أقم نفسك على اليقين!
لترى وعد الله حقا في الأفق القريب .. فتقود حياتك نحو هذا المشهد المهيب لا تشغلنك عنه مناظر الطريق ولا فتن الدنيا!
لتتحول كل نية وكل جهد وكل هدف، إلى جزء لا يتجزأ من لوحة النصر المبين،
فإن لم تحضره جسديا، لن يتخلف عنه أثرك بالفوز بسهم وسهام في تحقيقه!
لمثل هذه الأهداف يتفانى المؤمنون، ويتزودون تعاونا وصبرا وتوكلا ومسابقة.
إياك أن تنسى! (وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا)
(وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ)
خير فوارس على ظهر الأرض!
عن أسير بن جابر، قال: هاجت ريح حمراء بالكوفة، فجاء رجل إلى عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه -، وليس له هجير: ألا يا عبد الله بن مسعود جاءت الساعة، قال: وكان عبد الله متكئا فقعد، فقال: “إن الساعة لا تقوم حتى لا يقسم ميراث، ولا يفرح بغنيمة عدو، يجمعون لأهل الإسلام ويجمع لهم أهل الإسلام ” – ونحا بيده نحو الشام – قلت: الروم تعني؟ قال: “نعم”.
وفي الحديث نفسه وهو يصف فصول الملحمة:
قال رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم -: “إني لأعرف أسماءهم وأسماء آبائهم، وألوان خيولهم، هم خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ “، وقال: “هم خير من على ظهر الأرض”.
(المستدرك على الصحيحين)
أقم نفسك على اعتقاد أن هؤلاء الفرسان يمكن أن يكونوا من ذريتك! فابذل لذلك الأسباب الأوفى في نفسك وفي ذريتك.
وفضل الله عظيم جدا يؤتيه من يشاء وإنما هو سباق صدق لا سباق مسافات وأزمنة.
أقم نفسك على هدي هذا الحديث العظيم .. على منهج هذا الحديث الجليل “يجمعون لأهل الإسلام ويجمع لهم أهل الإسلام” لتنال شرف المراغمة وتبذل أسباب بلوغ مرتبة الاصطفاء والشهادة.
هم خير من بيني وبينهم!
لا تيأس ولا تضطرب، ولا ترتاب والأكيد .. إياك أن تتوقف عن الجمع لأعداء الله ورسوله صلى الله عليه وسلم!
فاليمن السنيّ المكلوم اليوم بكيد الكافرين، وطعنات الحوثيين في خاصرته، سيخرج منه جيش عدن أبين في يوم مقبل.
فعن ابن عباس قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: “يخرج من عدن أبين اثنا عشر ألفا، ينصرون الله ورسوله، هم خير من بيني وبينهم”. حديث صحيح.
فأقم نفسك على نصرة الله ورسوله وسؤال الله فضله العظيم!
على الحق!
في صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، قال: فينزل عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم فيقول أميرهم: تعال صل لنا، فيقول: لا إن بعضكم على بعض أمراء، تكرمة لهذه الأمة”.
أقم نفسك على نصرة الإسلام، وحفظه على منهج النبوة لا تساوم عليه أبدا فلا تتعصب إلا لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولا تأخذك في الله لومة لائم، استعل بإيمانك، وثق بوعد الله الحق. فتلك سبيل الاجتماع بالسابقين الأولين.
(إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا وَنَرَاهُ قَرِيبًا)
تأمل في مآلات الحرب على الإسلام! تأمل في حجم الكيد والمكر والتواصي على الظلم والفساد في الأرض!
تأمل كم استهدف الإسلام في كل مكان وكم حاولوا حصاره وتحريفه وتشويهه!
ولا يزال هنا حاضرا في أشد المشاهد قتامة، ينير بهيبته معالم الحق!
﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾
فأقم نفسك على آيات الذكر الحكيم وأحاديث النبي الأمين، صلى الله عليه وسلم، بيقين لا ينضب، وأنت تنشد الاستعمال والخاتمة التي يغبطك عليها الأولون والآخرون، قد سخرت كل ما في دنياك لهذا الهدف الأسمى، فتتمهد الأرض لك وتتذلل العقبات صابرا متوكلا على ربك العظيم.
وكبره تكبيرا!
فتح الله عليكى يا دكتورة وبارك الله فيكي وفي والديك وفي علمك وفى عمرك
زادك الله علماً
وربنا يفقهكِ في الدين ويعلمك التأويل
ربنا يعلمك ما ينفعكى وينفعك بما علمكِ
جزاكِ الله خيراً
زادكِ الله علماً ورفع قدرك وثبتك وايدك وسددك
لا حرمنا الله منك ولا من نصائِحك ولا من مقالاتك الجميلة