُّمحِ الرُدَينِيِّ باكِيا
وَأَشقَرَ مَحبوكٍ يَجُرُّ عَنانَهُ إِلى الماءِ لَم يَترُك لَهُ المَوتُ ساقِيا


متعكم الله بمحبة الخيل وفضائلها.

image
image 1

شارك
Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x