العلاج لأمراض فتكت بالمسلمين واستضعاف طالت فصوله واشتد إثخانه، ارتهن زمنا طويلا للظواهر الصوتية والشكليات والعشوائية في الاستجابة.
بينما علاجها عميق يتطلب منظومة متصلة من الإصلاح والإعداد، بين مراكز التأثير والثقل الحقيقية، في الفرد، والأسرة، وميادين التربية والتعليم، والثقافة، والاقتصاد، والإعداد وصناعة الوعي والقوة والاستقلالية وغيرها من ميادين تشد بعضها البعض وتؤثر نتائجها بشكل تراكمي تكاملي على امتداد محور الزمن وعبر مساحة الخريطة الشاسعة.
فالتغيير في مثل هذه الظروف، يستند لاستراتيجية مدروسة بعناية وذكاء، وليس مجرد ردود عاطفية وصيحات غاضبة تخرج للتنفيس بينما الحبال تلتف حول الأيادي وتكبّل الهمم لا تزال.
من أكثر العلوم التي نحن بحاجة لإبرازها ونشرها لاستيعاب درجات التعقيد التي تتربص بنهضة المسلمين ولمعالجتها بوعي وصبر:
- علم العقيدة.
- علم الأخلاق.
- علم النفس البشرية.
- علم المجتمع.
- علم التاريخ وحركة البشرية على امتداده.
- علم التربية.
- علم الجهاد.
وكل علم يصب في تعزيز عوامل الارتقاء، وصناعة الهمة وتحصين النفوس والمجتمعات والإنجازات من النكسات ونقض الغزل.
ومن يتأمل في هذه العلوم وهذه الثغور، يجد أن المسلمين جميعا مطالبون بالتخندق في ثغر أو أكثر في معركة الإسلام الدائرة مع الكفر. وهي جميعها متاحة لكل الناس لمن تدبر، فلا تبقى هناك حجة لقاعد!
وبقدر ما أن المعطيات مبشرة للتواقين وأصحاب الهمم إلا أنها مخيفة ومرعبة لأهل الترخص والاستهانة والتسويف والظلم للنفس!
ومن يتوكل على الله فهو حسبه!