بلغ اختطاف الأطفال الذكور وفصلهم عن أمهاتهم حد الظاهرة في مراكز الاحتجاز التي تديرها قوات سوريا الديمقراطية الكردية (قسد) في شمال شرق سوريا، والذي يعد أشهرها مخيمي الهول والروج.
ومع مرور السنوات يقارب الكثير من أطفال المحتجزين سن البلوغ، وهو ما اعتبرته (قسد) خطراً أمنياً.
ولاستباق هذا “التهديد” عمدت إدارة المخيم إلى اختطاف الصبيان فور وصولهم لسن 12 عاماً كحد أقصى، لكي يقوموا -بحسب زعمهم – بإعادة تأهيلهم وهو ما أثار مخاوف بأن يتم تجنيدهم قسراً كما فعلت (قسد) مع غيرهم من الأطفال المقيمين في مناطق
سيطرتها.
يعيش الصبيان في المخيم في حالة من القلق والتوجس خشية أن يتم فصلهم عن أمهاتهم في أي لحظة.
ووصف بعض الصبيان ممن تم احتجازهم في مكان منفصل عملية اختطف بالمفاجئة والعنيفة حيث كان يتم انتزاعهم أحياناً في منتصف الليل أو بدون مقدمات أثناء سيرهم في سوق المخيم. ووفق التقارير الأممية فإن سياسة انتزاع الصبيان يتم استخدامها بشكل رئيس ضد الصبيان مما يسمى بدول العالم الثالث.
وفي أول زيارة لمسؤول أممي لمخيم الهول في محرم 1445 هجرية (يوليو 2023) قالت “فيونوالا ني أولين” : أن جميع النساء اللواتي تحدثن معها أخبرنها أن انتزاع اطفالهن كان الأكثر إيلاماً من كل ما مررن به في المخيم. وأضفن أن إدارة المخيمة كانت تستغرق شهوراً حتى تؤكد أن الأطفال بحوزتها بالفعل.
ومن الظواهر المقلقة التي ذكرتها “أولين” في تقريرها عن زيارتها لشرق سوريا احتجاز قرابة ال700 صبي في سجن بانوراما المبني حديثاً، والمخصص في الأصل للمعتقلين من الرجال البالغين، ومن الظروف الصحية المتدهورة للسجناء وتفشي الأمراض الخطيرة كالسل بينهم.
الظروف القاسية للاحتجاز التي يخضع لها الصبيان تشمل أيضاً ندرة المياه الصالحة للاستخدام الآدمي، سوء التغذية، الحرمان من التعليم، عدم التعرض للشمس، اكتظاظ أماكن الاحتجاز، صعوبة استخدام المرافق الصحية والحرمان من العلاج على الرغم من أن عدداً منهم بحاجة ماسة للتدخل الطبي للتعامل مع إصاباتهم وأطرافهم المبتورة جراء قصف التحالف منذ سنوات.
ولا تمتلك (قسد) تصوراً للتعامل مع ملف هؤلاء الصبيان سوى ابقائهم رهن الاحتجاز إلى أجلٍ غير مسمى، وهو ما يُعرف بالاعتقال من المهد إلى اللحد.