ومن فضل الله على عباده ونعمه التي لا تعد ولا تحصى تلك السماء المهيبة الممتدة!
إنها هنا لتذكرنا دائما أن الله على كل شيء قدير وأنه بكل شيء محيط!
أن رحمة الله أوسع وأشفى!
وأن الصحبة حق الصحبة هي الحق!
أينما كنت ارفع بصرك للسماء وسبح بحمد ربك مستأنسا آمنا .. لصحبة السماء!
لست وحدك.
في النظر إلى السماء وصال روح، وشحذ همة، وبث حزن، واستشعار عظمة المولى.
في حديث أبي موسى كان رسول الله ﷺ كثيرا ما يرفع بصره إلى السماء. (أخرجه مسلم).
وحديث عبد الله بن سلام:كان رسول الله ﷺ إذا جلس يتحدث يكثر أن يرفع بصره إلى السماء. (أخرجه أبو داود).
فالحمد لله على نعمة السماء!
السماء .. تعلمك الاستعلاء بالإيمان .. والصبر .. والتوكل .. والاستعانة.
تصنع في قلبك القوة .. قوة الحق والثبات واليقين.
السماء آية من آيات الله .. لا تنفك تنبعث بصحبتها توحيدا وتقديرا وسجودا لخالقك.
السماء تذكرة بوعد الله حق،وأول بوابة نحو منازل النجباء!
تدبر في خلق الله بروح حية!
قال جل جلاله ﴿ لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [ غافر: 57]
وعن أمِّ سلمة رضي الله عنها قالت: ما خرج النبي صلى الله عليه وسلم من بيتي قطُّ إلا رفع طَرْفَهُ إلى السماء فقال:
(اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَضِلَّ، أَوْ أُضَلَّ، أَوْ أَزِلَّ، أَوْ أُزَلَّ، أَوْ أَظْلِمَ، أَوْ أُظْلَمَ، أَوْ أَجْهَلَ، أَوْ يُجْهَلَ عَلَيَّ) رواه أبو داود في سننه.
وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع بصره إلى السماء أثناء الدعاء، ففي الحديث الذي تذكر فيه عائشة رضي الله عنها فراقه صلى الله عليه وسلم للدنيا، تقول فيه: فرفع بصره إلى السماء وقال: “الرفيق الأعلى الرفيق الأعلى”. رواه أحمد في مسنده.
وفي سنن الدارمي مرفوعاً: “من توضأ فأحسن الوضوء، ثم رفع بصره إلى السماء، أو قال نظره إلى السماء، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله…”.