من يتأمل أسباب ردة بعض المعتنقين الجدد للإسلام يجدها تتلخص في 3 أسباب هي الأبرز:
– الأولى: عدم استقرار محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في قلب المعتنق الجديد، وعدم إدراكه لمكانة خاتم الأنبياء، قال تعالى (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).
فلا يصح إسلام لا يكون فيه إقرار تام بنبوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وتوقيره ونصره واتباعه بلا ارتياب أو لجلجة، قال تعالى (فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
فما من معتنق اكتنف إيمانه الريبة أو ضعف المحبة للنبي صلى الله عليه وسلم إلا وكانت عاقبته الردة إلا أن يلطف الله به ويهديه لمحبة النبي صلى الله عليه وسلم.
وعادة ما يأتي المعتنق لحاجته الماسة للتوحيد، لكن لكمية الشبهات التي يدسها الكفار على نبينا صلى الله عليه وسلم إما تدفعه إلى شراكهم والضلالة أو ينتصر عليهم ويحلق في فضاء الإيمان.
– الثاني: الارتهان لخلافات الفرق الضالة، والتأثر بشبهاتها وما تحارب به الدين، فكثيرا ما يكون سبب الردة التأثر بجرائم الفرق الضالة بحق الإسلام، فتجد الرافضي يطعن في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنكر السنة الكافر يطعن في الدين، والصوفي المغالي يجيز الشرك ويتقرب بالمنكرات، فيجد القلب الذي لم يستقر بعد الإيمان في عمقه، نفسه في مستنقع تراشقات بين من يحمل اسم الإسلام، وكثيرا ما يقع ضحية شبهاتهم وتسكنه الريبة وبعد قليل يرتد، ولذلك من المهم جدا ترسيخ الفهم الصحيح منذ بداية الدعوة لقضية الافتراق التي أنبأنا بها نبينا صلى الله عليه وسلم لأن إهمال هذه الجزئية كمن يسافر في صحراء بدون بوصلة، ويحسب كل سراب ماء. فكانوا (مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ).
– السبب الثالث: الدور الخبيث الذي تلعبه حركة التنصير، بتقمص دور معتنق جديد يرتد سريعا، وهو بالأصل كافر لم يؤمن قط لكنه كما قال الله تعالى (وَقَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72) وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ ) .
وهذه حقيقة في واقع حركات التنصير وحربهم على الإسلام التي لا تهدأ ولا تنتهي!
ولا تخلوا الأسباب الأخرى من الأهواء والمظالم وأمراض القلوب التي تؤدي بالمعتنق إلى دين جديد يفصله على مقاس أمانيه ويدعي أنه الإسلام!
فهذا واقع معقد جدا، يتطلب يقظة الداعية ومعرفة بنفسيات الناس ونقاط الضعف.
وإن شئت الصدق فالهداية منّة من الله جل جلاله، يميز بها الخبيث من الطيب، فلا يمكنك أن تهدي من خبث!
فالحمد لله على نعمة وفضل وبشرى (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)