النشرة البريدية

بالاشتراك في النشرة البريدية يصلك جديد الموقع بشكل أسبوعي، حيث يتم نشر مقالات في جانب تربية النفس والأسرة وقضايا الأمة والمرأة والتاريخ والدراسات والترجمات ومراجعات الكتب المفيدة، فضلا عن عدد من الاستشارات في كافة المواضيع والقضايا التي تهم المسلمين.

Subscription Form

إضاءات في سبيل التمكين للدين

الإضاءة الأولى

﴿ فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا ۖ قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا﴾ [ الكهف: 71]

﴿ فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا﴾ [ الكهف: 74]

﴿ وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَىٰ إِلَىٰ قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِي ۖ أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ ۖ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ﴾ [ الأعراف: 150]

لقد حمل موسى من الغيرة على الحق ما يعجز القلم عن وصف هيبته! ويكفي للدلالة على جلال موجبات هذه الغيرة من فضل، أن يكون موسى عليه السلام من أولي العزم من الرسل، عليهم السلام.

وكذلك كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، في غيرتهم على مقامات حفظ هيبة الحق ونصرة النبي فدته نفسي وحرمات الدين، مدارس جليلة!

ومنذ فرطنا في هذه المدارس العظيمة للأنبياء والصحابة، هانت هيبة الحق في النفوس، وازدرتها الناس بكل حجة وفلسفة!

حتى أضحى أطفالنا تقطع رؤوسهم على أيدي المغضوب عليهم أمام أعيننا ولا نحرك ساكنا ننتظر أن يرحمنا عدونا ونكتفي بالتأوه أمام الشاشات، هذا مبلغنا من النصرة!!

وهل يعظم الوهن مثل قتل الغيرة!

اللهم إنا نشكو لك غربة الدين وعجز الثقة وجلد الكافر!

الإضاءة الثانية


لا تبحر في رحلة العلم قبل أن ترسخ قواعدك وأصولك وأخلاقك بالاقتداء بالسابقين الأولين!

كيف يكون ذلك؟

لا تجعل بدايتك كتب المتأخرين والمعاصرين، حين تكون في بدايتك، بل اجعل بدايتك من ميراث السلف الصالح، وخاصة تفسير القرآن العظيم يجب أن تبدأ بتفسير الصحابة وأئمة السلف، ثم السيرة يجب أن تطلع عليها قبل أي سيرة أخرى ولو قرأت أكثر من كتاب وتدبرت أكثر من مرة، فهذا رصيد سيسعفك جدا فيما سيتقدم في حياتك.

ثم لا تتقدم في الطلب قبل نيل نصاب من الحديث والسنن، ثم التأدب بأدب سير الأنبياء والصحابة رضي الله عنهم، وكل مرجع لمن سبق موجب للسبق! بما في ذلك الرقائق ومرجعيات العبادات القلبية والفوائد العلمية البهية.

إلى هنا أنت تؤسس لنفسك القواعد العقدية والخلقية والمنهجية التي يحملها السابقون الأولون، فيمكنك بعدها أن تنطلق لتقرأ ما شئت وستجد بتعظيمك لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فوق كل حق، فارسا يسير عزيزا مؤيدا، قد امتلكت عينا ناقدة لا تنقاد كالإمعة لكتب تصور لك الأصول في زمن السلف، تشددا وتخلفا ورجعية!

ستميز جيدا بين الغث والسمين! ولن تكون فريسة سهلة لحملات التغريب والاستضعاف.

ستقوى بصيرتك وستصون فراستك!

ومن قرأت سيرة أمنا عائشة رضي الله عنها وتربت على آثارها ومواقفها، لن تغريها ديباجة النسوية المتأسلمة اليوم مهما اشتهرت بين الجموع ووجدت لها من أنصار يرفعونها ويرقعون لها ويروجون لدعوتها بكثرة فلسفات وتملقات، لأنها بأثر واحد تسمعه من أمنا عائشة رضي الله عنها، تأدب نفسها على حفظ فطرتها ودينها، قد أبصرت النور، وتحصنت من كل ما يدنس فكرها ويحرفها عن جلال منازل الآخرة، إن رحمها ربي!

إن أكبر جريمة نرتكبها بحق أنفسنا اليوم أن نقدم على قدوة السابقين الأولين أحدا، فتضعف معرفتهم ومحبتهم وسيرهم في قلوبنا، وتتلاشى في الهوامش مبخسة، فنفقد الأثر والسر الذي يثبت به ويتزود الذين اتبعوهم بإحسان.

أحبوا الله ورسوله، أحبوا الأنبياء، أحبوا الصحابة، ليس قولا وهمسا! بل محبة توجب دوام الذكر والاستقامة والوفاء! فالمحبة دليل وعمل، وليس قول وادعاء!

ورددوا في كل حين، اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة فاجمعنا بالأنصار والمهاجرة.

لا تعميكم زينة الطريق! فإنما مفاتيح السبق عند من سبق!

الإضاءة الثالثة

العلم حركة، ليس ركودا، فالإنسان ينمو وينضج، ويتزود ويستقوي، بحسب ما يغذي نفسه ويتحصن من موجبات الانحراف والغرور وبحسب ما يحفظ هيبة العلم في نفسه.

وتحفظ هيبة العلم في النفس، بالإخلاص والعمل به، وإخراج زكاته، وصيانته من الخوارم والفتن ومصالح الدنيا. بالصدع به وبالجهاد به.

وبحسب ما تفي للعلم يفي لك ويفتح الله عليك، ففضائل الله تعالى تنال بقدر ما تقدم لنفسك.

وكل مسلم يشرق وتزدهر الفضيلة فيه والفضائل، بحسب ما يملك من رسوخ مفاهيم الإخلاص وحسن الاتباع في نفسه، وبحسب قوة تعظيم لله جل جلاله وشريعته في حياته.

وبحسب ما يجدد البيعة أمانة، المساس بصدقها الموت..!

وهذه ثوابت لا تتطلب الكثير من العلم، فكلها في كتاب الله تعالى وسنة وسيرة نبيه صلى الله عليه وسلم، ولو تمسك بهما العبد بوصال لا ينقطع، لاكتفى وتزود لمسيرته على استقامة بلا اضطراب.. إن حقا صدق ولم تغلبه الدنيا!

فكلما غلبت الدنيا النفوس، انطفأ سراج في القلوب، وانطمست البصيرة بقدر الظلام الذي أحدثته غلبة هذه الدنيا في نفس الإنسان.

والموفق من ربى نفسه على حراسة قلبه من غلبة الدنيا عى نفسه، وصيانة فطرته وعلمه مما يدنسها.

الموفق من وحد الله مخلصا، واتبع الأثر وجلا.

الإضاءة الرابعة

إذا أردت أن تعيش الفتح في مسيرتك لله تعالى، فجرب سبيل الاستجابة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم بلا لجلجة ولا تردد، ثم انعم بموجباتها وفضائلها بما يغنيك ويكفيك.

ولتحقيق ذلك،

اجتهد في إقامة نفسك على الاستجابة لأوامر الله تعالى والانتهاء عن نواهيه. كما جاءت في القرآن والسنة.

خذ بوصايا النبي صلى الله عليه وسلم بقوة، وصن نفسك مما ينهى عنه!

ثم انظر لأثر ذلك في نفسك، حتى لو لم تكثر من الطلب والدراسة.

وأنت بذلك على سبيل المؤمنين تنعم بفضائل الإيمان والاستقامة. بقدر قوة استجابتك، وذلك الفضل!

فكيف بمن استجاب لأمر الجمع والجهاد في سبيل الحق والشهادة لإعلاء كلمة الله تعالى والتمكين لشريعته في الأرض.

اللهم إنا نسألك من فضلك العظيم.

النشرة البريدية

بالاشتراك في النشرة البريدية يصلك جديد الموقع بشكل أسبوعي، حيث يتم نشر مقالات في جانب تربية النفس والأسرة وقضايا الأمة والمرأة والتاريخ والدراسات والترجمات ومراجعات الكتب المفيدة، فضلا عن عدد من الاستشارات في كافة المواضيع والقضايا التي تهم المسلمين.

Subscription Form

شارك
Subscribe
نبّهني عن
guest

1 تعليق
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
عبدالرحمن بوكلة

سبحان الله العلم النافع ما احلاه يغذي العقل ولا يشبع منه بارك الله فيك دكتوره

1
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x