بدأت السلطات الصينية في بيع تذاكر للسياح لزيارة مسجد “عيد كاه ” التاريخي في كاشغر، حيث منعت مسلمي الإيغور من الصلاة لسنوات باستثناء أيام مقدسة معينة ولأغراض دعائية، حسبما قال مسؤولون في المدينة القديمة في شينجيانغ – تركستان الشرقية-.
وتم إغلاق المسجد في الغالب للعبادة منذ عام 1437ه – 2016م – وسط حملة قمع شديدة من قبل السلطات الصينية على دين وثقافة الإيغور في شينجيانغ في محاولة للقضاء على الإسلام الذي تزعم الصين أنه وراء الهجمات الإرهابية.
وتم تداول المعلومات حول إصدار تذاكر لزيارة المسجد لأول مرة الأسبوع الماضي على منصة الفيديو القصيرة الصينية -دوين- وبعد ذلك على فيسبوك من قبل الإيغور.
كما ظهر في المواد التسويقية لوكالة سفر مقرها في منطقة شينجيانغ إيغور ذاتية الحكم، والتي قالت إن على الزوار دفع 20-40 يوان (2.75-5.50 دولار أمريكي) للتذاكر، بناء على أعمارهم، وأن الدخول مجاني للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عاما أو أكثر.
وتقول المصادر إن السلطات تسمح لمجموعات صغيرة من المصلين المسنين بالصلاة خلال شهر رمضان وغيره من الأيام الإسلامية المقدسة، أو لأغراض دعائية عند ترتيب زيارات لكبار الشخصيات من أجزاء أخرى من العالم لإعطاء انطباع بأن الإيغور ليسوا ممنوعين من الصلاة.
أولئك الذين شاهدوا منشور وسائل التواصل الاجتماعي الأخير حول بيع التذاكر يقولون بأن الصينيين حولوا مسجد “عيد كاه ” إلى متحف.
وقالت شرطة كاشغر لإذاعة آسيا الحرة إن المسجد مفتوح للزوار ولكن ليس للمصلين، واقترحت الاتصال بوكالات السفر المحلية للحصول على مزيد من المعلومات.
وقال ضابط رفض الكشف عن اسمه، وفقا للممارسة المعتادة “لست متأكدا من مقدار المال الذي يدفعه كل زائر، لكنني متأكد من أنه يسمح للناس بدخول المسجد”، وقال “لكن لا يسمح لأحد بالصلاة لأن المسجد يبيع التذاكر للزوار”. “ومع ذلك، تنظم الحكومة الناس للصلاة داخل المسجد. فقط يمكنهم أداء صلواتهم. لقد كان الأمر هكذا لمدة خمس أو ست سنوات”.
حملة ممنهجة
منذ حوالي عام 1438ه -2017م-، تم تدمير أو إتلاف ما يصل إلى 16000 مسجد، أو ما يقرب من 65%، من جميع المساجد نتيجة لسياسات الحكومة، وفقا لمشروع الإيغور لحقوق الإنسان، وهي مجموعة ناشطة مقرها الولايات المتحدة.
وأغلقت مساجد أخرى لكنها بقيت قائمة، ولا يزال عدد قليل من المساجد الشهيرة مفتوحا ولكن تحت المراقبة.
هذه التحركات هي جزء من حملة قمع أكبر لمحو ثقافة الممارسات الدينية للإيغور، إلى جانب الاحتجاز التعسفي لما يقدر بنحو 1.8 مليون من الإيغور والأقليات التركية الأخرى في مراكز الاعتقال والسجون.
في شوال 1443ه -مايو 2022م-، عندما زارت ميشيل باشيليت، مفوضة الأمم المتحدة السامية السابقة لحقوق الإنسان، المسجد، أخبرها الإمام، ميميت جومي، أن المنشأة مفتوحة للأنشطة الدينية العادية، على الرغم من أنها ليست كذلك.
وعندما سئل عن سبب وجود عدد قليل جدا من المصلين في المسجد، قال إن المؤمنين مشغولون بعملهم وأن البعض قد غيروا وجهات نظرهم.
ودفعت اللجان السكنية للإيغور لأداء رقصة خارج المسجد في محاولة واضحة لإظهار أن كل شيء كان قبل زيارة باشيليت.
أصدر مكتب باشيليت تقريرا في محرم 144ه -أغسطس/آب 2022م- يوثق حالات التعذيب والعمل القسري وغيرها من الانتهاكات الحقوقية الجسيمة ضد الإيغور والأقليات التركية المسلمة الأخرى.
لسنوات حتى الآن، لاحظ الزوار الأجانب غياب الصلاة داخل مسجد “عيد كاه”. نشر أحدهم مدونة سفر على موقع يوتيوب، تظهر الآلاف من المصلين يصلون في المسجد بين عامي 1432- 1437ه (2011 و2016م)، ولكن بعد ذلك مكان مقدس فارغ في عام -2019م-.
وقال تورغونجان علاودين، نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمؤتمر الإيغور العالمي، إنه بموجب الشريعة الإسلامية، لا يجوز أبدا أخذ المال من أولئك الذين يدخلون المسجد، بما في ذلك السياح.
وقال لإذاعة آسيا الحرة “إذا قال السياح إنهم سيتبرعون للمسجد، فسيفعلون ذلك” ، “المسجد هو مجرد مكان لعبادة الله”.
وأضاف “لذلك، من الاحتيال تماما القول بأننا جعلنا نصف المسجد ساحة للنزهات والنصف الآخر ساحة للصلاة”.
———————-
المعلومات الواردة في هذا ترجمة لمقال نشره موقع إذاعة آسيا والمحيط الهادئ الأيغورية
بعنوان Historic Kashgar mosque open for tourists, but not worshipers