أنا أخاف جدا والله كلامي يكون كفر بالله وأموت ربنا يحاسبني ممكن أكتب رسالة لحضرتك وتقولي لي هل كفرت أم لا فقط وتردي وقت ما تحبي؟
أنا هلكت من التفكير هلكت وتعبت جسديا ونفسيا من فكرة إني كافرة بالله أنا تعبانة فعلا والله، أنا اقرأ منشورات معينة ينشرها متصدرين الآن أحزن من بعضها وأبكي كثيرا لكن طبعا في الأخير أجاهد نفسي وأظل على هذه الحالة.
انا في صراع نفسي إما تقتلني أفكاري أو أقتلها أنا.
وبعد كل مجاهدتي أسقط فجأة وأتذكر كل شيء وواجب علي طبعا أن أعود لكل هذه المنشورات مرة أخرى . لدرجة أن أصبح على هاتفي ملفات بكل المنشورات.
في البداية لم أكن ملتزمة تماما، لكنني مسلمة أحب الله تعالى وأتمنى أن أستقيم كما أمر، وبعد ذلك دخلت عالم المواقع ووجدت من يتكلمون عن النسوية والإسلام، بدأت أقرأ كلاما وأجد في قلبي حزنا شديدا من هذا الكلام لكنني مضطرة أن أتقبله لماذا ؟ “خوفا أن أكون نسوية كافرة بالله”. وهذا الكلام أخلصه لك في نقاط:
- أن المرأة لا تعتقد نفسها ذات قيمة كبيرة وإن فعلت فهذا تأليه للنساء والرجل عزيز النفس عظيم. وعلى هذه الحقيقة يجب أن تعيش.
- المرأة تصبر على ظلم زوجها طبيعي أن يظلمها وتتعايش معه عادي جدا فهو سيدها، ولكن لا يجوز لها أن تظلمه أو تحرمه حقا من حقوقه.
ثم أجد صفحة تتحدث عن لعن المرأة الناشز وفي اللحظة تفسعا تصبر النساء على ظلم الرجال، تخيلي موقف عقلي الذي يعمل 24 ساعة من الخطاب الديني الذي يأمر بالصبر على الظلم حين يقع على المرأة وفي الوقت نفسه يصنف نسوية كل من تشتكي ظلما ويعظم حق الرجل ولا يجيز أن يمس طرفه.
لديهم قاعدة تقضي أن المرأة إذا ظلمت فهي تغضب الله تعالى ولكن في حال ظلم الرجل فعلى المرأة الصبر ولا شيء يوجب غضب الله لأن الرجل أفضل من المرأة عند الله تعالى.
وفي خطابهم المرأة تستعطف زوجها الظالم وتصبر عليه، هذا واجب عليها أو هي نسوية.
لكن لو أخطأت المرأة فيحق للزوج أن يطلقها فورا.
خطاب تشعرين فيه أن الرجل عزيز النفس يستغني بسهولة وله الحق في ذلك حتى لو ظلم وأن المرأة مجرد مخلوق ذليل لإشباع هواه وخدمته.
لقد كان صادما لي جدا، فمع أني لم أكن ملتزمة لكنني لم أعتقد قط أن الإسلام ينظر لعلاقة الزوجين بهذه الطريقة، ودخلت في دوامة، تخبطت كثيرا لدرجة أن قلبي والله كان ينبض خوفا أن أمسك الهاتف وأقرأ منشورات جديدة لهذه الصفحات !!
لدرجة بقيت ثلاث سنوات في قهر نفسي وتعب أعصاب وتشكل لدي نوع وسواس! هل أنا كافرة، هل أنا مسلمة، هل أنا نسوية، وكنت أعوذ بالله وأتوب من ذلك وأدعو دائما أن يتوب عليه ويهديني وأقول لله إن كانت هذه شريعتك فأنا راضية لكن أعود مرة أخرى أتخبط حتى أصبحت أقول كلاما -استغفر الله- في خاطري وهكذا حتى وصلت لحالة وساس وتعب نفسي وكآبة.
وما زلت أخاف أن أسأل أحدا لأن في ظني أن السؤال دليل علي اعتراضي وأني كافرة ونسوية، وهذا ما لا أقدر على تحمله.
لم أقدر أن أواجه كل هذا وحدي، وبدأت أتناول مضادات الاكتئاب النفسية، لكنها لم تجدي نفعا فتأكدت أنه لا فائدة من كل هذا! وأن علي أن أسأل من أثقه ويدلني على الحق، فلم أعد أعرف ما هو الحق!
هل حقا المرأة محتقرة في الإسلام وهل حقا للرجل بغض النظر عن كونه ملتزما أو فاسقا كل الحقوق والفضل؟ هل حقا خلقنا الله لإسعاد الرجال وتلبية شهواتهم وليس لنا حتى نصيب في الجنة وإن دخلناها فنحن هناك لإشباع شهوات الرجل؟ أريد حقا أجوبة صحيحة لأنني تعبت كثيرا.
هل حقا قال الله أن كل النساء سفيهات؟ كيف يكون ذلك وهو سبحانه يحاسبنا على أفعالنا؟ إن كانت السفاهة شيء في خلقتنا، فلماذا نحاسب إذا؟
هل حقا أن مناقشة الزوجة لزوجها واعتراضها يجعل منها مصنفة نسوية؟ هل صحيح أن المرأة الصالحة يجب أن تسمع وتطيع الزوج بدون أدنى اعتراض حتى لو أن الأمر فيه أذية لها أو ترى أن زوجها مخطئ في قراره؟
هل من الدين أن توصي الصفحات النسائية النساء بالاهتمام العاطفي بالزوج وتدليعه ومغازلته وأن تفعل كل ما يحب ويرضي وتهتم به كما يريد وتغير أسلوبها وشكلها وفي الوقت نفسه عندما تطلب المرأة من زوجها ذلك يقولون لها: “الرجل ليس طبعه كذلك تأقلمي على طبعه وعادي والرجال مختلفون عن النساء وإن الرجل لا يحب أن يشعر أن امرأة تأمره أو تطلب منه أن يحسن من نفسه، وأفعاله تعبير عن الحب وكلامك رومانسية حالمة وأحلام وردية “.
ثم مسألة الحاجة الجسدية عندما يطلبها الزوج يجب تلبيتها فورا كما وكيفا وأما إذا طلبت المرأة ذلك يقولون لها هو مهموم ومتعب أو لديه مرض معين يجب أن تشغلي نفسك ولا تقولي حقي حقي وإعفافي وماذا عن هذه الجملة بشكل عام “افعلي ما يحب وابتعدي عن ما يكره” طيب أليس للمرأة رغبات وأليست تنفر من أشياء؟
أحتاج إجابة سريعة وشافية، هل كل من اشتكت زوجها نسوية!
مثل هذه العينات من الرسائل تصلني منذ فترة ليست بقصيرة، تشترك في شكواها، وأغلب السائلات مصابات بوسواس قهري نتيجة ما عايشنه على مواقع التواصل من جدالات ومعارك، ومنهن من اضطرت للعلاجات النفسية، ومنهن من تجاوزت الأزمة فاستقامت وأزهرت، وأخريات لا يزلن في تيه وشتات.
بداية سأوضح ما المشكلة تحديدا وكيف وصلن لهذه الحالة المرضية.
تشخيص وخلفية
منذ اندلعت المعارك مع النسويات، في ساحة مفتوحة مثل التواصل، انبرى لهذه المعارك الكثيرون، ممن يعلم ولا يعلم، وممن يفقه ولا يفقه، واختلطت الأفكار من خلفيات شتى، وتشكلت الردود واشتهرت بناء على الأكثر شدة على النسوية والأكثر شعبوية، فكل حساب يتحدث بلغة مفحمة للنسويات، ولديه تفاعلات أكبر بغض النظر عن كفاءته العلمية وخلفيته، كان يحصل على المزيد من التفاعل. الأهم في كل المشهد من يفتك بالنسويات!
لا خلاف في فساد وخطورة النسوية، ولا في حقيقة مصابنا الذي لا يزال يتراكم من دعوتها المدعومة أساسا بأنظمة ومؤسسات دولية، ولكن الاستجابة الخاطئة كانت لها تكاليفها وتداعياتها لا محالة.
كيف تكون الاستجابة خاطئة؟
كنت سلطت الضوء من قبل على خطورة تحييد التوحيد والعقيدة في تناول الردود على النسوية، وحذرت من شغل الناس بالتفاصيل الخَلقية للنساء والعيوب التي تحولت لوسيلة للتحقير والتسفيه بإطلاق لا يحفظ شرف إيمان أو إسلام، مما يجعل الهدف من هدايتهن وإصلاحهن وإشعال فتيل الإيمان في قلوبهن وإخراجهن من مستنقعات الفساد وتحصينهن من دعوات النسوية آخر اهتمامات المتصدرين إلا من رحم ربي.
وكل خطاب يحمل الحق والعدل، يحفظ التوحيد والسنة، ولا يطغى ولا يتجاوز ببغي وظلم أو ينتصر لحظوظ النفس مضيعا حق الله تعالى وواجب المرحلة من حفظ نساء المسلمين من هذه الفتنة، هو الخطاب الذي يصلح ويرد عدوان النسوية، ويحول النساء إلى قلاع في هذه المعركة، وليس منهزمات بلا هوية ولا عزيمة!
لقد وصل الأمر ببعض الناشطين إلى مسح كل غاية وجودية للمرأة وجعلها مرتبطة فقط بالرجل ورغباته بغض النظر عن حقها في الإنصاف في حالة ظلم أو مخالفة لأمر الله تعالى، بل وصل الأمر إلى تصوير الجنة حصرية للرجال! وأن وجود النساء فيها لا يتجاوز تلبية احتياجات الرجال فيها، وهذا كفر بالقرآن والسنة! ولكنه كان يسير بدون إنكار وبتهوين، لأن أي رد عليه سيصنف المعترض على أنه في صف النسوية، لذلك فكل الخطابات المضادة للنسوية مرحب بها حتى لو كانت من خلفية “الريد بيل” الفلسفة الغربية القاصرة المخالفة لديننا وأخلاقنا وغاياتنا الجليلة!
من الصعب أن أحصر عدد المشاهدات العجيبة التي رافقت هذه الحقبة من معارك النسوية لكن بلا شك كانت هناك تجاوزات وظلم وبغي وكذب على دين الله تعالى وطريقة جاهلية في محاولة النيل من النساء عامة وليس النسوية تحديدا، وهذا لغلبة الأهواء والاصطفاف على مقاييس النصرة لا التوحيد والسنة!
هل كان لذلك خسائر وتداعيات؟
نعم كانت هناك بلا شك، تداعيات في تدمير نفسيات الكثير من النساء اللاتي يتابعن بصمت، ولا ينتمين للنسويات، ولكنهن يتابعن ما يجري ويتأثرن بما يكتب.
فإنكار حقيقة وجود مظالم تقع على النساء وتحويل القضية إلى ظلم حصري يقع على الرجال من النساء، مع التغاضي عن موقع الرجل الذي ظلم أو يظلم، يصنع شعور أذية في النفوس، ثم تصوير جميع النساء بإطلاق فج على أنهن سفيهات، صنع ضياعا وتيها وطرح التساؤلات المؤذية! وكذلك الجزم بأن المرأة خلقت لتلبي احتياجات الرجل ولا قيمة لها في غير ذلك، صنع ضياع بوصلة وانفصام! بل وصل الحال إلى صناعة عدم الرضا على الله جل جلاله! كل هذا لا يعني أن يتحمل عبئه المتصدرون بدون إنصاف وحكمة، بل يصنعه أيضا خلفية جاءت منها النساء بمعرفة دينية ضعيفة، ووسط مزدحم بالمظالم سواء التي تقع على الرجل أو المرأة، فمنذ فرطنا في شريعة ربنا أصبح الظلم لغة خطاب ومنقبة!
لقد استهين بتلك الإطلاقات التي تجعل النساء جميعا خبيثات وسفيهات بلا تقوى، فكانت النتيجة حالات نفسية وكآبة ووسواسا قهريا، وأصبحت المرأة مخيرة بين أن يحكم عليها نسوية لمجرد أن تختلف في تفصيل لا يتطلب كل هذا التشنج! أو أن تعترف أنها سفيهة ولا تستحق العيش إلا لأجل الرجل!
ومع استمرار التناول السطحي والعاطفي للقضية، أصبحت حقيقة “الضلع الأعوج في المرأة” تصنفها طوعا أو كرها في صف النسوية!
وهذه كانت من أكثر الجزئيات التي تم إهمالها في هذا الخطاب والتماهي معها لسطوة التفاعل العاطفي والانحياز بدون ميزان حق وعدل. وأيضا لخشية التصنيف! فكل من يعترض على من يرد على النسويات يصنف تلقائيا بأنه في صف النسويات! للأسف لقد كان مشهدا للخوض مع الخائضين بدون انتباه لجزئيات الخلل في الخطاب!
عن أي صنف من النساء نتحدث؟
ليست كل النساء في تصنيف واحد، بلا شك لدينا نساء من خلفيات وطبقات فكرية مختلفة جدا، ولا نقصد هنا النسويات قطعا، ولكن هناك طبقة من النساء لم تطلب العلم ولا تابعت الدعوات النسوية لأنها تنبذها فطرة، لكنها مع ذلك تابعت النقاشات من باب الفضول ومعرفة ماذا يجري لشدة التراشقات، وتطور الأمر إلى الاصطدام بالاقتباسات المبتورة، والتصوير المدلس لحقيقة خلق الله تعالى للمرأة والتعامل المجحف والمضلل الذي يصنف كل النساء شريرات، وبدأت معارك التواصل تنتقل لهذه الصدور التي بالأصل تعاني هشاشة!
وأكثرهن، كن يتابعن بنهم كبير، لدرجة أنهن كن يحفظن الاقتباسات والردود التي يتم بترها عن سياقها، أو نقلها من مصادر ضعيفة ومبتدعة غير معتبرة أو يتواصى بها الرجال للسخرية بدون تبصر، وتجمع كل هذه القصاصات لتصنع مشهدا خلاصته واحدة “أنت لا شيء في هذه الدنيا”!
وصية الصحابة لأصحاب المنابر
قال الإمام الحبر، فقيه الأمة، عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:”ما حدثت قومًا حديثًا قط لم تبلغه عقولهم إلا كان فتنة على بعضهم”.رواه مسلم.
وقال علي رضي الله عنه، الخليفة الراشد:
“حدثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يكذب الله ورسوله؟”.
رواه البخاري.
أي “خاطبوا الناس على قدر عقولهم”.
ولكن ما يجري في ساحة التواصل هو في الواقع افتقاد المنهجية في تناول القضايا والمسائل، والضخ اللامدروس، للاقتباسات لمجرد أن الاقتباس يشفي غليل المتصدر، وهذا يعني أن تتدخل حظوظ النفس في حرمان المشاهد “بقية الاقتباس” التي تحدث فارقا، أو “بقية الاقتباسات” المحجوبة التي تصنع توازنا.
ومن هنا أول وصية للنساء اللاتي ابتلين بهذا الوسواس، تخلصن من القراءة العشوائية، والمتابعة “المسمومة” المضللة، والتي تصنع وعيا مشوها للإسلام. ولا تتابعن الحسابات في التواصل لتعلم الدين، بل أولا نتعلم الإسلام من مصادره العظيمة، القرآن والسنة، ثم من كتب أئمة أهل العلم الثقات. فإن تعرفت على حقيقة وجودك وقدرت الله تعالى خالقك حق قدره، وسلمت أصولك من التشويش والتحريف، فأي كلام بعد ذلك يرجع لهذه الأصول العظيمة، ولن يقدر أحد على زرع “عدم الرضا” في نفسك على الله جل جلاله. ولن يتمكن من سلبك حلاوة الإيمان ونعيمه.
لكن الارتهان لنفسيات المتصدرين، الذين يستهدفون كسر غرور النسويات، باستهداف النساء بشكل عام دون وعي أو محاسبة، يجعلك تقعين ضحية هذه المعارك.
كيف نرد على هذه التساؤلات
بداية ابتعدي عن فكرة أنك كافرة! فالكفر أمر عظيم والشيطان سيستغل هذا الهاجس ليعظمه في نفسك ويحرمك نعيم الإيمان، ولابد من استعادة صفاء النفس، وأول الأمر، رددي “آمنت بالله” وأكثري من “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير”.
هذه المرحلة مهمة جدا لطرد وتحقير كل وسواس يحاول أن يصنع في نفسك شعور الكفر، بل تستعيدين صفاء نفسك وتكثرين من الذكر حتى تتخلصين من هذا التشويش.
ثم إن المسلمة تذكر في القرآن والسنة في مقامات الإيمان والجزاء في الجنة، ولا تنفك السيرة تذكر الصحابيات وأمهات المؤمنين ودورهن العظيم في بعثة الإسلام، التي هي المرحلة المصيرية للدعوة، بل كانت أول من أسلم على الإطلاق في الرجال والنساء امرأة، وهي أمنا خديجة رضي الله عنها، فمن أراد أن يزرع في نفسك شعور الدونية، افتحي مصحفك ومتعي قلبك بآيات المؤمنين والمؤمنات، واستحضري فضل الله تعالى على أمته.
أما المظالم التي تحدث في الأسر فيجب التنبيه لأمر مهم جدا، لا يمكننا قياس حالة أسرة بعينها على كل الأسر، فالتفاصيل تصنع الفارق في التشخيص ووبالتالي في الحكم، فكون امرأة اشتكت زوجها، وكون رجل اشتكى زوجته فهذا ليس بمقياس يقاس عليه الحكم على كل الرجال أو كل النساء.
والإطلاقات المجحفة والتواصي بالمظالم دون النظر في حيثيات كل مظلمة يذكرنا بقول الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه حين جاء رجل يشتكي ويقول فُقئت عينه، فقال عمر رضي الله عنه: انظروا لمن فقأ عينه فقد يكون قد فقئت عيناه!
لذلك هذه المظالم يحكم فيها الله جل جلاله، وثقي تماما أيا كان هذا الظالم رجلا أو امرأة فقد خاب وخسر إن لم يتب لله تعالى ويرد مظلمته.
وأما حكم فلان على التواصل ورأي علان عليها فلا يقدم ولا يؤخر، الإسلام دين لا يجيز الظلم، ولو كان رجلا أو امرأة، ليكن هذا الأمر واضحا تماما في ذهنك، وقد حذر الله تحذيرا شديدا الظالمين، وخص نبينا صلى الله عليه وسلم بالذكر المرأة والطفل لأنهما تحت وصاية الرجل للحفظ والصيانة،لا للظلم والطغيان، في حديث أبي شريح خويلد بن عمرو الخزاعي رضي الله عنه قال: قال النبي ﷺ:
“اللهم إني أُحَرِّج حق الضعيفين، اليتيم والمرأة”
حديث حسن، رواه النسائي بإسناد جيد.
فالإسلام لا يطلب من المرأة الصمت على ظلم يقع عليها ولذلك اشتكت المجادلة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ورفعت نساء شكاوى للنبي صلى الله عليه وسلم، بل تجاوز الأمر المظالم إلى المطالب لإنهاء الزواج بدون سبب يطعن في دين أو خلق الرجل، كما حدث مع الصحابية التي خلعت من زوجها وهي الصحابية جميلة بنت عبدالله بن أُبيّ، امرأة ثابت بن قيس بن شماس، رضي الله عنهما، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما: «إن امرأة ثابت بن قيس أتت النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، ثابت بن قيس ما أعتب عليه في خلق ولا دين، ولكني أكره الكفر في الإسلام، فقال رسول الله، أتردين عليه حديقته؟” وكان مهرها، وهذا يعني أن في الإسلام أحكاما تحفظ للمرأة حقوقها وتمنع ظلمها بل وتستوعب اختياراتها. ومن رابط على السنة أبصر الكثير من الحكم والأحكام التي تزيدك محبة وتعظيما لدين الله تعالى الذي يؤتي كل تفصيل حقه.
أما إن صبرت من نفسها بغية الإصلاح أو تنازلت عن بعض حقوقها بطيب نفس منها كمن تتنازل عن مهرها فهذا ليس لأن الإسلام يطلب منها ذلك بل هي تصرفت بكامل إرادتها واجتهدت في إيجاد حل أو لكرم نفس ونبل فيها. ومع ذلك يحفظ الإسلام لها حقوقها مثل النفقة والسكن والكثير من التفاصيل التي يبسطها العلماء في كتب الفقه وهي من واجبات الزوج القوام.
ومن مساوئ الخطاب المنتشر تحويل الحكم على الناشز لعموم وأصل بينما هو حالة خاصة، فليست كل النساء نواشز، ولكن حين تقع المرأة في النشوز فللزوج التعامل معها وفق هدي القرآن بالتدرج، ومما يجب التنبيه عليه، أن وصف فلان أو علان الذي يصور كل خلاف أنه نشوز أو يغفل التفاصيل الجانبية التي تكون أحيانا حاسمة للحكم على علاقة زوجية، لا يعني أنه يمثل الإسلام!
بل أجزم أن الكثير ممن يتحدث في هذه القضايا أعزب! ويدل على ذلك حالة التشنج والحدة في خطاباتهم، بينما من تزوج فهو أكثر نضوجا ويدرك أن القضية تتطلب دراية وتجربة للتعامل مع المرأة. فهي ليست معادلة رياضية، بل هي حقيقة كما وصفها القرآن العظيم، عشرة بالمعروف، ومودة ورحمة، ووقوف عند حدود الله تعالى.
أما ما يخص التعاملات من حيث خصائص الأنوثة والرجولة، فهذا أمر تم تناوله كثيرا من باب التنظير وأهملت تجارب الأزواج في ذلك، ولا أعتقد أن هناك امرأة عاقلة تنكر أن المرأة التي تتصرف بأنوثتها أكثر سكنا للرجل من المرأة المسترجلة أو التي فقدت صفاتها الأنثوية، فهذه فطرة!
ولا يعني ذلك أن الرجل جبار في الأرض! بل هي في الواقع رجولة تستوعبها الأنوثة، وأنوثة تستوعبها الرجولة، إنها قضية تكامل، وحاجة متبادلة كلّ وفق خصائصه التي خلقه الله بها. وهذا يخلصنا من الخطاب الندي الذي يستعر ويشوش صفاء الرؤى. وينقلنا للخطاب الواقعي والسويّ الذي يوجب الانسجام والاستقرار.
ويجب التنبيه على أن الإسلام لا يعامل الرجل والمرأة وفق قضية جنس مجرد من التقوى والحقوق والاستقامة، فلا يعقل أن يصبح الرجل الفاسق أفضل من المرأة الصالحة لكونه ذكر، هذا تفسير ستجدينه ينتشر في تنظيرات المنهزمين للفكرة الغربية، لكن في الواقع، آية واحدة تكفيك! قال تعالى:
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)
الحجرات:13
فلاحظي معي شرف التقوى!
أما تشريف الرجل وتفضيله فلا يعني ذلك أنه مجرد عن حقيقة التقوى! وقد نبهت من قبل إلى خطورة فصل التشريف عن التكليف، أو تجريد التشريف عن التكليف فهي ثنائية تسير معا، لتؤتي أكلها، بل إن الرجل ليكون أحقر من الحيوان حين يكون كافرا! قال جل جلاله:
(أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا) وقال تعالى (إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ).
الفرقان: 44
فانتبهي، الرجل أفضل نعم ولكنه موكل بالقيام بولايات الإسلام والاستقامة كما أمر الله تعالى وإلا فلا تنفعه ذكورته غدا حين يكون قد كفر أو ظلم أو فسق وعددي ما شئت مما يوجب له العقاب وغضب الله تعالى!
وأما الإطلاق بقول أن كل النساء سفيهات فهذه النتيجة التي وصلنا لها من اقتصاص مجتزأ للتفسيرات وبتر ما يزعج الناقل، للنيل من المرأة وينسى شرف الإيمان وشرف الصلاح، ولا شك أن هناك الكثير من السفيهات في النساء ولكن ذلك لا يعني أن كل النساء سفيهات، بل فيهن المؤمنات والصالحات والقانتات، والله تعالى حاسب المرأة في هرة حبستها فهي مسؤولة محاسبة. وإنما سوء الفهم والقراءة للنصوص الشرعية باجتزاء، في محاولة لتطويعها لهواه، فينزل تفسيرا في سياقه على كل النساء ويجد في ذلك فرصة للتحقير والتعييب ويعتقد أن ذلك فقها أو علما، بينما هو يفسد من حيث لا يصلح! ويكفيك جولة في سير الصحابة والصحابيات ومن قبلهم النبي صلى الله عليه وسلم وأمهات المؤمنين رضي الله عنهن، لتعلمنا الكثير من العلم في التعاملات وحفظ شرف الخصومات وقطع الطريق على حظوظ النفس، فمن لم يحفظ شرف الإيمان كيف ينتظر أن يف له أحد!
وأما طاعة الزوجة لزوجها فنعم ثابتة ولكن في معروف في ما ليس فيه معصية لله تعالى وهنا نرجع لأصل التوحيد العظيم وحقيقة أن المرأة كما الرجل خلقت لعبادة الله تعالى وحده لا شريك له وأن طاعتها لزوجها هي من طاعتها لله فإن عصاه فلا طاعة له، أما أن تطيعه طاعة عمياء حتى لو كان في ذلك معصية الله تعالى فلا يجوز ولا يصح قطعا.
ثم الخلافات الزوجية كانت تحدث في بيت النبي صلى الله عليه وسلم وبين الصحابة ولو نقلت نصوصا وحوارات جرت بين صحابة وزوجاتهم، رضي الله عنهم ولم أذكر الأسماء لرأينا من يصف الصحابيات بنسويات لشدة السطحية والجهل المنتشر، فهناك طبع في النساء وهناك حقيقة الضلع الأعوج فيهن استوعبها الإسلام وفقهها الصحابة رضي الله عنهم بل من تمام رجولة الرجل القيام على زوجته واستيعاب هذا الجانب من العوج فيها أما الخلط الفادح الذي يحصل بتصنيف كل امرأة تختلف مع زوجها على أنها نسوية فحالة البليد الذي يريد أن يتخلص من حل مسألة لم ترق له.
طبيعة النفس البشرية أن يصدر منها تصرفات وخلافات في وسط تعيش فيه ولكن الإسلام يقدم مفاتيح لحل الخلافات فما كان مثلا في حدود المقبول شرعا فلا داعي للخلاف عليه والزوج له كلمته لأنه القوام وما كان فيه منازعة لحق من الحقوق فيقضي فيه حكم من أهله وحكم من أهلها أو حتى القاضي الشرعي، لذلك مسألة أن المرأة عليها أن تطيع طاعة عمياء أو هي نسوية لا تستقيم، بل يحصل أن تختلف المرأة مع زوجها في أمر وتشرح وجهة نظرها بأدب واحترام بدون منازعة ومصادمة، ويمكن أن تكسب قلب زوجها وتحقق ما تريده إن كان طيبا، بحكمة وبصيرة أما عقلية الاسترجال والمنازعة في الأمر فسبيل الفشل وخسارة الود.
ولعل البعض يذهب إلى سلب المرأة أي دور في حياة الرجل، فيصنع ذلك في نفسك البغض والانزعاج، إلا أن المرأة العاقلة الحكيمة المحبة لزوجها المحافظة على سلامة بيتها وسعادته، ستتحول تلقائيا لمستشار أول عند زوجها، وهذا بلغة الواقع معلوم، لكن الجهل بالواقع مصيبة أخرى والتنظير البعيد عن الواقع لا يعالج، بل يؤزم الواقع.
فقدمي لنفسك ما يوجب لك العز!
وكنت تحدثت عن مسألة التودد والتبعل في مقال مفصل، وأهمية أن تعتني المرأة بذلك لما فيه من تعميق لروابط الثقة والاستيعاب للاحتياجات التي ينتظرها الزوج. والحرص تماما على عدم تعريضه للفتن بحرمانه حقوقه، وهناك حالات مرض يستوعبها الرجل، فلا داعي للحديث بطريقة وكأن الناس تعيش في حالة حرب! بل هذا من التضخيم للأمور. وأخشى أن يكون من دس النسويات التي تصور المسألة كأنها سلبا للحريات، بل العلاقة أكبر من أن تسعها هذه التفاصيل الجانبية التي تعالج، كما أن من المهم التنبيه إلى أن المرأة بقيامها بواجباتها وتقديرها لزوجها كرجل قوام هي حقيقة تدفع الرجل أكثر لاحترامها والعيش بأمان وثقة معها ومحبتها، وهذا لوحده سبب سعادة للعاقلة!
جاء في الأثر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
إني لأحب أن أتزين للمرأة، كما أحب أن تتزين لي؛ لأن الله تعالى يقول: {ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف} .
وهذا الأثر رواه البيهقي في سننه الكبرى.
ولأنني أعلم أن سيل الأسئلة عند النساء لا يتوقف في هذه القضايا أقدم فيما يلي توصيات واضحة ومريحة للتعامل مع هذه المسائل:
حلول عملية
إن الوقت الذي تستغرقينه في مطاردة الحسابات والمنشورات والمعارك التي يضيع بين فصولها الكثير من التفاصيل المهمة والإنصاف والعدل، ليكن في بناء معرفي يليق بك كأمة لله تعالى في رياض العلم والرقائق وجنة الخلق الحسن.
لذلك البداية من توطيد علاقتك بالقرآن العظيم، ففي كتاب الله تعالى الإجابات عن كل التساؤلات التي تؤرقك، وكثيرا ما تقدم لك الآية التالية الراحة النفسية الكبيرة وتعالج هواجسك! فلا تهملي القرآن وتهجرينه ثم تشتكين الوساوس والتشتت والضياع وظلم الرجال!
ومع توطيد العلاقة بشكل جيد مع القرآن تلاوة وتدبرا ومدارسة، نرفق هذه الحصانة القلبية إحاطة بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسننه وأحاديثه الشريفة، ونتدرج في ذلك كل مرة بحديث وبشروحاته من كتب أئمة الحديث.
ومع هذه الإحاطة يجب وبشكل أساسي تحصيل نصاب من الفقه لنعبد الله كما يحب ويرضى، ولذلك الإحاطة بفقه المرأة المسلمة من أوجب العلوم عليك أيتها المسلمة. فسطري جدول مسابقتك لا تتخلفي!
نأتي بعد ذلك لسد كل مساحات تشويش، إلى قراءة سير الصحابة والصحابيات رضي الله عنهم، وسنجد هنا حقيقة الإنسان والتطبيق العملي لمفاهيم الإسلام بما تحمله النفس البشرية من ضعف وقصور واختلاف، وهو أفضل مدرسة للاقتداء!
فلن تر المؤمنة عجن الخبز إهانة لها، كيف ذلك وأمهات المؤمنين كن يعجن بأيديهن!
ولن تر احترام الزوج وتوقيره وطاعته أمرا شاذا ومرفوضا، لأنه حقيقة فطرة في علاقة زوجية سوية!
كما لا ترى الخلافات الزوجية وطريقة حلها أمرا مستهجنا، لأنها تعلم أن هناك هديا وشريعة وأحكاما تتبع، وقطعا هي عدل وصيانة للرجل والمرأة بالنظر لخصائص كل منهما ودوره في الأسرة.
ولن تعترض على خدمة زوجها، ولن تجادل في أمر لا يستحق خسارة قلب زوجها! فالحكمة والبصيرة تاج يزين المرأة العاقلة.
الحياة ليست عملية حسابية ورأسمالية! إنما هي عشرة بالمعروف وخفض جناح واستيعاب للضعف وتكامل، وتعاضد ورحمة، وكما تقدمين لنفسك تحصدين، والله تعالى لا يترك أمته بدون معية حين تقدم موجبات المعية، من استقامة وصدق مسابقة ومحبة لله تعالى.
والوقت الذي تقضينه في مناقشة أفكار “فلسفية” قدميه للتقرب من الله تعالى وستذهلك عطاياه جل جلاله، وستبهرك البركات والرحمات والفتوحات الربانية!
فلماذا تحرمين نفسك جنة في الدنيا بدخول الجحيم ومستنقعات التخبط!
أخرجي من هذا القاع وارتفعي لسماء اليقين والرحمة، وقدمي لنفسك ما يقربك من الله تعالى، فالسباق على أشده وقد تسبقين الكثير من الرجال الذين رأيتهم يوما يشنعون عليك!
وما يدريك أن اجتهادك في العبادات يجعلك أقرب عند الله تعالى من منظر يقضي وقته في إحصاء عيوب النساء؟!
أخية، الطريق إلى الله تعالى مضمار سباق، والفطنة الذكية، تجعل غايتها جمع أكبر قدر من الحسنات ولا تحمل هم من أفضل هي أم الرجل، بل أن تكون الأتقى! يحدوك قوله سبحانه:
﴿ ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليما ﴾
النساء:32
ووالله إن المؤمنة لتكفيها هذه الآية وتطمئن بها وتعلم أن ما عند الله عزوجل خير وأبقى فتصون نفسها وتحفظ موقعها فلا يؤتين الإسلام من قبلها، وتنطلق منارة شامخة وقلعة حصينة، تصنع الخير في بيتها وأبنائها وتحسن عشرة زوجها فإنما هي أيام قلائل ونرحل منها، فعلام نضيع أهم ما فيها في الجدالات الهدامة وتضييع الفرصة العظيمة للارتقاء!
جدي لنفسك موطئ قدم للعمل الصالح، واعتني بدينك وأخلاقك ونبل مقاصدك، ولا عليك في الناس، فإن الله تعالى لا يظلم عنده أحد. ويكفيك من الدنيا أداء فروضك وواجباتك والإحسان والترفع عن الظلم، وأداء الحقوق بطيب نفس، وذلك هو تمام حسن الظن بالله عز وجل! فلا تحرمي نفسك فضل الله تعالى بظلم العباد وظلمك لنفسك! وما أجمل إحسان الظن بالله مولاك، فإنه المكسب الذي لا يباريه مكسب! والاستغناء بالله تعالى موجب لمحبته سبحانه.
وإن كان من بقية كلمة، فأقول، والله إنه لمحزن أن تهدر أجمل سنوات عمرك في التساؤلات والمقارنات والاعتراضات والوساوس والهواجس، بينما جلسة تسلمين فيها الأمر لله جل جلاله وتتقربين فيها بذكره وشكره وحسن عبادته لهي خير لك من الدنيا وما فيها، فلا تضيعي وقتا أكثر مما مضى وتقدمي فإن في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، وقد كتبها الله للمؤمنات كما للمؤمنين واقرئي قول الله جل جلاله باطمئنان وتعظيم!
﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾
النحل: 97
فماذا بعد هذا لقول من قول وماذا بعده من فضل!
فلا تكوني ضحية المهزلة! تلك التي تشغل الرجال بالنساء والنساء بالرجال بينما تسفك دماء المسلمين في كل زاوية ويعربد الكافر ويتجبر الطاغية! بالله عليك هل هناك وقت لمثل هذه الجدالات والالتفاتات عن الجوهر والأحق! بل كوني مؤمنة شامخة لا تنجر لكيد شيطان أو نسوية أو مؤسسة رأسمالية، واعتزي بإسلامك، واستعلي بإيمانك فوالله ما في دين الله تعالى لهو تمام العز والشرف والمجد للمسلمة. ولكن لا تناله إلا المؤمنة حقا!
وفقك الله وأنار بصيرتك وشرح صدرك وكفاك شر الفتن ما ظهر منها وما بطن وأقر عينك بالمسرات والفضائل وأعزك بالإسلام وأعز الإسلام بك.
ماشاء الله تبارك الله الله لاكسر الله لك قلما دكتورة ليلى نصيحة محب بأسلوب راق وطرح وافي شافي بارك الله بك ونفع بك الإسلام والمسلمين