أختي الصغيرة تحب المال جدا هل من نصيحة أو مادة تنفع في معالجة وتوجيه هذا الحب؟
الجواب
من المهم تعليمها حسن إدارة المال، بما أنها تهتم له، ولتحقيق ذلك يمكن توفير حصالة لها تصنعها بيديها، يرافق ذلك صناعة وعي لها بشأن الصدقات والإحسان، والتخطيط معها لتقسيم المال في مصارفه المهمة، ومعايشة ذلك بنفسها لترى كيف يمكننا أن نجعل من المال وسيلة لا غاية، ولتبصر أولوياته، وتحذر من الإسراف والتبذير، وإن كنا نتحدث عن مبالغ رمزية، لكن تعليمها إدارة المال مفيد لها جدا في صناعة التوازن، فلا تبسط يدها كل البسط ولا تقبضها فتبخل.
وأنصح بشدة على أن تتعلم صناعة الأشياء بنفسها، مثلا بشراء مواد للأشغال اليدوية، وتحفيزها على هذه الخطوة بدراسة ميزانيتها وكم يمكنها أن تشتري من المواد، والذي ينقص، تصبر حتى يأتيها رزق، أو يساعدها أحد في البيت، وهكذا، فستدرك أن هناك غاية وهدف من المال.
ولابد من القصص البناء، الذي يلخص لها المفاهيم، فالأطفال يتأثرون كثيرا بالقصص، وفي قصص الأنبياء الدروس الجميلة، مثل في قصة شعيب عليه السلام، وقصة يوسف عليه السلام، وتعاملات النبي صلى الله عليه وسلم، وكل قصة تحمل فكرة وتدبيرا.
كما أرى ضرورة معايشة الآيات القرآنية فهي مهمة جدا، لأنها مرجعيتها الأولى، وستتعلم أن الله تعالى نهى عن الإسراف، وأرشد جل جلاله لحسن إدارة المال. وأن الإنسان خلقه الله تعالى للعبادة وسخر له الأسباب لعمارة الأرض وإعلاء كلمة الله تعالى.
علموها تقدير النعمة، فالطفل إن أعطيته مبالغ ضخمة منذ البداية لن يدرك قيمتها، لكن ليكن بالتدرج، ولابد من الانتباه لما تشاهده، فبعض المشاهد تعزز فيها حب المال، مثل اليوتيوب، ينتشر فيه التفاخر بالشراء، والتباهي بالمشتريات ويعزز النزعة الاستهلاكية، وهذا حقيقة مرض يتسلل، ويصعب معالجته مع الوقت، فهو مثل العدوى! فلابد من الانتباه لما تشاهده وصناعة وعي لها بكون هذه تصرفات خاطئة ونبغض الخيلاء والتفاخر لأنها تهدمنا.
ولتخفف خروجها للأسواق أو تعلقها بها، فهذا كله يصنع فيها حب المال والله المستعان.
ومع الوقت ستطور حسن الإدارة للمال، وستفهم ما ينتظرها في هذه الحياة، ولكن قد تواجهك مشكلة أخرى وهي الإفراط في الإحسان، فتصرف مالها وكل ما يقع في يديها على المساعدة للآخرين والإنفاق في سبيل الله، هذا يدفعها للسرقة حين لا يكون معها أو أخذ ما ليس لها بدون إذن، ثم التصرف فيه، وكله تدفعه نية حسنة ولكن خلفه سوء تصور، لحقيقة المال في يديها. ومسؤوليات إدارته وحقوق الناس.
وكل هذا يتطلب الرفق والحزم، والنصح والتعليم الميداني الذي يرافقه المواقف التي تتعلم منها. كيف نتصرف؟ نعيد الحقوق لأصحابها، ولا نطغى، ونتصرف بحدود ما رزقنا الله فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها وهكذا.
والدعاء يعين في تيسير الأمور والتوفيق والسداد والله الموفق.
اللهم أنبتها نباتا حسنا، واجعلها من الصالحات القانتات المؤمنات الصادقات، قرة عين لأهلها وأخيها.