فيما يلي عينة فقط لما يصلني من رسائل بالاستشارة نفسها:
سلام الله عليك دكتورة احتاج استشارتك وبنصيحة بشدة أنا على حافة الاكتئاب!
ماذَا سأقول لكِ يادكتورَة، وقعت في أمر محرّم ظننت فيه خيرا، لطالما كنت أدعو الله بالزوج الصالح، في كل صلاتِي وصيامي، وكنت أطلب زوجا بمعايير محددة، أنه يكون لا يريد عمل المرأة ويسعى للتعليم البديل أو المنزلي، ويكون صاحب عقيدة ودين، لا أخفيك يا دكتورة أنا كنت فاقدة الأمل في محيطي، لأن المتقدمين ليسوا كما أريد، ليسوا أهل دين ولا رجولة، ذات يوم أرسل لي أخ في الخاص أنه يريد الزواج، اطلعت على ملفه الشخصي فوجدته يتبع الدكتور (الفلاني المحترم) ومجموعة من العلماء الأفاضل، قلت في نفسي ربما يكون هو الشخص الذي انتظره، تحدّث معي وقال لي أريد رقم هاتف أبيك، عندما أكون مستعدا سأتقدم لك، وقبل هذا تعرفت عليه وعلى أهدافه وأفكاره كي أطمئن، وفعلا توافقنا في الكثير، لكن خطوات الشيطان، كنا نتحدث إلى أن وقعنا في محظور، فقررنا الابتعاد لأن هذا لا يرضي الله ووعدني سيتقدم لي، لكن بعد مدة قال لي لا تنتظريني لأنني لا أعرف متى سيتيسر حالي، قلت له لا بأس أن أنتظرك لا مشكلة، فردٌ علي أنه لا يريد أن يكون السبب في منع زواجي ورزقي، وتركني في خيبة أمل ومكسورة، أنَا تكسر قلبي لأجل المعصية التي تركني فيها،كنّا قد خططنا الكثير،كانت أهدافنا مشتركة، لأوّل مرة أجد ماكنت أبحث عنه، منذ سنين وعندما وجدته تركني، في حالة يرثى لها، أتفكر في ذنوبي وأتفكر في خذلانه، أقول كيف لي أن أطلب من الله زوجا صالحا وأنا عاصية آثمة،كيف لي هذا، سأموت قهرا، أنقذيني بكلامك, وبخيني، أستحق، المهم أعود إلى ربي!
أعتذرُ على إزعَاجك مرّة أخرى والله يا دكتورة لا أستطيع نسيان ما فعله بي، ربّما عندما سيتيسّر حاله، سيذهب لخطبة فتاة عفيفة، سيوصي أصحابه، بأن يبحثوا له عن صالحة، لكن ماذنبي أنا أن يخدَش حيائي،كيف لي الآن أن أعود تلك التقية،كنت لا أفتح باب الخاص ولا أضيف الرجال، كنت صارمة، لكن هذا خدعني، عندما تكونين على عقيدة صحيحة تبحثين بلهفة شديدة عمن يشبهك، فتتوهمين، وتلتمسين الخير، لكن تُصدمين، هو سيتزوج بالعفيفة، ولكن خدش أخرى، كيف له ذلك، ماذا سأفعل أنا، أستحيي من الله أن أطلب زوجا صالحا وأنا فتحت عليّ باب فتنة، أبكي وأبكي حتى تتقطع أنفاسي، وربما هو يضحك وفي سعادة عارمة!
حياك الله وبارك بك،
بداية هوني على نفسك! لا يغني حذر من قدر، وكان قدرك هذا الابتلاء، الذي يزلزل قلب المسلمة، خاصة من تجاهد نفسها للاستقامة وتحمل ثقل الدنيا المعارضة لها كلها. جعله الله تطهيرا لك ورفعة في الدنيا والآخرة، ورددي في كل لحظة اعتصار ألم: “اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها”.
رسالتك ليست الوحيدة! لدي الكثير مثلها، رسائل محترقة تصلني، قد خطت بدمع العينين وارتجاف اليد، فتيات في حيرة وألم وجلد للذات ورغبة في الانتقام، مشاعر كثيرة تختلط، وكل ذلك يحدث في صمت لا يشعر بأنينهن أحد، أما الرجل “الداهية”! فقد رحل، وذهب لأخرى يحتفل بها، قد نسي ما فعل وربما تجاهله تماما كي يعيش سعيدا حياة جديدة، ولديه ألف عذر وحجة، وقد يكون منها “أنت المغفلة”، و”ندمت”، وغيره مما يرضي به ضميره.
تشخيص الحالة المتكررة
لنشخص هذه الحال بداية، كي نبصر أبعادها.
تعيش الملتزمة في وسط موحش من غربة الدين، تحمل في قلبها حلما عزيزا جدا، حلم الزواج من رجل صالح تقي، تكتمل معه وتستقيم، يكون لها القوام والأهل وأب الأبناء، ويأخذ بيدها للجنة، تعيش تلك الأماني بقوة لدرجة أنها ترفض لأجل ذلك كل خاطب غير ملتزم يوجبه وسطها المخالف لما تنشد، لأنها لا ترى سعادتها إلا مع رجل يسير معها إلى الله عز وجل، رجل تعيش معه مواقف الصحابة رضي الله عنهم في بيوتهم وأحلام السابقين الأولين في ذريتهم. رجل تحلق معه بعيدا عن حياة الجاهلية وتأخذ معه الكتاب بقوة، تفديه بنفسها وكل ما يمكنها، وبينما هي في حال انتظار وتوجس وخيفة، يطرق بابها رجل! يحمل ظاهريا كل صفات “رجل الأحلام المنشود” بسيرة دعوية فاخرة، وسمعة على التواصل مبهرة، ثم بعقيدة وأدب يُرتجى فتقول: قد استجاب الله تعالى لدعوتي!
كثيرات يترددن في فتح الباب، فترفض الحديث معه، لأنها تخشى على نفسها الفتنة، لكنه يطرق مرة أخرى وثالثة ورابعة ويظهر من الحزم والقوة ما يجعلها تؤمن! أنه حقا الشهم الأوفى!
يطرق بابها ويتحدث بلغة الالتزام والصدق “ظاهريا دوما” ويقدم الوعود والمواثيق ويوقع على عهد يجعلها تطرب له فرحا، “سأتقدم لك”، “سأتزوجك”، “أنت من أريد”، وهو يقولها كلمات .. وهي تحفر في نفسها آمال حياة!
ثم فجأة تجد نفسها قد استأنست مع فكرة أن هذا “الفارس البطل” الذي اختارها من دون كل الناس لدينها واستقامتها والتزامها، يحمل وعد الزواج بها، فكيف ستكون سعادتها وهو مزكى من فلان الشيخ ومن فلان الداعية، يعرفونه وينشرون له ويعمل معهم وينشر لهم، مثل هذه الخامة لا يُنتظر منها خيانة.
ثم يتدرج الأمر، فيستحل الرجل الحديث في الخاص بحجة “التعرف على زوجته المستقبلية”، تعارفا يصل لأن يلمس عمق قلبها، ويتعرف على كل مشاعرها، ما تحب وما تكره، ما تحلم به وما تخاف منه، يسمع قصة إنسانة، تحمل حلما وأسرارا وكذلك ضعفا مثله تماما! يستمع لكل ذلك وهو يظهر الانسجام والتآلف والمودة والرحمة والغيرة عليها، وهو بالفعل ما تنشده الأمة الضعيفة، التي خلفها بيت موحش، ومخاوف الزواج من رجل لا يرتقي لمرتبة الدين والخلق التي يتحلى بها هذا “المقتحم” المتفهم الحلم!
سيحدث الانسجام الذي يوجبه الاحتياج والفقد والأماني والثقة التي بنيت على خلفية ما رأينا، ويحصل الارتياح وتنبسط الفتاة وينبسط الفتى، ومع كل ذلك ولأنهما بالأساس من وسط ملتزم سيقرعان جرس الإنذار، ويذكران بعضهما البعض بعناية واهتمام: علينا أن نحفظ حدود التقوى بيننا، ويجاهدان معا على حفظها، فيزيد ذلك من حجم الثقة وشعور الأمان والإعجاب، إنه يخاف عليها وهي تخاف عليه ويريدان محبة الله لا سخطه! فيصبران معا ويتصبران معا على أمل أن يحسم الأمر الزواج وميثاق غليظ!
ولكنها مرحلة تطول فصولها، والمبتلاة المعلقة لا تزال تنتظر أن يتحرك “المقتحم” بخطوة جادة ليصدق في وعوده ويثبت رجولته التي طالما حلمت بها، ولأنه جبان وغير صادق! سينسحب، ويتراجع ويقول:” لا أستطيع الزواج بك” – كما وعدتك- والمشكلة ليست في مجرد اعتذاره وتراجعه عن وعوده، فهذا يحدث أن يتغير الناس وتتغير مواقفهم، والافتراق يحصل لسبب أو آخر، وعواقبه عادلة ما دام انطلق بطريقة غير آمنة! لكن المشكلة هي في تبرير تراجعه بحجة الدين والتقوى وهي الحجة نفسها التي اقتحم بها خدرها، والحجة نفسها التي لامس بها شغاف قلبها والحجة نفسها التي لبى فيها احتياجاتها، والحجة نفسها التي أملها بها، والحجة نفسها التي جعلته يطرق بابها ليعف نفسه بامرأة مثلها! ثم الحجة نفسها التي تخلى عنها بها في منتصف الطريق في خيبة وصدمة!
وهنا نحن أمام إشكالية التوظيف المصلحي “للدين والتقوى” على مقاسات الهوى! فإن سلمنا ابتداء أنه طرق الباب لأول مرة لأجل الدين والتقوى، كيف سنسلم في النهاية إلى أنه ترك الفتاة التي يريدها للدين والتقوى، للدين والتقوى!
ولعل الأسوأ منه أن يخرج وقد حملها مسؤولية رحيله وجعلها تعيش “تأنيب ضمير” ليس محله ولا وقته، ليخرج كمظلوم يتوعدها بالخصومة أمام الله عز وجل، وتبحث الفتاة فلا تجد من سبب! وتعيش الصدمة والصدمات!
وسيرحل هو مرتاح الضمير ولو إلى حين، لأنه قد حدث نفسه أنه محق، فالابتعاد هو الحل وهو التقوى!
لكنه بانسحابه المفجع تركها تسقط، وتسقط في بئر عميقة جدا، قد لا تخرج منها أبدا إلا برحمة الله تعالى.
وهنا لدينا ردود فعل تتباين بحسب شخصية كل فتاة وألخصها بحسب ما رصدت في الاستشارات:
- فتيات يقعن في حالة وسواس قهري، تشك في نفسها وفي دينها وعقيدتها وإيمانها، من كثرة جلد الذات، تحقر من نفسها ولم تعد ترى خيرا في ذاتها، فتتقهقر وتعاقب نفسها بالانتكاس وفوبيا الزواج وربما يصل الأمر إلى الانحراف إلى طريق النسويات وضعف الالتزام، بحسب حجم الصدمة وآثارها في نفسها!
- فتيات يقعن في حالة اكتئاب وحزن شديد، ينعكس على صحتهن، فينقص وزنهن ويتسقاط شعرهن ويفقدن بهجتهن وإشراقتهن، وتخمد همتهن، جل وقتهن البكاء والحسرة والندم والحزن والكآبة، ويرفضن كل فكرة زواج حتى لو جاء الرجل الذي يُعتقد أنه المناسب، لقد فقدن الثقة تماما في الصدق والأمانة وخاصة في صورة “الملتزم”.
- فتيات يقعن في حالة سخط وتمرد وبغض لكل ملتزم، وقد تتحول هذه المشاعر لقبول أي خاطب ولو كان لا يصلي ولا يستقيم، وترى فيه الأمان أكثر من رجل ملتزم لقد انقلبت الموازين في عقلها فلم تعد تبالي بالتفاصيل!
- فتيات تأسرها فكرة الانتقام! وترى أن هذا الرجل يجب أن يدفع ثمن عبثه واستهانته بمشاعرها وعفتها، وتسعى لجمع أخباره وتحذير الفتيات منه ولكنها مع ذلك قد تتعرض لصدمة أخرى حين تجد في جمعها لأخبار الرجل أنه قد ارتبط بأخرى بمواصفات مخالفة للتي كان ينشدها، وهنا يحدث الانهيار فإما أن تصاب بالبرود والخيبة والإحباط، وإما يتعاظم البغض له وتبدأ مطاردة الرجل لفضحه!
- فتيات يتعلمن الدرس ويدركن بشاعة الخارج وكم هو موحش وخادع، فيتحولن إلى الجد والعمل، والتربية والتزكية ويدخلن في معسكر تدريب للتوبة، ومحاولة تجاوز ما مضى وإن كان يبقى في القلب الذكرى المؤلمة، والأسف على بشاعة الكذب والخذلان، تستحضر كبوتها الفتاة وتحتسب، وهذا يصنع فيها نوع عقلانية وهدوء فلن تندفع بمشاعرها نحو زوجها بل ستبقى على حذر، لأنها تخشى الغدر!
كل هذا صنعه تهور شاب لم يدرك بعد خطورة العبث بأعراض المسلمين!
ونرجع الآن لفهم نفسية هذا الشاب “الملتزم”، وأضع خطا أحمرا تحت كلمة ملتزم لأنها المفتاح في قضيتنا هنا، وهي المشكلة!
هي سبب الفتنة وسبب السقوط، وسبب يجب أن يعالج معالجة جذرية. في حين ينتظر من الالتزام علاج الفتنة!
فالشاب حين تقدم لهذه الفتاة وفي حالة ملتزم يبحث عن الصلاح، لاشك أنه بحث بتفرس وصدق مع نفسه عن المواصفات التي يحلم بها كل رجل صالح، وتقصى ونظر ثم رسى به الأمر إلى اختيار الفتاة الملتزمة، ولكنه يعلم أن دخول حصن مثل هذه الفتاة سيكون صعبا، لذلك فهو يدخل بقوة الالتزام، وبعبارات التقوى وبما يصنع الثقة في دينه وخلقه، يدخل متزينا بالمبادئ والقيم والشعارات المزلزلة! فيحدث تصدعا في باب الحصن، ومع استمرار الطرق يفتح! فما أن يفتح الحصن، يتذكر الشاب الملتزم أنه في الواقع غير مستعد للزواج بعد من حيث الأسباب المادية والأسرية وعدد ما شئت من عقبات!
ولكنه لم يتذكر ذلك عند أول مرة حين أراد البحث؟ ولم الآن تحديدا بعد أن وصل لفريسته!
لفهم هذه النفسية ألخصها في الحالات التالية:
- قلة نضوج الفتى، فهو غير ناضح ولا متوازن المشاعر ولا مستقر الأهداف، يتفاعل بسرعة ويركض خلف مشاعره بسرعة، ثم يغير رأيه بسرعة ويأخذ قرراته المختلفة والمتناقضة بسرعة، فهو غير مستقر الأصول والقواعد والأهداف، هو متغير بسبب قلة نضوجه، وضعف رسوخ مفاهيمه ومبادئه، ومن قلة نضوجه أن يعد فتاة ملتزمة بالزواج وهو أساسا غير مستعد للزواج في وقت الطلب، فهو كمن يشتري السمك الذي لا يزال في البحر، ولكنه في ثورة حماسته يريد الملتزمة وقد ينتهي به الأمر لاختيار الفتاة غير الملتزمة! فهو غير مدرك لما يقوله تماما ولا لما يريده تماما وغير واع بعد بحقيقة ظروفه وواقعه ولا حتى مبادئه ومطالبه التي يرددها. لكنه تعامل مع احتياجاته النفسية وأمانيه هو الآخر.
- حالة “العشق والملل السريع”، وهي حالة تصيب الشاب المفتون بالنساء، يحب بسرعة ويكره بسرعة، يتعلق بفتاة بسرعة ويمل منها بسرعة، وهذه حالة فتنة عظيمة تقع بسبب الاختلاط والانبساط والتعود على خلطة النساء مع فترة من العزوبية التي لم يلتزم فيها الرجل بغض البصر والتعفف. وحين يريد أن يصلح من حاله يتوجه للملتزمة التي يجذبه تعففها، ولكنه سرعان ما يفتن بغيرها فلا يجد من بد إلا التخلص منها بحجة أو أخرى. ومثله لا يعرف سكنا ولا يؤتمن على امرأة، ولذلك حذر النبي صلى الله عليه وسلم من فتنة النساء.
- العجز وعدم الاستقلالية وهي حالة الشاب الذي لا يمكنه أخذ قرار في مشروع زواجه لأن أهله من يقررون فهم من يعرضون عليه المرأة التي تناسبهم وهم من يتكفلون تزويجه فيظهرون الرفض للفتاة الملتزمة التي يريد ولأنه لا يستطيع أن يواجهها بهذه الحقيقة يبحث عن أي سبب يخفف من مشهد العجز الذي هو فيه أمام من كانت تراه بطلها، فيرجع لاختيار أهله ويتركها معلقة فهو لا يستطيع أن يقنع أهلها باختياره الملتزمة وليس شجاعا كفاية لخوض الحروب لأجلها والسؤال حقا لما التكلف والبحث ابتداء!
- الندم على اختياره، ويحصل ذلك بعد أن يتقرب من الفتاة الملتزمة ويصل لعمق قلبها ثم يجد نفسه قد انزعج من بعض ما ظهر له من أفكارها أو آرائها، ولا يوجد إنسان بدون عيوب! فينقض الوعود مباشرة ويتخلص من فكرة الزواج بحجة أو بأخرى. وهي حالة تحدث كثيرا مع المواعدة غير الإسلامية، يتقرب الشاب من الفتاة بحجة الزواج ثم بعد أن يقضي معها شوطا يقرر أنها غير مناسبة له، وفي حالتنا هذه هناك نوع أسلمة للمواعدة، فيقوم الشباب بإجراء تقييم لصلاحية الفتاة للزواج بالتقرب منها ثم بعد ذلك يتركها بحجة أنها غير مناسبة له وهذه طريقة غربية لبست ثوب الدين بحجة الزواج من ملتزمة وهي إن شئت الحقيقة نوع تحايل على الشريعة.
- ظهور صيد ثمين، فبعد أن تورط مع الملتزمة تظهر له فتاة أحلامه التي تحقق له طموحاته الأسرية والمجتمعية، فيقرر فورا التضحية بالملتزمة والمسارعة لحلمه.
- الشخصية المضطربة من حيث أن تكون نرجسية، أو أن تكون خيالية، تعيش الدور والتمثيلية وتجيد الكذب، وهي شخصية مضطربة غير مؤتمنة لأنها تدخل في لعبة المشاعر باستهتار وتجيد التمثيل ثم التملص! وهي من أقبح الشخصيات التي قد تطرق بيتا.
- عقدة نقص، يحاول من خلالها الرجل إثبات قدرته على إيجاد من تريده وتحبه وتقبل به ولو كانت ملتزمة صعبة المنال وكان هو الفقير شديد الحال، وهي تتعلق بدينه وخلقه وثقتها به لكنه في الواقع يلبي غروره من حيث عقدة النقص التي يعاني منها فهو غير قادر على الزواج اجتماعيا ولكنه يعيش دور الرجل المطلوب! ثم يستيقظ من حلمه فيسقط من سريره!
- التوبة، يعتقد البعض أنه بعد أن تورط بقرع نافذة فتاة ملتزمة لم يأتها من الباب، أن التكفير عن خطئه هذا يكون بمقاطعتها وهجرها والتخلص من فكرة الزواج بها التي يرى بعد وقت أنها لا تستقيم شرعا مع أنه لم يكن جاهلا بالشرع بل هو الذي جعله سببا لمراسلتها، ويتناسى تماما تحمل مسؤولية إفساده حياة هذه الفتاة، بوعوده المضللة وعهوده المتبخرة. وهذه حالة مؤسفة تتكرر، فالرجل الشجاع يتحمل مسؤولية أخطائه لا يتنصل منها. خاصة حين يتعلق الأمر بصدق وأمانة. لأنه يعرف قيمتهما. لكن مثله سيقول لقد تبت، واللهم اغفر لي، ولتتحمل الضحية كامل استهانته.
وقد تتعدد الأسباب الأخرى ولكن دعونا الآن ننتقل بعد التشخيص إلى الحل!
مشكلة لها حل
في مثل هذه الحال أجد فرصة ملحة لإطلاق صيحة تحذير لكل فتاة ملتزمة، “إياك أن تفتحي الباب” ولو كان الشيخ والداعية، ومن يريدك بالحلال، ليأتي البيوت من أبوابها.
فالوقاية خير من العلاج، ولعل التجارب التي مرت بها أخواتك في الله واللاتي بلا خلاف انخدعن بدين الرجل وتقواه التي يظهرها، تلخص لك لماذا يجب أن لا تفتحي الباب، لأنك ستكونين الضحية التالية في أغلب الأحوال!
وإن نجحت طريقة زواج بمثل هذا النهج فهي قليلة جدا، وحالات تعد على الأصابع، فمن تجرؤ على المغامرة بنسبة نجاح ضئلية وخسائر محققة! من تخاطر بوضع قلبها بين يدين ترتجفان لا تؤتمنان، ولذلك ولكثرة الفشل وتكرار المأساة، خذي حذرك مرتين، مهما لمع الشاب في عينيك وطرق بابك وأنت في قمة احتياجك وأحلامك وأمانيك، لا تفتحيه أبدا، ولو أقسم لك أنه سيتزوجك، فليتقدم من باب البيت ولا يتخذك من الأخدان! ولا تتنازلي عن الأصول وهدي السلف في الزواج، وإن احتاج التعرف على شخصيتك فبإذن أهلك وولي أمرك وبدون خلوة وانبساط، وصوني نفسك!
وبعد ذلك، نتعامل مع الحالة التي تضررت من لا مسؤولية شاب “ملتزم”.
أول ما أطلبه منها، أن تنزع بهذه الصدمة عن عينيها نظارة الإعجاب الأولى، التي كانت تنظر بها للشاب المتقدم على أنه الشاب المتفرد بصفاته، المميز في إطلالته، البطل في إقباله، وغيره من أوصاف آسرة لكنها في الواقع مضللة، وانظري له بعين حقيقة ضعفه وأنه إنسان مذنب يصيب ويخطئ ولا شيء فيه يميزه عن أقرانه بل قد يكون أسوأهم.
اعتدلي في نظرتك له وكفي عن النظرة المثالية! كي تكسري هالة الإعجاب التي أوقعتك فيما أنت فيه.
ستعتدل نظرتك له وسترينه مجرد شاب عادي بل أحمق غير مسؤول ولا عاقل! وقد صدقته وهو غير أهل للصدق، ومن خدعنا في الله انخدعنا له فلا تلومي نفسك على الاستجابة لصورة خادعة فالله تعالى يعلم سبب قبولك به وسبب قبولك لكل التحديات المرافقة لزواجك به. وإياك وجلد الذات بل قدر الله وما شاء فعل وفي الأخير أنت لم تفعلي غير قبول الزواج من رجل أحسنت الظن به ثم تطور الأمر إلى الحديث بحضوع بالقول، وهذه تكفرها التوبة والاستغفار وعدم العودة لها، والمسابقة بالخيرات والأعمال الصالحة بإذن الله، ومن الذنوب ما يكفره الوضوء ومنها ما يكفره الصلاة والله غفور رحيم سبحانه يعلم تفاصيل ضعفك وحالك!
غيري نظرتك تماما للملتزم من حيث أنه رجل أحلامك بل حقيقة لا يوجد رجل أحلام بل يوجد زوج بكل ما فيه من نقاط ضعف وقوة من حسنات وسيئات تتعاملين معها، والفرق بين رجل وآخر أن هناك رجل يتحمل مسؤولية كلماته ومواقفه وما يمليه عليه الدين والخلق والمروءة، فيطرق باب البيت بالأصول فيستحق البر والإحسان! وغير ذلك فقصص مسلسلات بالية ولو لبس ثوب الالتزام.
غيري نظرتك للحب! فالحب ليس مجرد كلمات تتكرر ولا عبارات متملقة تتردد، الحب مواقف التقوى والأمانة والصدق والشجاعة والأدب! الحب الحقيقي هو الحب في الله تعالى وليس شعور شهوة وميول غريزي يحدث مع كل أنثى تعجب الرجل شكلا.
غيري فكرتك عن حقيقة الحب فكل قلب فارغ تفتحين بابه، يدخله أول طارق له، فيعيث فيه فسادا وخرابا وما ذلك بالحب بل حمق، وكل قلب تقي مغلق لا يفتح إلا بالحلال، ينعم بمشاعر الحب الحقيقية، فيعيش بركات الاستقامة ومعية خالقه سبحانه قد استنار بهدي القرآن والسنة فأحب في الله ومن أحب في الله لا يعرف هزيمة! ولا تعرف امرأة آلام الخيبة إن هي حفظت قلبها من لصوص الأعراض أو الرحالة العابرين، حتى لو لم تعش مشاعر الحب مع زوجها عاشت عزيزة كريمة لم تهن ولا تعرفها إلا في حالة طلاق من رجل عاشرته وأحبته! لذلك ما عشته ليس حبا بل تهورا، فنظفي قلبك وأشرقي من جديد ما الحب إلا الحب في الله تعالى.
إياك والانهزام لحاجتك وأمانيك، إياك أن تصدقي الكلمات، فقط المواقف تثبت الادعاءات! بعد اليوم أنت أمة لله أقوى فراسة وأكثر حكمة.
إياك أن تسمحي لنفسك بالاستدراج .. لا تتورطي بخطوات الشيطان فمشاعرك غالية وعزيزة جدا، لا تهدريها في عبث من لا يؤتمن عليها. ولا يصونها، وكيف يكون وهو يأتي البيوت من ظهورها! فلن تسمحي بأن يتكرر فتح الباب بهذه الطريقة مرة أخرى.
استفيدي مما حدث معك جيدا، فهي تجربة تجعلك أكثر نضوجا ووعيا وتكسر فيك الغفلة، وشعور الخيبة مهم جدا للرجوع بواقعية للحياة فلن تعودي تنظرين للرجل بسطحية، ستكونين أكثر حذرا فالله عز وجل يعلم السر وأخفى.
ما أصابك ما كان ليخطئك، هي أقدار مؤلمة ولكنك مأجورة بالصبر عليها والرضا بها، لأن الله إن كتب عليك قدرا مؤلما ورضيت به واحتسبته عنده عز وجل عوضك بخير مما تطمحين وجبرك بجبر به تزهرين. ثم أنت بحاجة لتطهير فالتوبة شفاء!
كل مسلم ومسلمة لا بد أن تهزه بلوى ليتوب، وليسترجع فالله تعالى يحب التوابين، ولا بد أن تذنبي وتتوبي هذه حقيقة كل مسيرة إلى الله تعالى ليصرف عنك السوء جل جلاله وليهديك لما هو خير لك مما كنت عليه، ولعل أهم ما يحدث أن الله تعالى يريد لك الصلاح وحب الله عز وجل، ففجيعتك برجل كان يملأ كل مساحة قلبك، هي التي ستهيئ لك هذا القلب لمقامات التوحيد الرفيعة، ولحب الله عز وجل ولهوان الدنيا في عينك ولإقبال لا إدبار فيه، وربما توجهت أنظارك ومشاغلك لما هو أهم من تعلق برجل زائل! ولولا هذه الكبوة لربما لم تعرفي عظمة هذه الفضائل ولم تنكسري لربك واستمر الغرور يقودك للمهالك!
وتبقى ملاحظة مهمة، لا تحملي الشاب الملتزم كل ذنب وخطيئة وتهور فأنت بالتأكيد شريكة له فيما حدث وضعفه لك كما ضعفت له هذه بتلك! لذلك تخلصي من شعور التظلم وانظري لموقعك بمسؤولية، ترتاح نفسك وتنصفينها بعدل!
والآن قد وعيت الدرس، توضئي وصلي ركعتين لله تعالى توبة واستعانة، وانطلقي، فأمامك ملاحم ارتقاء لا تتوقف على ذكر رجل لم يكن المناسب! والحسنات يذهبن السيئات، عوضك الله بخير منه وأفضل. وإياك أن تفتري عن دعاء الله تعالى فتلك بوابة الفتوحات.
كلمة للشاب “الملتزم”
عنْ أَبي بكْرةَ رضي الله عنه أنَّ رسُول اللَّه ﷺ قَالَ في خُطْبتِهِ يوْم النَّحر بِمنىً في حجَّةِ الودَاعِ: “إنَّ دِماءَكُم، وأمْوالَكم وأعْراضَكُم حرامٌ عَلَيْكُم كَحُرْمة يومِكُم هَذَا، في شهرِكُمْ هَذَا، في بلَدِكُم هَذَا، ألا هَلْ بلَّغْت” متفقٌ عَلَيهِ.
إن الفتاة الملتزمة التي قرعت بابها لطلب الزواج، ابنة رجل مسلم، وعرض أسرة مسلمة، وربما أخت رجل مسلم مثلك يحمل حلم الزواج من صالحة. فاعلم أن أعراض المسلمين عظيمة الحق، لا يجوز العبث بها، ولا يجوز استحداث طرق زواج ما أنزل الله بها من سلطان هي في الواقع من تلبيسات إبليس!
من كان يريد الزواج من صالحة، وسأل عنها وتقصى عن حالها وأعجبه ما سمع ليعظم التوكل على ربه وليأتي البيوت من أبوابها، فإن كانت نصيبه فسيمضيه الله تعالى وبتقواه واستقامته واتباعه لطريقة السلف لن يجد إلا خيرا وسيبارك الله تعالى له وينصره، ولكن من أبى إلا التحايل على شريعة الله وبخس الأعراض حقوقها، والعبث بمشاعر بنات المسلمين فيوكله الله تعالى لحظ نفسه، ولا ينتظر التوفيق في زواج ولا السكن مع امرأة لأن حقوق العباد لا تسقط بالتقادم أو التنصل! واحتراق قلب بسبب الاستهانة بحقوق المسلمين، لهو من أسباب حرمان التوفيق والمعية.
إن أقبح ما في اقتحام خدور النساء بحجة الزواج، والفاعل يعلم أنهن ملتزمات ينشدن الرجل الصالح، هو العجز عن تحمل مسؤولية هذا الفعل الخاطئ، فيجمع المقتحم بين مصيبة اقتحام قلب مسلمة وبين خذلانها! وإن انكسرت وكان سبب كسرها بغض النظر عن مسؤوليتها التي لا تخفى في المشهد، فإنه قد حطم مسلمة وتحطيم مسلمة خسارة لزوجة وأم وجدة وعمة وخالة في مواقعها التي أرداها الله لها عزيزة أبية! فلا تكسر مسلمة!
لقد شبَّه النبي صلى الله عليه وسلم النساء بالقوارير لوجوب صيانتها من الانكسار والضياع وكل مسلم مطالب بحفظ عرض المسلمات وحفظهن من الانكسار والضياع فلا يكون سبب ذلك ونحن نتحدث هنا عن الملتزمات في وسط غربة للدين شديدة، فالمسؤولية أعظم، وقد ثبت في صحيح البخاري من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه ” أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ في سَفَرٍ، وكانَ غُلَامٌ يَحْدُو بهِنَّ يُقَالُ له أنْجَشَةُ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «رُوَيْدَكَ يا أنْجَشَةُ سَوْقَكَ بالقَوَارِيرِ» قالَ أبو قِلَابَةَ: يَعْنِي النِّسَاءَ. حَدَّثَنَا إسْحَاقُ، أخْبَرَنَا حَبَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، حَدَّثَنَا أنَسُ بنُ مَالِكٍ، قالَ: كانَ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَادٍ يُقَالُ له أنْجَشَةُ، وكانَ حَسَنَ الصَّوْتِ، فَقالَ له النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «رُوَيْدَكَ يا أنْجَشَةُ، لا تَكْسِرِ القَوَارِيرَ » قالَ قَتَادَةُ: يَعْنِي ضَعَفَةَ النِّسَاءِ. رواه البخاري.
ولم يجعل الله تعالى القوامة في يد الرجل إلا لحكمة، فهل يعقل أن يكسر الرجل المرأة قبل حتى أن يدخلها بيته، وهل يفعلها تقي قوام! والحديث مع الملتزم شديد الوقع وليس كالحديث مع غير الملتزم فالمفترض أنه أشد غيرة على أعراض المسلمين، وليسأل نفسه بصدق، هل يرضى أن يحدث ذلك مع أخته أو ابنته، هل يرضى أن يتقدم لها رجل بالسر وينال منها بالسر ويرحل بعد ذلك بالسر! هل يرضاها لنفسه! فهذه من تلك!
ومن كان لديه أخوات وبنات فأحرى به أن يخشى عليهن لأنهن عرضه، فلا يخوض في أعراض المسلمين بسوء! لأنه كما تدين تدان ومن أراد لهن الحفظ ليحفظ بنات المسلمين.
أيها الملتزم، إياك أن تجعل من تدينك وسيلة لفتنة المسلمات فهذا أمر عظيم جلل، والأصل في التدين والالتزام التقوى والاستقامة كما أمر الله تعالى، لا حرج في الخطبة وطلب الزواج ولا مشكلة أبدا في الإعجاب بفتاة بعينها والسعي للزواج منها بطريقة ميسرة، لكن المشكلة في الطريقة التي تصل بها للحلال هل هي تقية وتستقيم، هل يجوز لك أن تقتحم على الخاص وتستدرج الفتاة حتى تفتن بك ثم تقول أريد الحلال، أي حلال هذا الذي تستجديه بفتنة مسلمة!
وهل يعقل أن تعلق فتاة بك وتحدثها عن أحلامك في الزواج ثم تتنصل وكأن شيئا لم يحدث، هل تتمكن من الوقوف أمام ولي أمرها فتعترف بما فعلت؟ فكيف ستقف أمام الله عز وجل وأنت تخون أمانة أعراض المسلمين.
ستقول الكل يفعل ذلك ولكنك لست كالكل أنت القدوة الملتزم، لا يعقل أن تضعف لهواك وتلبيسات إبليس وتؤمل نفسك تأسيس بيت مسلم وأنت تكسر قلوب المسلمات وتعبث بأعراض المسلمين!
ستقول ليس لي خيار يجب أن أجد زوجة مناسبة، وأقول كم من فتاة مسلمة ستكسرها حتى تصل لهذه الزوجة المناسبة! وهل ستتحمل تلك الدعاوى التي تخرج في لحظة حرقة وإحباط وصدمة عليك من حرقة الظلم؟! أم تريدها جاهلية المواعدة!
إن الإسلام أعطى للرجل حقوقا تجعل منه رجلا بحق! فهو القوام وله الحق في التعدد، فلا يحتاج لهذا التحايل على شريعة الله تعالى .. ليأتي البيوت من أبوابها والزواج قدر ورزق وامتحان لا مفر من قدرك خيرا كان أو شرا، فالتقي يتزود لأقدار الله تعالى بالاستقامة كي ينصره الله في السلم والحرب! ولا يؤتى الحلال بمعصية الله تعالى ولا الاستهانة بأعراض المسلمين فهذا خط أحمر.
فإما أن يكون الرجل رجلا ويتقدم بطريقة الرجال، أو ليتعفف حتى يأذن الله تعالى له بالزواج، أما أن يغامر بتعليق المسلمة وتأميلها فهذه جريمة قد لا يسلم منها طيلة حياته.
لقد حرم الإسلام التعدد على الرجل المضيع لأعراض المسلمين وهو بعقد زواج، لأنها أمانة وميثاق غليظ لا يجوز تضييع الأعراض فيه، فكيف حين يكون تضييع أعراض المسلمين بدون زواج! فاتق الله واستقم كما أمر.
كلمة للأسر
أعلم أن الكثير من الأسر لا تدري ما يجري في حياة أبنائها رجالا ونساء، وأن شاغلهم الأكبر هو النجاح والتوفيق الدراسي والوظيفي، ولكن، ما نشاهده فوق من وصف وإغلاظ ونصح، هو في الواقع بسبب الأسر المهملة لحقوق الأبناء في الزواج والسعي لتزويج الفتاة والابن من الصالح والصالحة، فعلى الأسر أن تعود لموقعها الذي يجب، وأن تسعى في تزويج الأبناء قبل أن يقعوا في الفتن، ونحن نرى نوع فتنة هو الأشد لأنها فتنة بالالتزام، وهذه وقعها عظيم وتداعياتها قد لا تجبر.
فاحفظوا إماء الله تعالى وأعينوهن على الاستقامة ولا تعينوا الشيطان عليهن وأعينوا أبناءكم على تحمل مسؤوليات القوامة والمروءة، فلا يتعرضوا لأعراض المسلمين بخسا وامتاحانا وتضييعا!
اللهم أصلح أحوال المسلمين وجنبهم الفتن ما ظهر منها وما بطن اللهم ارزقهم حكم الشريعة وحياة الشريعة وبركات الشريعة وحسبنا الله ونعم الوكيل.
جزاك الله كل خير على هذا الكلام ارجو ان يُنتفع ويُعمل به
جزاك الله خيرا دكتورتنا الغالية، نصيحة تدرس والله و واجب علينا جميعا الوعي بهذا الخطر، عوض الله الأخت خيرا وصبرها و رسالتي لها لا تقنطي من رحمة الله فقد يكون قنوطك ويأسك أشد ذنبا عند الله من ذنبك، ومن منا لا يذنب يا أخية، و نحسبك والله حسيبك صادقة في توتبتك، فأبشري فالتائب حبيب الله، فأي خير أعظم من هذا ؟