أكبر عقبة أمام استقلال الأمة المسلمة

أكبر عقبة أمام استقلال الأمة المسلمة اليوم، هي الشعوب المسلمة بحد ذاتها.

المسلمون لا يحملون الاستعداد للعيش تحت ظلال الإسلام، ولا الاحتكام لشريعة الإسلام .. إلا القلة ممن رحم الله تعالى، وبدلا من ذلك فإن كل منظومة حكم مهما كانت فاسدة ومخالفة لهدي السماء، ما دامت تؤمّن لقمة العيش ولحظة التسلية، وتمنع تقييد الرذيلة، فهي المفضلة.

نحن نواجه اليوم خسائر الحرب على ميادين التربية والتعليم والثقافة والفكر والفضيلة الممتدة بطول عمر الاحتلال والهيمنة الغربية.

لقد تمكنت سياسات زرع الانهزامية والتبعية والانحلال الأخلاقي لعقود طويلة، من إضعاف الانتماء الديني والحضاري للإسلام. عبر منهجية تغليب كل الأولويات التي تحيّد الإسلام في حياة المسلمين، وعبر الشيطنة المستمرة للشريعة التي لا تزال تحارب بالجهل والكيد على حد سواء.

ومن لم يحسب حساب هذه الخسائر سيطول انتظاره لرؤية استقلال يليق بأمة مسلمة.

لم تعرف الأمة المسلمة هزيمة في قلب هويتها ورصيدها الحضاري كالتي نعيشها اليوم في كل خطها التاريخي.

لقد أصيبت في مقتل!

لذلك سرعان ما قامت ووقفت الأمة المسلمة في زمن مضى لأن العزة استمرت مطلبا شعبيا، بينما في زماننا أضحت الذلّة مطلبا شعبيا!

والذلة هي التنكر لشريعة رب العالمين.

إن الارتهان لمبدأ الديمقراطية في تحقيق الاستقلالية هش ولا يتسق وأحاديث آخر الزمان، إنما هي القلة المؤمنة الصابرة التي ستعيد الموازين الحق، وسنن الله في الأرض ترسم مسارها، ليتم الله نوره ولو كره الكافرون.

وإلى ذلك الحين، فإن فرسان ثغور التربية والتعليم والدعوة وصناعة الوعي، تقع على عاتقكم مسؤولية عظيمة، تتطلب الكثير من العمل والصبر والتزود وحسن التخطيط واليقين.

شارك
Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x