بين الهند والصين على السفوح الوسطى لجبال الهملايا تقع نيبال، البلد الجنوب شرق آسيوي، الذي تعيش فيه أقلية مسلمة، تكافح لحفظ هويتها ودينها.
في هذه الزاوية من العالم وصل الإسلام إلى جبال الهملايا، وارتقى قممها، وامتد بين السهول المنبسطة في أرض نيبال.


عاصمة نيبال كتماندو وعملتها روبي نيبالي.
يعيش في هذه البلاد نحو 29.69 مليون نسمة بحسب تقديرات 1444هـ (2023م).
تتوزع بين عرقيات شيتري، وبراهمان هيل، وماكار، وتامانغ، ونوار، بالإضافة إلى مجموعات أخرى أقل عددا.
وأغلب السكان يعتنقون الهندوسية بنسبة تتجاوز 81% مع أقلية بوذية بنسبة 9% ومثلها أقلية مسلمة بنسبة لا تقل عن 10% إلى جانب ديانات أخرى بنسب أقل.
وبحسب إحصاءات سنة 1432هـ (2011م) فإن بعض المصادر مثل صحيفة ويكلي ديلهيذكرت أكدت على أن نسبة المسلمين في نيبال تتراوح بين 8 و 10%.
بينما أشارت صحيفة “دي رايزنج نيبال” الإنجليزية، ومثلها صحيفة “غوركها بتر”النيبالية إلى أن نسبة المسلمين تبلغ 4.5 %.
وعادة ما تتضارب الإحصائيات في تقدير عدد الأقليات المسلمة، وتقلل الرسمية جدا من العدد الحقيقي للمسلمين.
لذلك تبقى المصادر الإسلامية النيبالية أقرب للحقيقة، حيث تقدر نسبة المسلمين في البلاد بكونها لا تقل عن 10% من مجموع السكان. ولا تزال في ارتفاع مستمر، على عكس ما تدعي الإحصاءات الرسمية الحكومية، ويرجع ذلك لاستمرار دخول النيباليين في الإسلام، إلى جانب الزيادة الطبيعية للسكان المسلمين.
ويعاني المسلمون في نيبال من الفقر وضعف الإمكانيات والنفوذ، ومن كونهم أقلية بين أغلبية هندوسية وبوذية، ومع ذلك لا تزال حركة الدعوة للإسلام ناشطة ويدخل الناس للإسلام بشكل مستمر. سواء من خلال الدعوة المحلية واحتكاك الكافرين بالمسلمين أو من خلال احتكاك العمالة النيبالية بالمسلمين في الدول الإسلامية.
وتشتهر نيبال بزراعة البقول والأرز والذرة والقمح، وتهتم بقطاع السياحة، وصناعة السجاد والمنسوجات. لذلك فإن أغلب الوظائف التي يشغلها المسلمون تترواح بين الزراعة والعمالة في الصناعات والحرف المحلية.
تاريخ الإسلام في نيبال
يعد الإسلام ثالث ديانة من حيث الحجم في البلاد، ويتركز وجود المسلمين بشكل أكبر في منطقة تيراي.
ووصل الإسلام إلى ديار نيبال من كشمير وشبه القارة الهندية الباكستانية بعد الفتح الإسلامي لبلاد السند، حيث عرفت هذه المنطقة الإسلام مبكرا منذ عصر الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم، بينما وصل إلى نيبال المجاورة بعد أن شن غياث الدين ملك الهند حربا على بعض المناطق النيبالية، وتمكن من دخول أجزاء منها، والتي بقي فيها مسلمون حافظوا على الحضور الإسلامي فيها.
ثم انتشر الإسلام بشكل أكبر في عصر السلطان شمس الدين حاكم البنغال المسلم، وذلك في القرن الثاني عشر الهجري (الرابع عشر ميلادي) بدخوله إلى وادي كاتماندو.
وانتشر الإسلام بشكل عام في نيبال بفضل العلاقات التجارية مع العرب والمسلمين الذين استوطن عدد منهم نيبال. حيث كان للتجار الدور المباشر في نشر الإسلام في المنطقة في عام 930هـ (1524م)، ويقال أن أول من استوطن من المسلمين في نيبال هم تجار كشميريون، جعلوا مدينة كاتماندو مركزا لتجارتهم وكان يتاجرون بالبرد والصوف والسجاد والشالات من الهند والتبت، وقد بنى هؤلاء مسجداً كبيراً في العاصمة ويعرف باسم المسجد الكشميري في نيبال.






المسجد الكشميري، كاتماندو، نيبال
وكذلك استوطن المسلمون من شمال الهند في نيبال واستقروا فيها وبنوا مسجداً آخر في العاصمة يعرف باسم المسجد النيبالي. ً
روايات تاريخة عن تاريخ الإسلام في نيبال
يقول أحد المؤرخين النيباليين: ”انتشر الإسلام في نيبال في القرن السابع الميلادي وكان العرب تجاراً مشهورين، فلهم علاقة بينهم وبين شبه القارة الهندية مثل ما كانت لهم علاقة تجارية بالبلاد الأخرى في العالم. ولهم علاقة تجارية بين العرب ونيبال من خلال تصدير المسك النيبالي إلى البلاد العربية”.[1]
وبحسب الروايات التاريخية، في القرن الرابع عشر الميلادي وتحديدا في عام 724هـ (1324م)، دخل غياث الدين في بعض المناطق للدولة عائداً إلى عاصمته دلهي من طريق “ترهت” بعد القضاء على الثورة في البنغال، وكانت حكومة “متهلا” المستقلة قد نمت آنذاك في منطقة “سمرا” في نيبال. وكان يحكمها الملك “هاري سينغ ديو” في ذلك الوقت، وقد توهم الملك أن إمبراطور دلهي يريد أن يستولي على عاصمته “سمراون كره” أيضا. فلذلك هاجم الملك قوات غياث الدين، نتيجةً دمر الإمبراطور عاصمة الملك ولجأ الملك مع عائلته وحواشيه إلى الجبال[2].
وبقي كثير من أفواج الإمبراطور في نيبال، وفي سنة 750هـ (1349م)، دخل السلطان شمس الدين إلياس –حاكم البنغال- غازياً في وادي كاتماندو، حيث توجه إلى المناطق الجبلية ثم غزا بعض الدويلات الصغيرة فيها، ولكن رجع إلى وطنه بسبب الشتاء القارس في جبال هملايا. ثم زادت صلة المسلمين في عهد الإمبراطور المغولي أكبر، الذي أرسل البعثات إلى البلاد ويعتبر هذا الزمن بداية الدخول الحقيقي للإسلام والمسلمين في الدولة الصغيرة[3].
من جانبه يقول الدكتور زاهد برفيز الباحث بجامعة تريبهوفا عن التاريخ القديم للمسلمين في النيبال: “كانت هناك دولة في سيمراوانجارد (حاليًا في مقاطعات بارا) يحكمها حاكم كارناتاكا هاري سيغ ديف غزاها جيش أوديدين توجلاك سلطان دلهي حوالي 1300 قرن. وهرب الملك من هناك تاركًا الدولة تحت الغزاة. ترك جيش توغلاك بعض كبار ضباط الجيوش ليعيشوا وحكموا ولاية سيمراوانجارد، لذا فقد اعتبروا أول مسلم مقيم في نيبال، وبالتالي فإن أكثر الجالية المسلمة كثافة هي في بارا وبارسا وراوتاهات؛ وبعدهم وصل المسلمون الكشميريون والهنود إلى نيبال. بعد معاهدة سوغالي،جاء عدد كبير من المسلمين النيباليين الساذجين إلى نيبال بثقافتهم وتقاليدهم وعاداتهم “[4].
ويعتقد المؤرخون النيباليون أن أوائل المسلمين استقروا في كاتماندو في عهد الملك راتنا مالا في أواخر القرن الخامس عشر. ربما كان التجار الكشميريون أول المسلمين الذين وصلوا، يليهم الأفغان والفرس وحتى العرب. حيث دعا مبعوث راتنا مالا إلى لاسا المسلمين الكشميريين إلى كاتماندو للتجارة بين كشمير ولاداخ ولاسا، كما دعا المسلمين الهنود للعمل كخدم ومستشارين مما أدى إلى التنافس مع نبلاء نيوار في محاكم مالا”.[5]
ويعتقد المؤرخ بابورام أشاريا أن المسلمين كانوا هناك أيضًا لحماية الملك راتنا مالا من الأقارب المتمردين وكبار مسؤولي المحاكم. مثل الآخرين، استخدم شوبيز راجاس في غرب نيبال أيضًا المسلمين الأفغان والهنود لتدريب الجنود النيباليين على استخدام الأسلحة النارية والذخيرة. كان للمسلمين الكشميريين مساهمة كبيرة في عمليات توحيد نيبال؛ شجع الملك بريثفي نارايان شاه التجار المسلمين على الاستقرار مع عائلاتهم في نيبال.
قال المؤرخون إن “بريثفي نارايان شاه وظف التجار الكشميريين كجواسيس ومخبرين بسبب اتصالات شخصية مع حكام الملا”. بعد انتصاره، منحهم الإذن لبناء مسجد اسمه جامع نيبالي، غانتاغار بالقرب من حرم تري تشاندرا. خلال نظام جانغ بهادور رانا، هاجر عدد كبير من المسلمين إلى تاراي في نيبال من الهند هربًا من اضطهاد الجيش البريطاني خلال تمرد السبيوي عام 1273هـ (1857م)[6].
ويقول سليم أنصاري ألكاس أنصاري، باحث في الدكتوراة، في مركز الدراسات العربية والإفريقية، جامعة جواهرلال نهرو، في نيو دلهي بالهند في مقال له في مجلة أقلام الهند، بعنوان “تاريخ الإسلام والمسلمين في نيبال”:
إن “معظم مسلمي النيبال هم من الهند ولكن وجد أن بعضهم قد أتوا مباشرة من أفغانستان وبلاد فارس والعراق ودول عربية أخرى في فترات لاحقة”.
ويقول الدكتور تري لوك جندر مجويوريا وهو بروفيسور في جامعة تريبهوان كاتماندو في كتابه “المذاهب في نيبال” أنه من الممكن أنه كانت علاقة بين نيبال والدول العربية بعلاقتهم بالصين والهند والتبت. حيث يقول:”إنه من اليقين أن البلدان العربية لم تكن تجهل دولة نيبال في القرن الثامن وكانت تعرف نيبال ولهم علاقة مع نيبال عن طريق التجارة”.[7]
كما يؤكد أن المسك خلال فترة ليجهاوي في القرن السابع، كان أهم الصادرات من نيبال.[8]
ونستمر في نقل النقولات التاريخية، وهذه المرة يقول المؤرخ النيبالي: “لو تتبعنا تاريخ انتشار الإسلام في العالم لرأينا أنه انتشر في الجزيرة العربية في القرن السابع الميلادي، وكان العرب تجاراً معروفين، فتم الاتصال بينهم وبين شبه القارة الهندية مثلما كانت لهم علاقة تجارية بالبلدان الآخرى في العالم. وتمت العلاقة التجارية بين العرب ونيبال من خلال تصدير المسك النيبالي إلى البلاد العربية، وقد جاء ذكر نيبال في كتاب عربي “حدود العالم” الذي تم ـتأليفه في سنة 798م. وقد ذكر في الكتاب أن نيبال كانت تصدر إلى البلاد العربية.[9]
وحدث هناك فراغ بعد ذلك في التاريخ بشأن علاقة نيبال بالدول العربية، حتى جاء في أواخر القرن الثاني عشر الميلادي ذكر تأثير الإسلام والمسلمين في نيبال بعد قيام الحكم الإسلامي في شمال الهند[10].
ويقول الشيخ محمد بن ناصر العبودي مؤيدا لذلك: “لا يوجد في التاريخ ما يمكن أن يعرف منه بداية دخول المسلمين إلى هذه الديار ولكن الاستقراء والتتبع لبعض الأحداث التاريخية يشيران إلى أن الإسلام دخل المنطقة مع دخوله في شمال الهند في القرن الخامس الهجري عن طريق التجار العرب وغيرهم من المسلمين، ثم أخذ ينتشر في أرجاء البلاد ومدنها وقراءها بمرور الزمن حتى لم تعد ناحية من نواحيها إلا وقد وصل الإسلام إليها، ولا شك في أن المسلمين قد دخلوا إليها قبل ذلك على هيئة أفراد وتجار غير مستوطنين“.[11]
تقول الباحثة شميمة صديقة: “بدأ استوطن التجار المسلمون في الوادي، حيث بدؤوا التجارة مع نيبال، ودخل بعض المتصوفين والمعلمين أيضا في نيبال واستقروا، إذ أذن لهم الملوك من سلالة رتنا مللا باستيطانهم. واتبع الملك نارايان شاه بعد توحيد نيبال السياسة نفسها نحو المسلمين واستقر بعض المسلمين كالصانعين. وقد بعث بعض منهم إلى الصين والتبت مع الوفد النيبالي الدبلوماسي مترجمين لهم وكانت حضارة المسلمين مؤثرة في نيبال أيضا في عهد “رانا” وتشير القصور والمنشآت الباقية إلى يومنا هذا إلى تأثير حضارة المسلمين وثقافتهم وكما يظهر ذلك أيضا من أزيائهم وحليهم، وقد دعي المسلمون فيما بعد خلال حملات نارايان شاه العسكرية لصناعة الأسلحة والتي ساعدت الملك نارايان شاه للحصول على أهدافه السياسية[12].
يقول سليم أنصاري:”يجدر بالذكر هنا أن المسلمين جاؤوا لاجئين إلى نيبال بعد الثورة التاريخية في الهند 1858م وذلك لتحرير الهند من الاستعمار البريطاني. وإنه من المذكور أن العالم “مولانا سرفراز على شاه” –مفتى الإمبراطور المغول بهادر شاه ظفر – إلى كاتماندو، وقام بتجديد المسجد الجامع النيبالي ومكث في العاصمة إلى أن جاءته المنية ودفن في الجانب الشمالي من ساحة المسجد المذكور. والشخصية الأخرى التي يجدر لها بالذكر هي السيدة بيغم حضرت محل –الزوجة الثانية للنواب (دولة أوده) واجد على شاه، ولجأت الملكة حضرت محل إلى كاتماندو مع إبنها وكثير من المسلمين، وكانت الملكة قادت الجنود للاستقلال ولكنها انهزمت في الحرب ولجأت إلى العاصمة ومكثت إلى أن ماتت وقد دفنت في ساحة المسجد النيبالي”[13].
هكذا كانت بداية الإسلام من علو همم التجار المسلمين ثم الفتوحات العظيمة، ثم التدافع الذي توجبه حركة السلطنات والإمبراطوريات في المنطقة، وقد بذل المسلمون الأوائل جهودهم في إيصال رسالة الإسلام كما هي لسكان هذه البلاد، إلا أن استمرار المدد العلمي الذي يحفظ لهذه الرسالة بقاءها قوية وراسخة، في العصور المتقدمة، كان ضعيفا بالمقارنة، على الرغم من تطور وسائل النقل والاتصالات.
لقد كان للمسلمين أثرهم في تاريخ نيبال، حيث كانت حكومات نيبال قديمًا تحتذي بأساليب المسلمين في الدفاع العسكري، وأنشئت العديد من المدن المحصنة على طراز تحصين المسلمين للبلاد.
وكان المسلمون في نيبال بارعين في نصب المدافع لإطلاق النار منها، واستفاد منهم ملوك نيبال في الأعمال الإدارية للبلد.
واقع المسلمين اليوم





مسجد كاتماندو
ومع أنه يمكن للمسلمين في نيبال إظهار شعائرهم الدينية وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، وأداء شعائر الأعياد وأيضا بناء المساجد والمدارس والمراكز الإسلامية. ويسمح لهم بالحصول على إجازة عيد الفطر ليوم أو يومين. إلا أنهم يعيشون في دائرة ضيقة لا يمكنهم التوسع بعدها من حيث النفوذ والقوة.
ولهذا يستمر واقع المسلمين فقيرا وضعيفا، واقتصادهم متأخرا، حيث يعمل أغلبهم في الزراعة والحرف والصناعات المحلية كيد عاملة. وتساعدهم في تلبية احتياجاتهم الأساسية بعض الجمعيات الخيرية الإسلامية.
كما توفر بعض الجمعيات الإسلامية المدارس الإسلامية والمراكز الدعوية؛ وتبني المساجد في القرى والمدن وتسعى لتوفير دعاة وخطباء وأئمة وطلبة علم، بإرسالهم بعثات دراسية للهند والسعودية.
وبشكل عام شهدت أواخر القرن العشرين انتشارا أكبر للإسلام وقيمه الاجتماعية بسرعة أكبر بسبب عناية مسلمي الجزيرة العربية والهند بالدعوة في نيبال.
ومن إنجازاتهم في هذا الصدد بناء مساجد كثيرة لا تعد ولا تحصى، حتى لا تكاد توجد قرية في المناطق السهلية إلا وعمروها بالمساجد.
إلا أنهم لم يلتفتوا إلى المناطق الجبلية التفاتا مطلوباً، ولذلك لا يزال المسلمون الذين يقطنون تلك المناطق لا يعرفون عن الإسلام وتعاليمه إلا القليل، وتسود بينهم العادات والتقاليد الهندوسية حتى أن بعضهم قد يحضرون في معابد الهنادك ويشاركون في شعائرهم الشركية. ولا تزال الحاجة للدعوة هناك ماسة وتعاني الضعف وقلة المدد.
ويتبع أكثر المسلمين في نيبال مدرسة الفقه الحنفي الإسلامية، وكثير منهم من الديوبندية، كما يملك أهل الحديث حضورا وجهودا في الدعوة.
وأما الشيعة فنسبتهم ضئيلة جداً مقارنة مع أهل السنة، ويسكنون في مقاطعة “سونساري” في المنطقة الشرقية. كما يُرصد وجود “القاديانية” و”البريلوية” وجميعها فرق ضالة.
من مشاكل المسلمين في نيبال

لا يزال المسلمون في نيبال يعانون من الجهل وتفشي البدع، كتداعيات لفوضى وضعف العمل الدعوي وافتقاده للتنظيم وسعة الوصول، حيث أن الجهود الدعوية الحديثة ليست كافية بعد لاستدراك الجهل بالإسلام والتصدي للبدع المتفشية والدعوات الضالة، بسبب تسلط التعصب المذهبي والحزبي. ويزيد الأمر تعقيدا أن المسلمين يواجهون العنصرية من الهندوس وهي عنصرية تتصل بموجة العنصرية التي تستقوي في الهند، وتغذيها الحكومة، والقادة المتطرفون. في وقت يحاصر فرص الازدهار الإسلامي، التضييق الحكومي.
ويفتقد المسلمون المقيمون في القسم الجبلي لنيبال للخدمات التي تسهل تنقلهم فضلا عن صعوبة وصول الدعاة والمسلمين لهم، وهم نسبة قليلة، لكنها تتنقل بصعوبة في هذه المناطق، ونمط عيشهم يشبه سكان التبت في المشرب والمأكل والملبس.
أما المسلمون القاطنون في قسم السهول من نيبال -ونسبتهم أكبر من المناطق الجبلية- فنمط عيشهم يشبه سكان الهند مأكلا ومشربا، ولهم حضور بارز في كل من “روتهت” التي تقع على حدود جمبارن الشرقية بولاية بيهار و”سنساري” وكفل وستو” و”روبنديهي” والتي تقع على حدود الهند لولايتها أترابراديش.
ويتوفر للمسلمين في هذه المديريات المدارس والكليات الإسلامية كما تظهر فيها الملامح الإسلامية بوضوح. ولهذه المديريات جهود كبيرة في نشر العلوم الإسلامية والعربية في المجتمع الإسلامي النيبالي وهناك ينشط الدعاة أكثر من المناطق الجبلية.
ويبقى الـ “تارو” المسلمين في نيبال في أسوأ حالة ثقافية وتعليمية، وهم أكثر تخلفا وحرمانا من التسهيلات الحكومية والتبرعات الدعوية، ولا توجد خدمة المدارس في مناطقهم.
أصول المسلمين في نيبال

ينقسم المسلمون في نيبال إلى عدة أصول:
مسلمون من أصل كشميري: وهم تجار وسياسيون وموظفو الحكومة من حيث العموم. ويعتقد أنهم أرقى منزلة من المسلمين ويسكن هؤلاء في كاتماندو عاصمة الدولة.
مسلمون من أصل هندي: هاجر أجدادهم من الهند كرجال الحاشية الملكية أو كتجار. يتمتعون بهوية المستقلة وغالبيتهم يسكن في العاصمة.
مسلمون من أصل تبتي: هاجروا من التبت استجابة لدعوة من سفير “رتنا ماللا” – ملك نيبال آنذاك في لهاسا. وكذلك فرارا من الاضطراب السياسي في التبت في الستينات. وهم محافظون على ثقافتهم، وأكثرهم تجار، وأكثرهم يقيم في العاصمة.
مسلمو ترائي: يعيشون في المناطق التي تحدها الهند من الشرق والغرب وقلة قليلة منهم تعيش في العاصمة. وانضم مسملو منطقة “نيبال غنج” مع نيبال مع أقليمهم إذ كانت هذه المنطقة من ضمن تلك المقاطعات الأربع التي أعطت الحكومة البريطانية الهندية لنيبال من مملكة “نواب أوده” كجائزة للعون الذي قدمت لها نيبال خلال حركة التحرير ضد الإنجليز في عام 1273هـ (1857م)، وتضم هذه المنطقة أغلب سكان المسلمين في نيبال. ولا يعتبر مسلمو هذه المنطقة مهاجرين إذ انضموا إلى نيبال مع منطقتهم.
مسلموا الهضبة: يعيشون في المناطق الجبلية في غرب كاتماندو.



خطر التنصير في نيبال
على الرغم من وعورة التضاريس في نيبال، وصعوبة وصول المنصرين إليها، وعلى الرغم من غلبة الهندوسية في خريطة المعتقدات فيها، إلا أن القساوسة قد انتقلوا من مراكز التنصير في المدن الهندية “بتنه” و”كلكتا” و”غُوا” إلى جبال نيبال في القرن الحادي عشر الهجري (السابع عشر الميلادي)، وحاولوا إقامة مقرات تنصيرية في “كاتماندو”، وفي البداية ترك لهم الملوك النيباليون المجال مفتوحًا لتقديم خدماتهم، ثم لما أدركوا خطر هؤلاء المنصرين، طليعة حملات الاحتلال، قاموا بطردهم خارج البلاد، حيث قام الملك “بريتهوي نارائن شاه” الذي وحد دولة نيبال، بطرد 62 منصرًا وقسيسًا وذلك في عام 1183هـ (1769م) خارج البلاد.
وقد عانى المسلمون من تغلغل تلك المنظمات في مجال العمل الخيري، وتقديمهم الخدمات الطبية والتعليمية والإغاثية وغيرها من الخدمات الاجتماعية بأهداف تحقق خدمات الكنيسة[14]، ورغم قلة الوعي لدى مسلمي نيبال، وتأثرهم بالمعتقدات الهندوسية فقد بدأوا ينأون بأبنائهم عن تلك المدارس، ويحاولون منع تداول المطبوعات التي يصدرها هؤلاء القساوسة في قراهم، وبين شبابهم.
وعادت المنظمات التنصيرية للعمل في نيبال من جديد في العصر الحديث، حيث بلغ عدد المدارس التي أسستها البعثة المتحدة إلى نيبال (UMN) وحدها 39 منظمة نصرانية، اتحدت جميعها للعمل معًا في نيبال باسم المسيح كما جاء في أهدافها المعلنة.[15]
الثقافة الإسلامية في نيبال

يتحدث جميع المسلمين في نيبال عمومًا لغات محلية مختلفة، لكنهم يعتبرون اللغة الأوردية لغاتهم الثقافية لأن جميع الأدبيات المتعلقة بقواعد السلوك الإسلامية متوفرة في نيبال باللغة الأردية فقط.
ويتحدث المسلمون الكشميريون لغة مختلطة من النيبالية والأوردية كما أنهم يجيدون لغة نيواري؛ أما التبتيون فيتحدثون اللغة التبتية والنيبالية؛ والأوردية، والأودهية، والبوجبورية، والمايثيلية والنيبالية التي يتحدث بها المسلمون في غرب أو وسط أو شرق منطقة السهول.
تتوفر للمسلمين في نيبال العديد من الكتب الإسلامية، حيث تتوفر لهم المصاحف المترجمة للقرآن إلى اللغتين الهندية والنيبالية فضلا عن كتب الحديث والعديد من الكتب الإسلامية التي كتبت باللغة الأردية والنيبالية.
العمارة الإسلامية البارزة للمباني الكبيرة أو العامة، مثل المسجد والقصر والحصن. تنعكس في مسجد الجامع النيبالي، والمسجد الكشميري، وغيرها من العمارة من الطراز الإسلامي في نيبال.
يتبع المسلمون النيباليون التقويم الإسلامي ولكنه لا يتبع بشكل رسمي بل باجتهاد فردي وداخل المجتمعات الإسلامية.
يعتبر المسلمون في نيبال مواسم رمضان وعيد الفطر وعيد الأضحى محطات مهمة يجتمعون فيها لإظهار شعائرهم، وكذلك يحتفلون بالمولد النبوي ومحرم وشب القدر وشب بارات وغيرها من احتفالات مبتدعة.

يعتبر طعام المسلمين النيباليين لذيذًا ومشهورًا في جميع أنحاء العالم. ويتناول المسلمون النيباليون الطعام المتاح محليا. فيأكلون الأرز والعدس والخضار والسمك والدجاج ولحم الضأن، كما يتناولون “الخبز” أنواعا مختلفة من الباراتا، تشانا، خبز الفواكه، البيض، “الكوكيز” والشاي وغيرها في وقت الإفطار.
يتم طهي الأطباق التقليدية المميزة في المناسبات الخاصة مثل البرياني والبولا وأصناف مختلفة من الدجاج ولحم الضأن وكباب اللحم والكورما والمخللات الخاصة وأخيراً من عادات المسلمين النيباليين تقديم الحلويات واللبن.
وفي رمضان يعد المسلمون النيباليون أنواعًا مختلفة من المأكولات في وقت الإفطار. كأطباق التمر والعصير أو الشربات والفواكه وأنواع مختلفة من الباكودا وتشانا وأنواع مختلفة أيضا من الحلويات، حيث تعد حلويات “سواي” الأكثر خصوصية وتميزا بمناسبة شهر رمضان ومناسبة العيدين. ولكنه ترف لا يتوفر لكل المسلمين في نيبال، بل فقط للطبقة المكتفية والغنية.
ويهتم المسلمون في نيبال في نظامهم الغذائي، بالحلال والحرام فيذبحون ذبحا إسلاميا، ولا يقبلون أي لحوم غير حلال من غير المسلمين غير الأسماك والخضروات.
أغلب المسلمات في نيبال يعكسن تقاليد شعبية أو شعائر الإسلام في لباسهن، فيرتدين الثياب التقليدية الفضفاضة والساترة أو الحجاب الإسلامي، وإجمالا الثياب في نيبال تعتمد على الممارسة الاجتماعية لأفراد منطقة بعينها.
ويرتدي الرجال المسلمون في نيبال البنجابية واللونجي كزي تقليدي، وزيا عاما كمثل السترة والقميص والسروال والمعطف. وبشكل عام يرتدي معظم الرجال الإزار والبنجابي والقبعة في وقت الصلاة.
تنتشر تحية الإسلام بين المسلمين في نيبال”السلام عليكم”، ويتم التعبير عن الاحترام بعد المصافحة من خلال وضع اليد اليمنى على القلب. ووجد أن الرجال والنساء من الجالية المسلمة في نيبال لا يتصافحون مع بعضهم البعض.
ومن عادة المسلمين في نيبال عند فراق أقربائهم وعشيرتهم وأصدقائهم أن ويدعوهم بعبارة “خدا حافظ” وتعني: في “رعاية الله”.
يكرم الضيف لدى المسلمين في نيبال ومن غير اللائق أن يجلس الزائر على الأرض. ويحرصون على آداب الإسلام في الطعام بقول “بسم الله” قبل الأكل، ويستخدمون اليد اليمنى فقط للأكل والشرب ويقولون “الحمد لله” بعد الأكل. وكل سنن الإسلام مشتهرة بينهم.

يهتم المسلمون في نيبال بدينهم وشعائرهم، في كل منظومات الحياة، ويتحدثون من اللغات الأوردية والأودهية والبوجبورية والمايثيلية والنيوارية والتبتية والنيبالية.
نجد اختلافات ثقافية بين مسلمي منطقة السهول ومسلمي التلال في نيبال، حيث لوحظت الاختلافات في المظهر الجسدي، واللغة، وتقاليد اللباس، والممارسات الثقافية.
ويتأثر مسلمو التلال إلى حد كبير بالثقافة الهندوسية المحيطة. على سبيل المثال بعض مسلمي منطقة التلال يحلقون رؤوسهم بعد وفاة أحد أفراد أسرتهم، وهي ممارسة لا يفعلها المسلمون أبدا؛ ولذلك على عكس المسلمين في الجبال، لا يتبع مسلمو منطقة السهول ممارسات حلاقة الرأس.
المسلمون في نيبال جزء لا يتجزأ من العالم الإسلامي

يتأثر المسلمون في نيبال بأحداث العالم الإسلامي مثلهم مثل جميع المسلمين، ومن ذلك تعرضهم لموجة العنف ضد المساجد ومصالح المسلمين التي اجتاحت العاصمة النيبالية بعد قتل 12 رهينا نيباليا في العراق. في عام 1425هـ (2004م).
وألقيت القنابل على مساجد المسلمين واعتدي على مصالحهم التجارية، وأوقفت صلاة الجمعة وصلى الناس في بيوتهم على إثر حظر التجول الذي فرضته الحكومة النيبالية آنذاك في كتماندو، لإيقاف العنف الذي تسبب في تدمير المساجد وممتلكات المسلمين.
ولأن الاقتصاد له دور فعال في نهوض المجتمعات المسلمة فإن المسلمين في نيبال لا يزالون مضطهدين يعانون البطالة والفقر والإفلاس منذ قرون بعيدة، ولا يزال أغلب اعتمادهم على التبرعات والمساعدات الخارجية من المسلمين والمؤسسات الدعوية في البلاد الأخرى. لتوفير الخدمات الدعوية والتعليمية لهم، وهذا يدل على درجة ترابط الاحتياجات بين المسلمين، احتياجات المنفقين للإنفاق واحتياجات المنفق عليهم لهذا الإنفاق. ولذلك موجبات وبركات في خدمة الإسلام والمسلمين.
ومع فتح باب العمالة في دول الخليج، وعلى الرغم من تحسن الوضع الاقتصادي للأسر المسلمة النيبالية بتوفير مثل هذه الفرص للعمل، إلا أن الكثير من المسلمين لا يشغلهم إلا جني المال لذلك تحولت هذه الفرصة لتقوية اقتصادهم لعقبة أخرى بحق تعليم الأجيال، حيث تصر الأسر على إرسال أولادها وأحفادها إلى خارج البلاد لكسب المال، بإهمال لواجب تعليمهم، وبذلك هم يضيقون فرص الجيل في الارتقاء بالدراسة بشغله حصرا في العمالة لجني المال منذ سنّ مبكرة. وفي ذلك تضييع لفرص الجيل في تطوير نفسه ومجتمعه.
في الختام
لا يملك المسلم اليوم إلا أن يحمل الشكر والامتنان الكبير للمسلمين الأوائل الذين حملوا رسالة الإسلام لكل مكان، حتى إلى قمم الجبال الشاهقة، رغم بدائية الوسائل التي كانت تتوفر لهم في التنقل، ورغم كثرة التحديات، لم يثن عزم المسلمين عقبة ولا ظرف، فحملوا الإسلام بصدق إيمانهم وبكرم أخلاقهم وعلو هممهم للناس في كل مكان، فكانت سيرهم مفخرة، ولكن في الجانب المقابل يشعر المسلم بالحزن لحال المسلمين في زماننا، فمع أن وسائل النقل والاتصال أضحت متوفرة وسريعة أكثر بكثير مما كان عليه الحال في الماضي، إلا أن جهود الدعوة وتحسس حاجات المسلمين لا يقوم عليه إلا ثلة قليلة جدا من الدعاة وطلبة العلم.
وهذا يوجب العناية بتصحيح فهم الكثير من المسلمين لأولوياتهم في الحياة، فلا تشغلنهم زينة الطريق وزخرف الدنيا وإشباع الشهوات والمنافسة في الدنيا، عن واجباتهم في سد الثغور وحفظ المدد الإسلامي وجمع المسلمين على كتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، والتصدي لكل تبديل للدين وتحريف لرسالة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم، بفقه وبصيرة، وبدون تهاون، فإنما علينا البلاغ، والله تعالى يستعمل من عباده من يشاء.
إن واجبات المسلم اليوم أضحت مهمشة ومهملة، وقُدّم عليها كل ما هو غير واجب، والذي عُظّم بتطفيف وبخس لحقيقة خلق الإنسان في الأرض، وتصحيح هذا الخلل في الفهم للغاية الوجودية للإنسان، من أبرز عوامل الانبعاث في الأمة.
فعلى التواقين للفضل وموجبات السبق، تعلم فنون الدعوة والاطلاع بشكل أكثر قربا على أحوال الأقليات المسلمة المنسية، والتفكير في خطط لتحسين ظروفهم والتطوع بالأوقات والأموال والأفكار الملهمة، وبناء الجسور وتوفير التعليم، لتقوية المجتمعات المسلمة، في وسط يعج بتسابق الدعاة الهندوسيين والنصارى والبوذيين والفرق الضالة، لدعوة الناس للكفر والشرك والضلالة. والمسلمون أولى بسد ثغرهم وإعلاء كلمة الله تعالى، وإعداد الأمة لمرحلة الصعود القادم. بالعناية بجميع أسباب القوة وبتكامل منظومات حياة المسلمين كافة.
وفي الواقع إن دراسة تاريخ وحاضر الإسلام لدى الأقليات المسلمة يصنع وعيا مؤلما، بأن الحرب على الإسلام ليست السبب الوحيد في تراجع المسلمين وحضارتهم إنما في الواقع، الخلل الأكبر لا يزال في الذهنيات التي لم تدرك بعد عظمة ما تحمله من أمانة ومسؤولية. الخلل لا يزال يكمن في الغفلة عن عظمة الإسلام وموجبات الارتقاء في الدنيا والآخرة والارتهان لكل ما يشغل المسلمين عن غايتهم الأسمى. وتبديد هذه الغفلة يبدأ من إعادة صياغة الذهنيات على ما كان عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم بإحسان، وإعادة سيرهم للواجهة كمدرسة وقدوة، وهو ما يقدم حلا لا يخذل العاملين لنصرة الإسلام والمسلمين. وهكذا يُبنى مجد السيادة بدين الله تعالى، بإذنه سبحانه، بإخلاص وحسن اتباع وصبرٍ ومسابقة ويقين لا ينضب.
المصادر
المسلمون في نيبال: مجلة البيان ( العدد : 291)
المجتمع النيبالي الإسلامي: عطاء الله عبدالحكيم السنابلي
المستودع الرقمي: وصول الإسلام إلى نيبال (1)
وصول الإسلام إلى نيبال (2)
المسلمون في نيبال.
مجلة أقلام الهند، إصدار السنة الثامنة، العدد الثاني: تاريخ الإسلام والمسلمين في نيبال للكتاب سليم أنصاري.
[1] حفظ الرحمن، جغرافية نيبال وتاريخها باللغة الأردية، طبع في 2003م، صـ57
[2] التحقيق والإصلاح في التاريخ لمجلس التحقيق والإصلاح باللغة النيبالية، صـ311، 324، ط 2019 بكرم سمبت، كاتماندو
[3] جغرافية نيبال وتاريخها لحفظ الرحمن باللغة الأردوية صـ 60
[4] مجلس التحقيق والإصلاح، التحقيق والإصلاح في التاريخ باللغة النيبالية، طبع في 2019 بكرم سمبت، كاتماندو، صـ311
[5] حفظ الرحمن، جغرافية نيبال وتاريخها باللغة الأردوية، طبع في 2003م، صـ 57
[6] حفظ الرحمن، جغرافية نيبال وتاريخها باللغة الأردوية، طبع في 2003م صـ 60
[7] المذاهب في نيبال للدكتور تريلوك تشاندرا صـ12 طبع 2013 (Religions in Nepal by Dr. Trilok Chandra)
[8] المصدر السابق.
[9] ج. سي. ريجمي: ثقافة لشوي (كتاب باللغة النيبالية)، صـ 150، مطبعة رتنا بوستاك بهاندار، كاتماندو
[10] واقع الدعوة لشميم أحمد صـ 57، وتقرير المنظمة الإسلامية للشباب 1993 كاتماندو نيبال
[11] في نيبال بلاد الجبال لمحمد بن ناصر العبودي، صـ 106، طـ1، 1989م، مطابع الفرزدق التجارية – الرياض
[12] مسلمو نيبال لشميمة صديقة صـ108، وشميمة صديقة هي من بنغلاديش التي كتبت البحث باللغة الإنجليزية عن دولة نيبال ومسلموها.
[13] جغرافية نيبال وتاريخها لحفظ الرحمن باللغة الأردوية صـ 60
[14] التبشير والاستعمار في البلاد العربية، د. مصطفى خالدي وعمر فروخ، منشورات المكتبة العصرية- بيروت، 1982 م، صـ66.
[15] واقع الدعوة الإسلامية في نيبال في العصر الحاضر، شميم أحمد بن عبد الحكيم، صـ219.