الإعلام! سلاح ذو حدين في زماننا، فإما أن تنصر به دين الله تعالى وإما أن تحارب به دين الله تعالى. وأنت بين الغايتين تسير، فإما إلى هؤلاء وإما إلى هؤلاء.
ما يحدث اليوم أن بعض المتصدرين على الشاشات، ببضاعة مزجاة، يفتي في كل نازلة وخطب، بهوى قلب وقصور نظر. وبما أن الشعبوية تحدد الظهور والرواج، فكم من الحق يخذل وكم من التدليس ينتشر!
الحرب على ركن ثابت من أركان الإسلام العظيم، يدخل – بغض النظر عن كمية التظلم المرافقة – في صف الحرب على الإسلام. هذه بديهيات سيجيب عليها أصغر طفل يتعلم أركان الإسلام في المستوى التمهيدي بفطرته،
لكونها أركان يقوم عليها دينه وهدم ركن منها هدم للإسلام، وقد حارب الصديق رضي الله عنها أمة تركت ركن الزكاة، في حروب الردة، وقام الجهاد لأجل الدفاع عن ركن من أركان الإسلام في أحلك مرحلة عرفها الصحابة رضي الله عنهم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم!!
فكيف ننصر الإسلام بمحاربة أركان الإسلام وهو سلاح هذه الأركان ووزارة دفاعها! وهل يحدث هذا إلا في زماننا البائس!
إن المتأمل في سيرة سيد الخلق أجمعين وإمام الأنصار والمهاجرين، يجده صلى الله عليه وسلم قد اعتمر وحج بيت الله الحرام وهو تحت سلطة وإدارة كفار قريش وقد كانوا محاربين له!
وعلى امتداد محور التاريخ الإسلامي لم يحصل أن تعطلت أو انقطعت شعيرة الحج قط.
وغاية ما تم تسجيله توقف جزئي من بعض البلدان، إما لأوبئة وعوارض صحية أو أمنية حصلت لبعض الحجاج منعتهم من أداء الفريضة، بينما قام بالحج غيرهم.
ورغم ما عرفه المسلمون من الحوادث العظيمة والخطوب والفواجع؛ لم يحدث قط أن ترك المسلمون حج بيت الله، ولم تخرج فتوى من عالم بإسقاط الحج في كل الأمة المسلمة لأجل الجهاد.
حتى في زمن هجوم القرامطة على الحرم الشريف في موسم الحج، سنة 919م، كان جنودهم يوم التروية يقتلون الحجاج وهم يطوفون فما يقطعهم ذلك عن طوافهم، وأكد المؤرخون على أن الحج في تلك السنة كاد يمتنع إتمامه لولا أن بعض الحجاج قاموا بعد الحادثة باللحاق بعرفة وإكمال مناسكهم على أقدامهم.
فتأمل بصيرتهم وتعظيمهم لشعائر الله وهم أقرب للموت قتلا!
حسنا من أين تأتي أصول هذه الفكرة؟ فكرة إسقاط ركن من أركان الإسلام لأجل منع تمويل الحرب على الإسلام؟
هي تأتي تماما من فكرة أن الديمقراطية، والحكم للشعب، هي السبيل لنصرة الإسلام! أي بتعبير آخر أنها تقوم على إسقاط حق الله جل جل جلاله بتحكيم شريعته، لأجل البقاء في السلطة و”نصرة الإسلام” بإرضاء أعداء الإسلام عنا!
والآن لأجل وقف تمويل الحرب على الإسلام كما يزعمون، لنسقط شعائر الإسلام!
لأجل نصرة الإسلام لنهدم بعض الإسلام وأصل في الإسلام!!
هذه أفكار تغذيها منهجية تأصيل واحدة مضطربة، لا تزال يؤدي لنتائج محاربة لدين الله تعالى من حيث يحسبون أنهم ينصرونه! ولا تزال تسير في طريق مسدود لا ينصر الإسلام بل يخذله.
وهكذا في كل خطوة يقدمون تنازلا واستثناء وضرورة، حتى لم يبق من الإسلام إلا اسمه! وأصبحت البلاد المسلمة تتسابق على حكم الديمقراطية وتحكمها الأفكار الديمقراطية. كل ذلك بحجة نصرة الإسلام وهو الخذلان بعينه للإسلام!
يقولون الحج مصدر تمويل للحرب على الإسلام، هذا من الجهل بما يجري حقيقة في واقع المسلمين، فالجميع يدفع الجزية للغرب بما فيه من يحاربون فريضة الحج!
لا أحد سلم من دفع هذه الجزية إلا من رحمه الله تعالى. لأن الجميع يعلم أن الهيمنة بيد الكافر المحارب! ولا يمكن لأمة متغلبة إلا أن تأخذ الأموال ممن تغلبه.
هذه قاعدة متواترة في التاريخ، وكذلك المسلمون حين يتغلبون يأخذون الجزية من الأمم المنهزمة.
والمسلمون اليوم يدفعونها في كل منظومات حياتهم حتى طعامهم ووسائل تواصلهم وتنقلاتهم ودراستهم وكل المنظومة مرتبطة ارتباطا وثيقا بمنظومة الهيمنة! والتمويل لها!
والواقع أن قضية الحرب على الإسلام أكبر من تمويل يحصل عليه الكافر المحارب، هناك تفاصيل كثيرة يغمضون أعينهم عنها ويضرهم فتح ملفاتها، لأن مصالحهم وبقاءهم يتعلق بالصمت عنها. وهنا توظيف سياسي آخر بشع للدين يتكرر!
وكم من كلمة بدعوى نصرة الحق، تخذل حقا أعظم!
وحين تكون الأمة بالأساس متفرقة فمن المستحيل أن تجمعها على هدف أنت لا تملك له رأسا ولا تحفظ له أصلا.
وهذه معضلة أخرى، معضلة تنزيل النصوص على غير واقع حالها، كما يحصل الآن بالتغاضي عن حقيقة الافتراق والتفرق الذي تعيشه الأمة، فإن كان على مستوى بلاد الشام الصغيرة، بين فلسطين وسوريا، يختلف المسلمون حول من هو عدوهم الأول ومن هو صديقهم! فكيف بما هو أكبر مساحة وأكثر شساعة.
والسؤال الآن! ما الذي يمنع المحارب لفريضة الحج من النفير للجهاد والتصدي للحرب على الإسلام؟ ما الذي يقعده وهو في سن يمكنه فيها حمل السلاح والإعداد؟
فهل يعقل أن تأمر الناس بالتصدي للحرب على الإسلام وأنت أول القاعدين والخوالف!
فإن أردت أن تكون إمامي، فكن أمامي، وليس في دعة استديوهات يوتيوب وترف المساحيق والإضاءات!
ارحموا أنفسكم يرحمكم الله تعالى. وتأدبوا في نصرة دين الله تعالى، وتضرعوا، ولا تجهلوا فجورا.
فلا نصر يرتجى إلا بنصر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولنصرة الإسلام فقه وسنن من فرط فيها، هزم.. ومن لم يعلمها جهل!
وحسبنا الله ونعم الوكيل.
يحدثنا الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عن خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أبو بكر الصديق، رضي الله عنه فيقول:
“… فلمَّا قُبضَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ ارتدَّتِ العربُ وقالوا : لا نؤدِّي زَكاةً.
فقالَ: لو مَنعوني عقالًا لجاهدتُهم عليْهِ.
فقلتُ: يا خَليفةُ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ تألَّفِ النَّاسَ وارفُق بِهم.
فقالَ لي: أجبَّارٌ في الجاهليَّةِ وخوَّارٌ في الإسلام؟ إنَّهُ قدِ انقطعَ الوحيُ وتمَّ الدِّينُ أينقصُ وأنا حيٌّ ؟”.
تمسك بهديهم لا تُفلت يدك!
السلام عليكم دكتورة لدي سؤال اتمنى ان تجيبي عليه في مقالة بالتفصيل.
مع كثرة الاخبار عن الاعتداء و التحرش بالاطفال اصبحت اخاف من فكرة انني انجب و ابني يتعرض لهذا ، خاصة ان الدولة الغربية بدات طريقها في تقنين البيدوفليا ، كما ان لدي اخت صغيرة 8 سنوات و اخ صغير 3 سنوات و انا ليس لدي سلطة في البيت و عائلتنا ليس ملتزمة و لدي خجل في التحدث عن الموضوع مع اختي الصغيرة ، فكيف انصحها لتجنب التحرش و الاغتصاب و كبف انصح ابنائي في المستقبل ، و لو تعرض احدهم لهذا لا سمح الله ، كيف اساعدهم على تخطي الامر و المضي قدما.
جزاكي الله خيرا