نتناول الحديث في هذه السطور، عن مقالة أصيلة، تفرض نفسها فرضًا في زمن تمر به الأمة بتحديات كبرى قد يفقد معها المسلمون عقيدتهم وولاءهم لدين الإسلام العظيم.
وهي مقالة خطّها علامة ابن علامة ترعرع في عائلة تستلهم مفاهيمها من حدائق العلم ورياض الشريعة، إنه أبو فهر محمود شاكر-رحمه الله-من تزدان المكتبة الإسلامية بثراء معرفته وجاذبية أسلوبه ومتانة خلاصاته.
أبصر طريقك: دعوة بصير
وقد حملت مقالته المقصودة، عنوان “أبصر طريقك”، وهي المقالة التي نثرها الشيخ الكاتب في عام 1372هـ الموافق لـ 1953م إلا أنها كتبت لتكون دليلًا للمسلمين في هذا العصر، ذلك لما حملته من بصيرةٍ فذّةٍ وقراءةٍ ثاقبةٍ في الأخطار التي تتربص بهذه الأمة.
كما نصح الشيخ سمير مصطفى من قرأ هذه المقالة ورام إحراز فهمٍ عميقٍ لمعانيها بقراءة مقالتين لا تقلان أهمية عنها وهما مقالة: “تاريخ بلا إيمان” و”لا تسبوا أصحابي” لنفس الكاتب. وبعضهم نصح بمقالة ثالثة بعنوان “باطلٌ مشرق”.
أما الكاتب الفقيه فقد وقع اختياره على عنوان موفّق لهذه المقالة، وهو جزءٌ من شطر بيت في قصيدة لمدرس بن ربعي، من شعراء الجاهلية، يقول فيها:
يَا أَيهَا الرجل المهدى قوارصه … أبْصِر طريقك لَا يشخص بك البَصَر
وعلى هذا الأساس بنى أبو فهر لبنات مقالته التي تؤكد المفاهيم الراسخة التي سبقنا بها صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أخذوا هذا الدين بقوة.
وتبرز أهمية هذه المقالة في كونها تتناول قضية الولاء للإسلام، الذي يجب أن يترسخ في قلب كل مسلم ومسلمة، وإن لم يكن يملك المرء رصيدًا كافيا من العلم، إلا أن عليه أن يتمسّك بأهم معلم للحق في هذه الحياة، إنه الإيمان المطلق بدينه، والولاء اللامنتهي له.
الولاء للإسلام
فلا يمكن أن يشك المسلم في دينه البتّة مهما عُرضت أمامه الشبهات وتواترت عليه التلبيسات، بل هو ممن يعلنون للملأ بكل اعتزاز: “أن ديني ليس عرضة للنقاش”، كما وصف ذلك الشيخ سمير مصطفى في قراءة لهذه المقالة.
هذا المفهوم الأصيل والعميق الذي يريدنا محمود شاكر أن ننتبه له ونتمسك به، يُعدّ منارةً في الطريق المحفوف بالأشواك اليوم والذي تتصيد فيه همة المسلم أيدي العبث والجاهلية بكل ألوانها، بل أيدي الكفر ومتاهات الإلحاد.
نظرة في تاريخ الحرب على الإسلام
ومن يتأمل وصف شاكر لحالة الإسلام منذ ظهر في الأرض، يجد سبب العداء له يكمن في قوته وصلابة منهجه وقدرته على الانتشار في خريطة العالم بشكل مذهل، فأثار هذا الانتشار السريع والكاسح للإسلام في الأرض، العداء بشكل تراكمي، ليتحول إلى حرب صليبية شاملة، استغرقت قرونًا على محور الزمن، وظّفت فيها الجيوش والأسلحة والقوة العسكرية والخديعة والمكر.
ونلاحظ انطلاق الكاتب في بناء مقالته من التاريخ ومن مفهوم هذا الصراع في القرون الماضية ومن المواجهة مع الصليبية العالمية التي لا زالت إلى عصرنا اليوم.
ومع أن معسكر الإسلام وقتئذ لم يكن يمتلك قوة السلاح وكمية العتاد التي جاء بها الغزاة، إلا أنه تمكن من الصمود في معركة المواجهة العسكرية، ما دفع بالعالم الغربي للاتجاه لساحة أخرى لم تكن متوقعة، لعله يحرز نصرًا حاسمًا في معركته مع الإسلام، فامتدت الحرب الصليبية إلى ميدان الحياة نفسها، وتجسد مفهوم الغزو الفكري بكل أشكاله وأساليبه المظلمة.
تشخيصٌ دقيقٌ لواقعنا
وهي المرحلة التي نعيشها اليوم يصفها محمود شاكر بدقة متناهية، ويضعنا أمام مشهد خططت الحرب الصليبية فيه بتكتيكها الجديد، لدكّ الحياة الإسلامية دكّا، واضعةً نصب عينها، هدم الأسس التي تقوم عليها حياة المسلمين، وهدم علومهم ومعارفهم، وهدم آدابهم وأخلاقهم، وهدم تاريخهم وماضيهم وكل صفحة ناصعة من القوة والمجد تزدان به حضارتهم الإسلامية العريقة، لتفصل الأجيال المتوالية عن منبع العلم والأدب والأخلاق والتاريخ الأول، بل حتى اللغة، استهدفت، ليجد الجيل الجديد نفسه أمام لغة مختلفة عن لغة من سبق، ليجد نفسه بعيدًا عن لغة القرآن، لغة توارثتها الأجيال الأولى بحرص وهمّة لأنها لغة لا تناجزها لغة في الثراء والدقة، إنها لغة أهل الجنة.
فيظهر مع كل يوم الانفصال والبعد عن المنبع الأصل، وتصبح معرفة المسلم بدينه مختلفة محرّفة تستند لمعطيات دخيلة، بعد أن تمكنوا من إقصاء المصادر الأصيلة.
وبمزيد من الجهد والإصرار من قبل أعداء الإسلام، تتوالى الهزائم في كل الميادين، وبدل أن يصمد المسلم بما لديه من أصالة ودين، يصبح هشّ البنيان يتلجلج مع كل ريح، لا ينفعه أي سلاح لتحصيل النصر المبين مهما بلغت قوته المادية ذلك أن الروح مهزومة داخليا.
ومع واقع الضعف المادي، تلحق هذه الهزيمة الفكرية بالهزيمة العسكرية وينال الأعداء من أمة الإسلام كل نيل. هكذا خطط الغرب لهزيمة الإسلام بمكر كبار.
لكن الجيل السابق، رغم ضعفه قوته العسكرية مقارنة مع الجيوش الصليبية، ورغم حجم الضغط وتوالي الغزوات وامتداد رقعتها، كان يحمل شيئًا واحدًا، جعله عصيًّا على هذه الحملات، بالرغم من أنه كان يشاهد لدى أعدائه قوة مادية مبهرة، لقد كان عزيز النفس أبيًّا، قادرًا على تمييز عدوه، والتفرس فيه، مهما لبس من لبوس النصح والخداع.
ذلك أن فطرتهم كانت سليمة، فجاءت مقاومتهم مقاومة سليمة، تعتمد على البغض في الله، والريبة من الأعداء، والتصدي لهم بقوة الإيمان والولاء والبراء، فلم يكن المسلم يتردد في القتال أو يتردد في رفض أي فكر دخيل على الإسلام بل يكفي فقط أن يعلم بأنه مصدره من أعداء الإسلام ليعلن البراءة منه، فكانت حقيقة محورية فاصلة بين ذلك الجيل وجيلنا اليوم من المسلمين.
هكذا سلط أبو فهر الضوء على الفرق بين هؤلاء الذين واجهوا الغزوات الصليبية أمس وبيننا اليوم، نعم فقد كانت تشع في زمانهم معاني الولاء وتصدح في الفضاء عقيدة العزة وتتحطم على صخرة الإيمان كل المكائد في حين لا زالت باهتة اليوم ضعيفة مطموسة! فكيف نطمع في تحقيق أي نصر!.
ولقد أشار محمود شاكر كذلك لفريق ممن سبق سقطوا في مكائد الغرب، أو استكانوا لعروضه في المسالمة وطالت مع ذلك الحرب إلى أكثر من مئة وخمسين سنة.
تتجاذبها المواقف، بين مد وجزر، ومكيدة وزحف، ومناورة وخداع، يهدف خلالها العدو إلى نصب شراكه وكمائنه والفتك بفريسته، وليصبح المسلمون بين يديه بلا أدنى مقاومة أو قدرة على الدفاع.
وهي ذات الاستراتيجية التي يستعملها العدو مع المسلمين اليوم ولكنه وجد شريحة واسعة تتجاوب مع خططه.
وهي الشريحة التي سمحت للعدو أن يتسلل لحصون الإسلام بسبب ضعف ولائها لدينها فاستدرجت بأسهل ما يكون وأضحت تحطم بنفسها حصون الإسلام التي لا يكفل لها غيره، الأمان والعزة.
أهداف واضحة للحرب على الإسلام
وبتعبير محمود شاكر نستوعب أي خسارة يتحدث عنها الكاتب، حين يقول “ذهب كل شيء تعتمد عليه الحياة البشرية وبه تستقيم، إنه العلم والأدب والأخلاق واللغة والتاريخ!”.
فهذه الأعمدة هي التي يستهدفها أعداء الإسلام اليوم، فهم يحرفون علمنا، ويشككون فيه، ويضربون أدبنا ويفسدون أخلاقنا ويشجعوننا على التفريط في لغتنا واستبدالها بلهجات محلية ولغات أجنبية، كما يعمدون لتحريف تاريخنا، وما دور المستشرقين بالهيّن في هذا المضمار! بل كما يقول الشيخ سمير مصطفى، إن منهم من ألّف كتبًا دون أن يظهر اسمه عليها من شدة إخلاصه لما يبذله من جهود وتفاني في سبيل محاربة هذا الدين، فأي همة حملها هؤلاء المستشرقون!
لتحقيق تبديل لأصول هذا الدين
نعم لقد ذهب في هذه الحرب كل الذي كان ينبع من كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومن حياة الأمة المسلمة في القرون الأولى التي تعد أفضل القرون كما نبأنا بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فماذا جاء بدله؟
جاء لنا مصدر آخر ينبع من حياة الشرك القديمة ومن الأناجيل المحرفة، وما استحدثته مسيحية القرن الحالي بكل تناقضاتها ونقائصها.
لقد ركز الغرب بقوة على قطع الصلة بين الميراث الإسلامي العريق، وبين الأجيال المسلمة، ليضيع كل خير يجب أن يصل الأبناء من آبائهم.
ولا تسأل بعدها عن تبديل المفاهيم والقناعات، وكيف تتحول الأفكار والآراء، وكيف تتغير معها المشاعر والأحسايس، ولغة الخطاب، ولا تتعجب إن أنكر من أنكر على كتاب الله وعلى ما ورد عن سنة خير الأنام ، ولا عن الطعن في آثار الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان، وهذا مصاب جلل نشاهده اليوم بأم أعيننا دلالة على درجة النيل التي نالها منا المخطط الغربي في حربه على الإسلام!
أصناف الناس في التفاعل مع هذا الخطر
ثم بحسب أبو فهر، كان الناس أمام هذا الحدث العظيم، والانحراف الكبير، أصنافًا، منهم من تجاوزه ولم يسأل عنه، ومنهم من بقي في موقف التائه لا يلوي على شيء، ومنهم من أنكره إنكارًا خفيفًا ضعيفًا، فرأى في تجديد ميراث الإسلام ليتوائم ومطالب الغرب وإلزاماتهم، حلًا، يبقي اسم الإسلام ولو ظاهرًا. وحسب أنه يحسن صنعًا!
ومنذ اندفع ذلك السيل المنهمر الذي جرف أصالتنا وميراثنا العقدي خلص شاكر إلى أن العالم العربي والإسلامي قد انقسم في نهاية المطاف إلى طائفتين: طائفة تنكرت لماضيها جملةً وتفصيلًا وأخرى جددت هذا الإسلام وألبسته لباس التغيير، ولكنها انطلقت من مفاهيم مستقاة من ثقافة ومراد الغرب، وفق معاييره التي حقن بها الشعوب خلال غزوه الصليبي للأرض وللفكر.
لنتأمل بعد هذا الوصف مشهد من يريد أن يقدم الإسلام للناس في ثوب جديد! ثم لا يألوا في تحقيق ذلك صبرًا ولا جهدًا ويحارب كل من أنكر هذا الفساد وأوضح خوار منهجه!
إن ما سلّط محمود شاكر عليه الضوء في هذه المقالة لنذير خطر عظيم لأمة الإسلام، وحريّ بكل مسلم أن يستدركه ويتعمق في معانيه، لأن خطورته ليست في مجرّد مواجهة بالسلاح في ميادين القتال يعرف فيها المسلم من هو عدوه، فيقاتله قتال المستميت معتزًا برايته البيّنة ودينه، بل هي تضليل المسلم، وهزيمته في مهده، في أصوله ومعتقده، بتبديل الإسلام تبديلًا كاملًا تمامًا كما بدّلوا المسيحية الأولى إلى مسيحية جديدة لا تمت لها بصلة اليوم. فيصبح المسلم غير المسلم ولا داعي بعدها لحرب الإسلام فقد زال هذا الخطر العظيم-لأطماعهم وأهدافهم البشعة-بزوال أصله، وحلّ محله إسلام جديد غربي حيك خصيصًا لأجل مصالح الغرب!
وللأسف فإن دعاة هذا التبديل، أهل طائفةٍ “اتخذت كلمة الإسلام لغوًا على مذبّاتها”، وكان لهم أثر لا يُستهان به في حياة العالم الإسلامي الحاضر لأنهم يتوارثون الانحراف من جيل إلى جيل كلما ابتعدوا عن النهج الأول الذي بني عليه هذا الإسلام.
ولم ينطلق الانحراف من مرحلتهم فقط، بل هم أيضا وصل إليهم ممن سبقهم في فكر التجديد، أعمتهم الحياة الدنيا التي أبهرت أعينهم، وزلزلت عقائدهم، فطلبوا الدفاع عن الإسلام وإحياءه وتجديده وفق أسس لم يستمدَّوا أصولها من الحق الذي في دينهم، بل من أصول بعيد، هي أصول الحياة التي يعيشها العالم الصليبي الذي غلب وقهر وظهر جبروته في هذه الأرض. أو بتعبير إبراهيم السكران – ثبته الله وفك أسره- استمدوا أصولها من سلطة الثقافة الغالبة.
دعاة على أبواب جهنم
ويقول محمود شاكر في صياغة مبهرة:
إن هذا الوباء الذي يجتاح العقل الإسلامي والحياة الإسلامية، قد نفذ إلى كلِّ ركن في العالم، وسارت حُمَيَّاه سَوْرة مستبدة بكثير من رؤوس الدعاة.
وما زاد الطين بلة أن هؤلاء الدعاة اعتلوا منابر الدعوة وفي ذهنهم أنهم يذبون على الإسلام الحقيقي والأصيل! وتمامًا كما نشاهده اليوم، فإن كل داعية حسب نفسه على شيء وغره إقبال الجماهير، “يطوفون به طواف الوثني بالصنم”، ومهما بلغ المنكر بأحدهم فلا يجد من ينكر عليه، أو يسأله من أين لك هذا؟
ذلك أنهم مشتركون في إنكار أصول هذا الدين، فيعمدون لتبرير كل موقف، وتلبيس الأفهام مع كل سقوط حر، ومحاولة التجاوز لما لم يقتنع به الداعية بنفسه. فكيف سيقنع به غيره.
وإننا نبصرهم بوضوح في عصرنا الحاضر قد شغلوا شاشات الفضائيات ومنابر الدعاية والتضليل، وصدرت منهم الطامات والنوازل، ولا زالوا يحظون بمتابعة الجماهير.
الأمة بحاجة لفرسان العقيدة
وبحسب خلاصات محمود شاكر فلا بد أن يخرج من يعيد النظر في الأصول الصحيحة لدينه، أن يعيد إحيائها والذبّ عنها ومواجهة من يحاول تحريفها أو محوها تماما كما واجه السابقون المؤمنون بهذا الدين، عالم الجاهلية والشرك والكفر، بألوانه وأنواعه،
فهدم الإسلام حصونهم ومسحها من وجه الأرض، ليقيم بدلها حصون الإسلام العظيم، التي بقت تنير فضاء هذه الأرض أربعة عشر قرنًا من الزمان وستبقى.
وفرسان العقيدة هؤلاء، من بذل حياته ونفسه وأغلى ما يملك في سبيل أن يحفظ مفاهيم الإسلام الأصيلة، هم من سيسمحون للجماهير بإدراك الفرق والتباين بين الإسلام الأول الحقيقي الموروث عن السلف الصالح، وفق منهج أهل السنة والجماعة، وبين الإسلام المستحدث الهجين الجديد، الذي يروّج له الغرب بكفره، والمنهزمون من بني جلدتنا من خلفه، ويحاول هذا الحلف أن يرسخه بديلًا لإسلامنا، في أجيال تتوالى قد سقط الكثير منها في وحل هيمنته وسحر دعايته وخبث مراده.
ولكن كما يصف ذلك محمود شاكر، إن ظهور من يحفظ لهذا الدين أصوله، وتحقيق التباين والتمييز بين الحق والباطل، لا يعني نهاية الحرب وتحقيق النصر! بل يعني أننا سننطلق في رحلة طويلة شاقة، نتحدى بها طواغيت العصر، وجموع الكفر، بعقيدتنا الأصيلة ومفاهيمها المستقيمة، لا يشوبها شك ولا ريبة، لنمضي بلا لجلجة ولا اضطراب، يقودنا الولاء لهذا الدين وقوة اليقين، استجابة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم خشية أن يأتي { يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم }. وهو بكل تأكيد، سبيل النصر المبين.
ثم ختم الشيخ العلامة مقالته بتأكيد هذه الخلاصات الذهبية، وأن من لا زال مغيبا عنها أو يحسبها ضربًا من ضروب التشاؤم والتثبيط، لن يغير رأيه من الواقع شيئا، وضرب مثلا لذلك، الأعمى الذي يعلم جيدًا أنه أعمى، ومهما قلت له أنك بصير بعينين لمّاحتين فلن يغير ذلك من كونه أعمى، ومثال آخر، لمن هو في مشهد هلاك وموت محتوم، وتحاول إقناعه بأنه سينجو من الموت، وأنه خالد لن يكون للموت عليه سلطان! فهل سيغير هذا القول من حقيقة يعيشها بنفسه.
وفي الواقع، ما عسانا أن نقول بعد هذا التحليل الخطير لأبي فهر – رحمه الله-، سوى أننا نعيش اليوم بالفعل مرحلة تبديل الإسلام تبديلًا كاملًا ولكننا في نفس الوقت نبصر معها من قام يذب عن أصول هذا الدين بكل ما أوتي من قوة لا يقبل مساومة ولا متاجرة ولا تنازلا ولا استهانة، أي أن مرحلة الجهاد التي نبأنا بها أبو فهر قد بدأت ولابد من صبر وثبات يحدوها لتحقيق النصر المنتظر، ولا نملك مع هذا الوصف إلا النداء الشامل الكامل لأمة الإسلام قاطبة عنوانه “وا إسلاماه!” ليلتحق الجميع بالركب وتتراص الصفوف بنيانًا مرصوصًا، لم يبدلوا تبديلا.
المصادر
- – كتاب (جمهرة مقالات الأستاذ محمود محمد شاكر، مكتبة الخانجي بالقاهرة، ط1، 2003م، (1/588).
- محاضرة للشيخ سمير مصطفى بعنوان أبصر طريقك (ألقاها في مسجد الصحابة).